سوليوود «الرياض»
حصل الفيلم التونسي “ماشطة Machta” على جائزة “ورش العمل” لتطوير المشروع بمهرجان الفيلم السويسري Visions du Réel، والذي يقام خلال الفترة من 17 أبريل/نيسان حتى 2 مايو/أيار 2020.
والفيلم هو الوثائقي الطويل الثاني للمخرجة سونيا بن سلامة بعد فيلمها السابق “مكتوب”، والذي عرض بمهرجانات دولية عديدة سابقة، وفاز بالجائزة الكبرى للدورة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، الذي احتضنته مدينة خريبكة عام 2016.
وتدور أحداث الفيلم الوثائقي “ماشطة” في مدينة المهدية التونسية الصغيرة، حيث يرصد حياة أعضاء فرقة “مشطاط” لحفلات الزفاف الصيفية، واللاتي يهربن من مشقة حياتهن اليومية إلى الموسيقى، وهن 3 موسيقيات “فاطمة” وابنتيها “ناجح ووفرة”، يعيشن في “بير برانيك” في بلدة المهدية الصغيرة بتونس.
في الشتاء يعتنين بالمنزل ويعملن في الحقول، يزرعون ويقطفون الزيتون والبطاطس، وفي الصيف هم “المشتاط” أو الموسيقيون التقليديون، حيث يتنقلون من حفل زفاف إلى آخر، للاحتفال بزواج الشابات ومباركتهن، لإرشادهن وإعدادهن لحياتهن الجديدة كزوجات.
وتعتبر “فاطمة” أن عملها كماشطة منذ 40 عاما هو الشيء الوحيد الذي يجلب القليل من الحرية لحياتها خلال الصيف، حيث تغني طوال اليوم وتربح المال مثل أي وقت آخر من السنة.
أما ابنتها “ناجح” فتبلغ من العمر 34 عاما، ومطلقة منذ 13 عاما وتعيش في منزل والدتها مع ولديها المراهقين، فيما تزوجت الابنة الثانية “وفرة” في سن الخامسة عشرة من رجل عنيف وتعيش على أنها ستلقى حتفها على يديه في أي لحظة، وهي الآن تبلغ من العمر 32 عاما، ولا تعرف شيئا سوى منزلها وأطفالها وأغاني المشتاط.
وحول شخصيات الفيلم تقول “بن سلامة”: “قابلت فاطمة وفرقتها عندما كنت أصور فيلمي الوثائقي الأول (مكتوب)، حيث كان ابن عمي قد استأجرهم لحفل زفافه، فأثاروا اهتمامي”.
وأضافت بن سلامة خلال حديثها عن الفيلم لموقع WMM “كانت فاطمة مختلفة عن النساء الأخريات اللاتي أعرفهن في المهدية، اللائي هن أكثر ثقة وراحة مع أجسادهن، لذا اتصلت بها بعد فيلمي السابق وطلبت مقابلتها والتعرف عليها بشكل أفضل، وشعرت أنه يمكنني أن أستمر معها في استكشاف معنى أن أكون امرأة من المهدية لو لم يختر والدي الذهاب إلى فرنسا كما حدث معي في الواقع”.
وسونيا بن سلامة هي مخرجة أفلام وثائقية تونسية فرنسية، ولدت عام 1985، ونشأت في باريس ودرست الفن والسينما ثم أخرجت فيلمين وثائقيين قصيرين، لحساب متحف اللوفر.
في عام 2015، أخرجت فيلمها الوثائقي الطويل الأول “مكتوب”، الذي شارك في العديد من المهرجانات الدولية، ومنها مهرجان الأفلام العربية بأمريكا، ومهرجان زاكورة السينمائي ومهرجان خريبكة المغربي الذي حصدت خلاله جائزة المحلفين الكبرى.