سوليوود «الرياض»
تعامل عرفان خان النجم الهندي ، مع الحياة بفلسفة خاصة، فلم يبالغ في حب الأضواء ولم يتعلق بحبال الشهرة مهما كانت درجة متانتها، كأن القدر منحه “فلسفة التخلي عن الأشياء”، ومن يتأمل أحاديثه يكتشف أنه كان إنسانا شديد التواضع وفنانا من طراز مختلف.
وتوفي نجم بوليوود عرفان خان، المعروف عالميا بمشاركته في فيلمي “المليونير المتشرد” Slumdog Millionaire و”العالم الجوراسي” Jurassic World، الأربعاء، عن عمر ناهز 53 عاما.
ولد “عرفان خان”، وسط أسرة مسلمة في 7يناير 1967 بمدينة “جايبور” المعروفة باسم المدينة الوردية والواقعة شرق الهند، وكان يدرك أن الطموح سر النجاح؛ لذا حدد هدفه منذ الصغر وراح يعمل على بلوغه.
في عام 1984 التحق بالمدرسة الوطنية للدراما “أم أي” في نيودلهي، وبعد 3 سنوات تخرج بتفوق وقرر الانتقال إلى مدينة مومباي سعيا وراء حلم الشهرة والنجومية، وهناك بدأت رحلته الفنية بأدوار صغيرة على شاشة التلفزيون وخشبة المسرح، وفقا لموقع العين الإخبارية.
أدرك عرفان خان بذكاء شديد أن السينما هي التاريخ الحقيقي للفنان، ولذا راح يبحث عن فرصة عبر نافذتها الساحرة، وبعد محاولات عديدة ابتسم له الحظ عام 1988؛ إذ تم اختياره للقيام بدور صغير في فيلم بعنوان “سلام بومباي”الذي رشح لجائزة الأوسكار ومن خلاله لفت أنظار شركات الإنتاج لموهبته الاستثنائية.
وتوالت أعمال عرفان خان على شاشة السينما وتحمس له كبار المخرجين، وتم ترشيحه لأدوار رئيسية في أفلام شديدة الأهمية مثل” المخبر الخاص” 1994 “المحارب” 2001 ، كما حرص على التنوع في شخصياته فقدم الطيب المسالم، وجسد أيضا أبرز أدوار الشر في السينما الهندية في فيلم “هاسلي”.
وقد حصل النجم الهندي على العديد من الجوائز عبر مشواره الفني منها جائزة “الروح المستقلة” لدعم الممثل في الدراما الهندية 2006، كما شارك في بطولة فيلم “المليونير المتشرد” الفائز بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم عام 2009.
وفاز بجائزة اختيار المشاهدين في مهرجان كان عام 2013 عن دوره في الدراما الرومانسية “صندوق الغداء” وجائزة سكرين ويكلي لأفضل ممثل شرير، وجائزة أفضل ممثل عن الفيلم الوطني”بان سينغ تومار” والذي يحكي قصة بطل رياضي تقاعد من القوات المسلحة الهندية ليحكم وادي شامبال في وسط الهند.
وكعادة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فقد هاجم المرض عرفان خان “في قمة نجوميته وأصيب في عام 2018 بسرطان الغدد الصم العصبية النادر، وراح يطارد أمل الشفاء في المملكة المتحدة، وبكل أسى باءت محاولات علاجه بالفشل ورحل بعد عامين من إصابته بالمرض عن عمر ناهز الـ53 عاما على إثر عدوى في القولون.
رحل النجم الهندي عن الحياة تاركا مساحة كبيرة من الحزن في قلوب محبيه ومرارة في صدور أصدقائه المقربين الذين وصفوه بأنه كان “روحا قوية وشخصا مقاتلا”.