سوليوود «الرياض»
قد تدفع أزمة فيروس كورونا العديد من منظمى المهرجانات السينمائية للجوء إلى الإنترنت، كما فعل مهرجان «SXSW» السينمائى بأميركا الشهر الماضي، حيث أعلن جوائز الحفل السنوى عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتى انتهت بفوز المخرج كوبر رائف بجائزة أفضل فيلم روائى عن «Shithouse».
ولكن ليس جميع صانعى الأفلام يسيرون على نفس الدرب، فقد استبعد منظمو اثنين من أكبر المهرجانات السينمائية في العالم «كان» و«فينيسيا» استبدال تلك التظاهرات الفنية العريقة بنسخة رقمية.
ففى الوقت الذى يواصل فيه فيروس كورونا اجتياح كل ركن من أركان القارة العجوز، يمضي القائمون على مهرجان فينيسيا السينمائى الدولي قدما في الاستعدادات للنسخة الـ٧٧، المقررة إقامتها خلال الفترة من ٢-١٢ سبتمبر المقبل، معلقين الآمال على قدرة حرارة الصيف في انحسار رقعة انتشار المرض.
ورفض مدير المهرجان ألبرتو باربيرا، أى حديث بخصوص استبدال المهرجان بنسخة رقمية تبث عبر الإنترنت، على الأقل ليس في كل الأقسام، حيث من الواضح أن هناك إمكانية لاستخدام التكنولوجيا في بعض المبادرات، مشيرًا إلى أنه من السابق لأوانه تحديد ذلك.
وأكد في الوقت نفسه، أن مهرجان تورونتو السينمائى بكندا، نوع مختلف من المهرجانات، لا يمكن مقارنته بمهرجان كان أو فينيسيا، مضيفًا أنه في الوقت الحاضر يعمل هو وفريقه بنفس الطريقة التى كان يعمل بها في السنوات الماضية، كما صرح بأنه لا يمكنه تقديم تفاصيل حول مستقبل المهرجان، مشددًا أن مقترح إلغاء الحدث خيار مرفوض.
على جانب آخر، لم تعد الرؤية بالنسبة لمهرجان كان السينمائى واضحة المعالم بصورة كبيرة، فبعد تأجيل الحدث من منتصف مايو إلى نهاية يونيو أو ربما بداية يوليو المقبل، وفى انتظار الإعلان عن التشكيلة الرسمية منتصف الشهر الجاري، أكد مدير المهرجان تيرى فريمو، أن العُرس السينمائي الفرنسي لن يسلك المسار الرقمي إذا فشلت كل الجهود في استضافة الحدث بشكل فعلي ومادي.
وذكر أن الأمر بالنسبة لمهرجان بحجم كان، يمثل روحه وتاريخه وكفاءته، مؤكدًا أن إقامة المهرجان بصورة افتراضية فكرة غير سديدة مصيرها للزوال لا محالة.
وتساءل في تصريحات لمجلة «فارايتي» الأميركية، ما هو المهرجان الرقمي؟ مسابقة رقمية؟ يجب أن نبدأ بسؤال أصحاب حقوق الأفلام إذا وافقوا.
لقد كان رد الفعل متوقعا دون أدنى شك، فهذا الرجل هو من حارب طواحين الهواء بمفرده طوال السنوات الثلاث الماضية، حيث رفض الرضوخ لشروط العملاق الرقمى «نتفليكس» وأصر على عرض أفلامهم للجمهور في صالات السينما.. فهو يرى أن مخرجي الأفلام مدفوعون بفكرة عرض أفلامهم على شاشة كبيرة ومشاركتها مع الآخرين في أحداث فنية مثل المهرجانات، وليس أن تعرض أعمالهم في نهاية المطاف على الهواتف المحمولة، حسبما ذكر.
ورأى «فريمو» أنه يتعين على صناع السينما التفكير في طريقة لعرض الأفلام، في حال تم إلغاء جميع المهرجانات، لتجنب ضياعها، لكنه شدد في نفس الوقت على أن البديل الرقمى غير مناسب لمهرجانات كان أو فينيسيا، وأن هذا الخيار أقرب للنسيان.
ومع انتشار رقعة المرض حول العالم وأوروبا على وجه الخصوص، يبقى خيار إقامة تلك المهرجانات هذا العام تحديدًا بمثابة قرار انتحاري، فحتى لو نجحت إيطاليا وفرنسا في احتواء الفيروس خلال شهر أو شهرين من الآن ووافقوا على استضافة الحدثين، هل سيجازف صناع السينما أو النجوم أو حتى المنتجين والموزعين للتحرك والسفر وعقد الاجتماعات واللقاءات بكل أريحية؟ أميل بشكل شخصى للاعتقاد بأنه في حال إلغاء مهرجانى «كان وفينيسيا» خلال العام الجارى ستخسر السينما العالمية الكثير فوق خسائرها الحالية، وإذا أخذا حظوظهما وأصرا على الانعقاد، فإننا سوف نراهم اكما رأينا العديد من عواصم العالم في زمن كورونا، دورات أشباح.