سوليوود «خاص»
“ستصبح يومًا ما مشهورًا ويتحدث عنك ملايين من البشر”، كلمات تنبأت بها إحدى السيدات للممثل “دينزل واشنطن” في زيارة لإحدى الكنائس مع والدته، وهو يعاني من إدمانه للهيروين في فترة مبكرة من عمره.
ما لبثت أن أصبحت هذه الكلمات واقعًا ملموسًا، بعد أن وصل “دينزل واشنطن” بشهرته إلى أقصى بقاع المعمورة، نتيجة ظهوره الفني الكبير في عالم السينما، وأصبح يضرب به المثل في استمرارية النجاح وحصد الإعجاب.
ولد “دينزل واشنطن” الذي يعد واحدًا من أبرز الممثلين في تاريخ السينما الأميركية، في 28 ديسمبر 1954 وعندما بلغ الرابعة عشرة من عمره أرسل مع شقيقته الكبرى إلى مدرسة خاصة، وفي سنة 1977 درس الصحافة وتخرج في كلية “فوردهم”.
قرابة الخمسين فيلمًا شارك فيها “دينزل واشنطن” صنعت منه أسطورة فنية، لا ينظر إلى الكم في الجوائز التي نالها من خلالها، بل إلى الكيف في مستوى الأداء الفني المبهر الذي قدمه في كل جزء منها. وتأتي أفلام “المجد”، و”مالكوم إكس”، و”رجل على خط النار”، و”التدريب”، و”الشيطان في رداء أزرق” أبرز أفلامه التي حاكم في بعض منها العنصرية، والأخرى تناول فيها قضايا اجتماعية أو سيرة ذاتية لأبطالها.
“إن صليت من أجل المطر فعليك أن تتعامل مع الطين أيضًا، إنه جزء من الأمر”.. هكذا وصف “دينزل واشنطن” طريق النجومية بكلمات مختصرة أصبحت خالدة، فبرغم سعيه إلى أن يكون نجمًا يشار له بالبنان، كان عليه أن يتعامل كذلك مع العقبات التي لم تكن لون بشرته أقلها لنيل مراده.
فبالرغم من عديد الأدوار السينمائية التي تستحق أن تنال نصيبًا وافرًا من الجوائز الفردية في مختلف المهرجانات والمناسبات وعلى رأسها جائزة الأوسكار، كانت تخطئ هذه الجوائز النجم “دينزل” وتذهب لغيره في ترشيحات عديدة كان أبرزها جائزة أفضل ممثل رئيسي عن دوره في فيلم “مالكوم إكس” عام 1993م التي ذهبت إلى الممثل “آل باتشينو” في تلك النسخة.
“يمنحك الإنسان الجائزة، ولكن الله يمنحك الثواب”.. مقولة أخرى من مقولات “دينزل” الذي لم يفقد أمله بالتتويج بجائزة الأوسكار بعد خمسة ترشيحات، ثلاثة منها كأفضل ممثل رئيسي، إذ حقق الجائزة أخيرًا في عام 2002 عن دوره في فيلم “التدريب”، وكذلك جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم “المجد” عام 1998.
“الحظ هو عند ما تأتيك الفرصة وأنت مستعد لها”.. تأكيدًا لمقولته هذه لم يعتمد “دينزل واشنطن” على موهبته في التمثيل فقط، بل حرص على أن يكمل دراسته الجامعية، قبل أن ينال منحة إلى مسرح المعهد الموسيقي الأميركي في سان فرانسيسكو، تقديرًا لجهوده الكبيرة في الجامعة التي من ضمنها لعبه في فريق الجامعة لكرة السلة، لينطلق بعدها في عالم الفن والشاشة الذهبية التي أصبح أحد رموزها على مر التاريخ.
إنه الممثل الذي يمتلك ذخيرة أدائية وافرة بعد أن أسس نفسه جيدًا على خشبة المسرح، والذي قال عنه الرائع “توم هانكس” أثناء عملهما معًا في فيلم “فيلاديلفيا”: “إن الاشتغال مع دينزل واشنطن أشبه بدخول مدرسة متفردة ونادرة في فن التمثيل”. فالمتابع لأعمال واشنطن يعثر على كم هائل من التنويعات الأدائية وتجسيد القصص الواقعية والافتراضية الموزعة على التراجيديا والكوميديا والقصص التاريخية وتناول سيرة المشاهير في عالم الجريمة والرياضة والفن والصحافة والمحاماة، وحتى في عالم النضال الاجتماعي الذي يبدو أن “دينزل واشنطن” سيظل واحدًا من أهم النشطاء السينمائيين الذين يعملون من خلال الفن والموهبة الشخصية على تأكيد ونشر مقولات هذا النضال المتمثلة في العدل والمساواة والتخفيف من آلام البشر في كل بقعة من هذا الكوكب.