سوليوود «خاص»
مصائب قوم عند قوم فوائد، جملة انطبقت كثيرًا على واقع الحال في مجال الفن السابع، والشاشة الذهبية منذ أن ضرب فيروس كورونا بخيله ورجله على مفاصل الحياة اليومية في مختلف أنحاء العالم.
وما بدا أزمة مالية خانقة للسينما ودورها، بدا فرصة ذهبية لعدد غير قليل من منصات البث الإلكتروني التي تعود ملكيتها لعدد من الشركات العالمية، بعد أن هجر المرتادون السينما، وأصبحت مقاعدها خالية إلا من بقايا ذكريات، وحبيبات “فشار” لم تتمكن أدوات التعقيم والتنظيف اليومية من إزالتها، بعد أن أوصدت أبوابها بأمر من كورونا صدقت عليه الحكومات والجهات الرسمية ذات الاختصاص.
فرصة لم تكن لتضيع من تلك الشركات المتربصة، التي استطاعت أن تقفز بعدد مشتركيها إلى أرقام خيالية في أيام قليلة، وتجاوزت عدد مشاهداتها الملايين، إذ لم يجد عشاق السينما بديلاً غير الاشتراك في هذه التطبيقات المختلفة التي تقدم خدمة البث عبر الشبكة العنكبوتية.
ولم تتمكن هذه الشركات من استقطاب المشاهدين فقط، بل عملت على استقطاب الشركات المنتجة للأفلام والأعمال الفنية، وكان لها ذلك من خلال تحويل العرض الأول لعدد من الأفلام من السينما إلى تطبيقات المشاهدة عبر الإنترنت.
ودخلت أبرز شركات الإنتاج العالمية في سباق البث الرقمي ومنها شركة ديزني العملاقة التي دشنت خدمة “ديزني بلس” التي بدورها استطاعت أن تصل في مدة زمنية وجيزة إلى أكثر من 50 مليون مشترك، لتكون بذلك منافسًا قويًا لعملاق البث عبر الشبكة العنكبوتية “نتفليكس” التي تحظى بنصيب الأسد من الاشتراكات حول العالم بنحو 176 مليون مشترك.
منصات عالمية وعربية أخرى كان لها من الحصة نصيب على غرار منصة “أمازون برايم” التي تحتفظ بأكثر من 100 مليون مشترك حول العالم، ومنصة “Starz play” صاحبة قرابة المليون ونصف مشترك في أكثر من 20 دولة.
محليًا لا يمكن تجاهل خدمة “شاهد نت” المقدمة من مجموعة mbc التي تحظى بعدد عالٍ من المستخدمين مقارنة بخدمات البث الأخرى، التي تقوم المجموعة ببث الأعمال الحصرية من خلالها، لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين.
ومع اتساع دائرة الإغلاق حول العالم لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد -19” وتزايد إقبال ملايين البشر على خدمات البث الرقمية للقضاء على الملل، هل ستتمكن دور السينما من استعادة مكانتها بعد الإفراج عنها، أم ستفرض منصات البث الإلكتروني هيمنتها على عالم الترفيه الذي استأثرت به دور السينما وحدها على مدى العقود الماضية؟