سوليوود «الرياض»
الاتهامات لم تكن مقتصرة على هذا فقط، بل امتدت أيضاً لأبطاله الكبار، روبرت دى نيرو وآل باتشينو وجو بيشى، حيث قال البعض إنهم ظهروا كالدمى (العرائس) التى تتحرك بصعوبة نظراً لكبر سنهم، وأن ما زاد من هذا الشعور استخدام تقنية “تصغير السن” لملائمة طبيعة سن الشخصيات فى الفيلم، والتى أظهرت نجماً كروبرت دى نيرو تعدى الـ(70 عاماً) كشخص فى الخمسينات، لكن حركته كانت بالغة الصعوبة، ولا تتناسب مع شخص فى هذه المرحلة العمرية.
وتيرة تلك الاتهامات قلت نسبياً مع ترشح الفيلم لأكثر من 10 جوائز أوسكار، ولكنها عادت فى الظهور بعد خروج الفيلم بلا جوائز.
وبغض النظر عن هذا كله، إلا أن المنصة العالمية الكبيرة المنتجة للفيلم، طرحت مؤخراً فيلماً صغيراً مدته نصف ساعة، كان نجومه أبطال الفيلم ومخرجه سكورسيزى، وهم يتحدثون عن الفيلم وظروف إنتاجه وتقديمه والرغبة في ذلك.
الفيلم ليس دعائياً بالمعنى المتعارف عليه، ولا هو أيضاً “ماكينج” أي “كواليس التصوير” بل هو مناقشة سينمائية جادة، ليس فقط للفيلم، بل لماهية وأهمية الفن السابع بالنسبة للمهتمين والممتهنين لهذا الفن في الواقع.
الفيلم القصير أطلق عليه “محاورات الأيرلندى” أو the Irishman conversation، وظهر فيه الرباعى (باتشينو وبيشى وسكورسيزى ودى نيرو) وهم يجلسون إلى بعضهم في جلسة ودية نصف دائرية، يتحدثون ببساطة وسلاسة النجوم الكبار عن ذكرياتهم في الفيلم، والأمور الذى دفعتهم للظهور فيه.
وبحسب موقع مبتدا لعل أبرز ما تم ملاحظته في هذا الفيلم القصير أن سكورسيزى هو أكثر المتكلمين وقتاً، وهو ما يظهر احترام النجوم الكبار لوظيفة المخرج، كرب للعمل، وأهم عنصر فيه، كان حديث سكورسيزى بمثابة رد على كثير من الاتهامات والأسئلة، تحدث سكورسيزى عن تقنية “تصغير السن” وقال إنه لجأ إليها حتى لا يلجأ إلى ممثلين آخرين لتجسيد أدوار أبطاله، لأنه يرى أن ذلك يفقد الشخصية وحدتها، فهو يريد أن يكون هناك خطاً واحداً للشخصية.
أما عن ظهور أبطاله كالدمى، فقال إنه حاول قدر الإمكان أن يحافظ على صورة أبطاله، وعلى حيوية الفترة العمرية التي تظهر فيها الشخصية في الفيلم. وذكر موقفاً طريفاً للغاية أثناء كواليس تصوير الفيلم، حيث كان من المفترض أن يفعل آل باتشينو حركة تناسب عمره (50 عاماً) في جزء ما في الفيلم، لكنه أداها بصعوبة بالغة، فدارت مناقشات بين المخرج ومساعديه على من سيُخبر النجم الكبير بهذه الملاحظة، حتى يعيد المشهد من جديد، ويتخلص من حركته البطيئة لفعل حركة أخرى سريعة.
هذا الموقف يبرز تماماً شخصية آل باتشينو، كنجم كبير له رهبة كبيرة في أي مكان، حيث ألمح سكورسيزى (وهو مخرج كبير وحاصل على الأوسكار ورصيده تجاوز الـ20 فيلمًا) إلى تحرجه من إعطاء تعليمات لآل باتشينو تخص عمره، أما جو بيشى (الممثل القدير) فقطع الحديث وقال إنه كان يخشى النظر فى عين باتشينو داخل أحداث الفيلم، وأنه كان قلقاً للغاية في بعض مشاهد الفيلم التي جمعته مع باتشينو، والتي تحتم الأحداث فيها أن ينفعل الأخير، كما استذكر بعض ذكرياته مع دي نيرو وسكورسيزى في الفيلم الحائز على عدة جوائز أوسكار (ريدنج بول).
أما عن طول مدة الفيلم (3 ساعات ونصف) فقال سكورسيزى إنه يرى أن طبيعة العرض على المنصات الإلكترونية ثورة كبيرة في عالم السينما، إذ شبهها بثورة النطق بعد السينما الصامتة، لذا فهو يرى أن تقديم الفيلم في هذه المدة الطويلة يناسب العرض على المنصات، كوسيلة جديدة للفرجة، غير السينما بكل تأكيد.
الفيلم كما يقول المخرج هو حلم عمره، هو الفيلم الذى صنعه في وقت طويل جداً من الزمن، بين دراسة لشخصيات العمل الروائي المأخوذ عنه الفيلم “سمعت أنك تطلى المنازل”، واختيار النجوم، والبحث عن منتج متحمس لتقديم عمل كبير يقدم فيه نجوم هوليود بهذه الصورة، وكذلك تكلفة استخدام تقنية “تصغير السن” باهظة الثمن.
بيشى كان ثاني المتحدثين من حيث الزمن، فهو فقط اكتفى بشكر دي نيرو وسكورسيزى على الفرصة الكبيرة التي منحوها إياه للعودة من جديد إلى التمثيل، أما باتشينو ودى نيرو، فكانوا الأقل تحدثاً، ربما كان الأول أكثر فلسفية في كلامه القليل، بينما لم يتحدث دي نيرو سوى جملة أو اثنتين كعادته في اللقاءات التليفزيونية
الفيلم القصير إجمالاً هو نوع جديد من الدعاية، لكنها دعاية تناسب نجوم الفيلم وصناعه، وتبتعد تماماً عن الدعاية الإثارية والتشويقية، وهى استكمال لصناعة فيلم كبير وفارق في تاريخ السينما في هوليود بالتأكيد.
“الأيرلندى” فيلم من إنتاج العام الماضي، تدور أحداثه حول عالم المافيا الأميركية في الستينيات وما بعدها، ومحورها علاقة الصداقة القوية بين قاتل منتم للمافيا (دى نيرو)، وبين نقيب سائقي الشاحنات فس أميركا (باتشينو) وهو الشخص صاحب الشعبية الثانية بعد الرئيس الاميركى المقتول كيندي، والتي تنتهى إلى قتل الصديق الأول للثانى.