سوليوود «الرياض»
على غرار معظم الأنشطة الفنية والثقافية والاقتصادية، التي تأثرت بانتشار فيروس «كورونا» في معظم أنحاء العالم، امتد تأثير الوباء إلى المهرجانات السينمائية التي تواجه دوراتها في العام الجاري مصيراً غامضاً، ويخشى بعض السينمائيين إلغاءها بعد إصابة نحو نصف مليون شخص حول العالم بالفيروس
مهرجان «كان» السينمائي الدولي، كان في مقدمة المهرجانات العالمية التي تأثرت بانتشار الفيروس، وأجبرت إدارته على تأجيل دورته المقبلة إلى بداية شهر يوليو (تموز) المقبل
وبسبب الخوف من انتشار فيروس «كورونا»، تم تأجيل عدد من المهرجانات السينمائية العربية، التي كان مقرراً إقامتها خلال شهر مارس (آذار) الجاري، وفي مقدمتها «مهرجان البحر الأحمر»، في دورته الافتتاحية بمدينة جدة، كما تأجلت الدورة الأولى لـ«مهرجان عمان»، ليعقد خلال الفترة من 20 إلى 25 أغسطس (آب) المقبل، وكذلك تم تأجيل «مهرجان البحرين» الذى كان مقرراً انطلاقه في 4 مارس الجاري
ووفقا لصحيفة الشرق الأوسط، أنهى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية دورته الأخيرة قبل موعدها بعد تسجيل إصابات بفيروس كورونا في باخرة سياحية نيلية أثناء انعقاد المهرجان بداية الشهر الجاري، ولاحق التأجيل مهرجاني «تطوان» و«الإسماعيلية للأفلام الوثائقية والروائية القصيرة»
مع تفاقم أزمة «كورونا» عالمياً، فإن مصيراً غامضاً ينتظر المهرجانات السينمائية العربية التي ستعقد خلال الشهور المقبلة، ومن بينها مهرجان العلمين السينمائي في نسخته الأولى، التي كان مقرراً تنظيمها في شهر أغسطس المقبل، ويؤكد المخرج والناقد أحمد عاطف رئيس المهرجان، أنه يستعد لكل السيناريوهات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «نأمل أن تنتهي أزمة كورونا قبل وقت كافٍ من موعد انطلاق المهرجان الذي ترعاه الحكومة المصرية»، مشيراً إلى أن «الحكومة وحدها هي صاحبة الحق فى تحديد مصيره فى ضوء المستجدات التى تطرأ على الساحة»، مؤكداً أن «الاستعدادات لتنظيم المهرجان بدأت قبل عام والعمل يتواصل حالياً في لجان المهرجان المختلفة، إذ تلقينا أكثر من 300 فيلم تمت مشاهدة نصفها من قبل لجنة التحكيم بجانب تدشين الموقع الرسمي للمهرجان»
في السياق، أعلن مهرجان الجونة السينمائي قبل أيام فتح باب التقدم لدورته الرابعة (24 سبتمبر/ أيلول: 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2020). ويقول إنتشال التميمي مدير المهرجان لـ«الشرق الأوسط»: «نعمل باعتبار أن المهرجان قائم في موعده، لذا قمنا بالإعلان عن الأفلام والمشاريع على المستوى التنظيمي، في الوقت نفسه، تراقب كل الجهات المعنية بالمهرجان الموقف بالنسبة لتداعيات وباء (كورونا) على مستوى العالم»
وعن الخوف من تأثير تأجيل أو إلغاء مهرجان «كان» ومهرجانات عالمية أخرى، على مهرجان «الجونة»، يقول: «نحصل على أفلام المهرجان من شركات الإنتاج، ومن المخرجين، ولا نعتمد على مهرجانات أخرى في الحصول على الأفلام، بجانب أن بعض أفلامنا تكون عروضاً حصرية أولى بالمنطقة العربية»
بينما يتوقع الناقد الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي، عدم استمرار أزمة «كورونا» حتى موعد انعقاد الدورة 36 من المهرجان في شهر أكتوبر المقبل، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «المهرجان لم يتوقف خلال السنوات الماضية رغم مرور البلاد بأزمات وأحداث مؤثرة عديدة، من بينها ثورتا يناير (كانون الثاني) 2011، و30 يونيو (حزيران) 2013»، مؤكداً «بدء الإعداد للدورة الجديدة منذ شهر يناير الماضي، إذ تم التواصل مع أصحاب الأفلام والمكرمين، كما أن مهرجاننا يختص بأفلام دول البحر المتوسط، والإنتاج السينمائي في هذه الدول كبير ومتنوع»
ورغم توقعات الخبراء والمتابعين بإلغاء وتأجيل فعاليات سينمائية عدة خلال الشهور المقبلة، فإن إدارة مهرجان القاهرة السينمائي تواصل عملها استعداداً لتنظيم الدورة المقبلة في موعدها في الربع الأخير من العام الجاري، تحسباً لانتهاء أزمة كورونا، وفق أحمد شوقي، المدير الفني للمهرجان الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «نشاهد أفلاماً ونتواصل مع جهات إنتاجها وصناعها ولدينا اتفاقات مؤكدة، غير أنني أتوقع أن عدد الأفلام سيكون أقل عما كان عليه فى الفترة المماثلة من العام الماضي»، مؤكداً: «إذا أجري مهرجان (كان) في موعده العام الجاري، فسيكون ذلك أمراً رائعاً وإيجابياً جداً لمهرجاننا، أما إذا لاحقه الإلغاء وهذا وارد جداً فستتأثر كل المهرجانات؛ ليس لتوقف تصوير الأفلام فقط، بل لأن شركات الإنتاج ستحجب أفلامها الجاهزة، ولن تقبل بعرضها في مثل هذه الأجواء المضطربة»
وفي تونس، أعلنت وزارة الثقافة في وقت سابق إلغاء عدد من التظاهرات الثقافية والفنية؛ من بينها «مهرجان قابس» الذي تقرر تحويل دورته الثانية في شهر أبريل (نيسان) المقبل إلى دورة رقمية