سوليوود «خاص»
يعود الفضل في اختراع السينما إلى الفرنسي “لويس لومير” الذي استطاع أن يصنع أول جهاز لعرض الصور السينمائية والتقاطها.
وقد سجل اختراعه في 13 فبراير عام 1895م، وابتداء من هذا التاريخ أصبحت السينما واقعًا ملموسًا.
وكان أول عرض “للومير” لقطات تمثل خروج العمال من المصنع ووصول القطار إلى محطة باريس وغيرها من العروض التي لاقت نجاحًا جماهيريًا غير متوقع.
وانتقلت بعد ذلك سينما “لويس لومير” إلى بلاد العالم، منها: مصر واليابان وأستراليا، ولم تمضِ سنة على أول حفلة عرض في باريس حتى كانت العروض السينمائية تغزو العالم كله.
وفي الوطن العربي بالتحديد كانت مصر وبعدها تونس أسبق الدول العربية إلى معرفة السينما.
فلقد شاهد الجمهور المصري أول عرض سينمائي في نوفمبر سنة 1896م بالإسكندرية، حيث تمَّ عرض شريط سينمائي يحتوي على لقطات متفرقة.
وبعد ذلك أخذت السينما في تشكيل المجتمعات وأفكارها، والتأثير على آرائها من خلال توجيه الرأي العام من قبل صناع السينما حسب التوجه العام الذي يراد أن تكون عليه المجتمعات.
والسينما هي الفن السابع الذي جعل الصورة الركيزة الأساسية في عملية التواصل، وإن الفضل في سطوة الصورة وفي تكريسها كأوسع وسيلة اتصال في عالم اليوم – يعود بالدرجة الأولى إلى السينما التي استطاعت عن طريق المونتاج – الذي هو شاعرية السينما كما يقول “فاركو فلسى”: أن نخلق الحياة في صور متحركة تمثل جانبًا أو أكثر من جوانب الحياة.
والحديث عن الصورة يقودنا إلى الحديث عن دور السينما في صناعة الرأي العام وفي توجيهه، فالسينما تستطيع أن تتغلغل إلى أبعد حد في أي مجتمع معيدة صياغة وتركيب بيئته الفكرية.
لقد أدرك الأميركيون مبكرًا الدور الهام للسينما في الدعاية والترويج للثقافة ولأسلوب الحياة، ولهذا ليس من الغريب أن تكون السينما هي سفيرة الثقافة الأميركية إلى العالم، وأن تكون السينما هي الأمضى من أسلحة العولمة الأميركية التي تريد فرض أسلوب ونمط الحياة الأميركية على شعوب ومجتمعات العالم.
وخبراء السينما في أميركا يؤكدون أن فوز باراك أوباما في الانتخابات الأميركية يعود الفضل فيه إلى هوليوود التي هيأت الناخب لتقبل الفكرة عندما أظهرت رجلاً أسود في منصب الرئيس، وهو الممثل الأميركي “مورغان فيرمان” في دور الرئيس الأميركي في فيلم “أثر عميق” عام 1998م .
ولأهمية السينما وقوة تأثيرها يعود العالم اليوم خلال أزمة “كورونا” وغيرها من الكوارث الطبيعية السابقة، مثل: الأعاصير وحرائق الغابات والبراكين والزلازل، إلى تلك الأعمال الفنية التي استشرفت مثل هذه الكوارث وتنبأت بها لمشاهدتها، وقامت بمعالجتها من خلال أحداث دراماتيكية، والبحث من خلالها عن حلول ذات قيمة لمواجهة هذه الكوارث على طريقة قيام أبطال هذه الأفلام بالتصدي لها والتغلب عليها.