سوليوود «الرياض»
تعد هذه القضية واحدة من أشهر القضايا في محاكم الولايات المتحدة الأميركية طوال السنوات الماضية؛ إذ يواجه هارفي واينستين الذي كان واحدا من أكثر رجال هوليوود نفوذا، خمس تهم ضده من بينها الاغتصاب والاعتداء.
ويجب أن تقرر هيئة المحلفين، المؤلفة من سبعة رجال وخمس نساء، بالإجماع، ما إذا كان واينستين مذنبا في التهم التي وجهتها له امرأتان.
ويعتبر خبراء في الإعلام والقانون أن هذه القضية لحظة حاسمة في حركة (أنا أيضا) MeToo – الصيحة العالمية بوجه المعتدين على النساء، والتي انتشرت على نحو واسع بفضل تعالي الأصوات الموجّهة لاتهامات ضد واينستين منذ عام 2017.
وتحدثت أكثر من 80 امرأة علنا ضد واينستين، ومن بينهن عدد من المشاهير.
وهناك اهتمام كبير بهذه القضية لمعرفة كيف ستتصرف هيئة المحلفين حيالها، خاصة في ظل غياب أدلة يستخدمها الطب الشرعي، ولمعرفة ما إذا كانت ستعتبر شهادات النساء كافية لإدانة شخص بارتكاب جرائم جنسية.
نستعرض هنا عددا من الأسئلة التي أوردتها شبكة BBC لفهم المزيد عن القضية.
من هو هارفي واينستين؟
هو منتج سينمائي في الـ 67 من عمره، وهو أحد مؤسسي شركة الترفيه، ميراماكس، التي تحدت هيمنة استوديوهات هوليود الكبيرة فأصبحت شركة قوية يحسب لها حساب في قطاع صناعة الأفلام.
كان واينستين وشقيقه بوب وراء إنتاج سلسلة من الأفلام الناجحة في التسعينيات، وفاز فيلم من إنتاجه هو “شكسبير العاشق” بسبع جوائز أوسكار عام 1999، من ضمنها جائزة أفضل صورة.
وأجريت دراسة لتحليل الكلمات التي القاها حاصلون على جوائز الأوسكار، فجاء فيها أنه عام 2015، وجّه الشكر والمديح لواينستين في 25 خطابا، وهو نفس عدد المرات التي شكر فيها الله في تلك الخطابات، وجاء المخرج والمنتج الشهير، ستيفن سبيلبيرغ، في المرتبة الثانية بعد واينستين.
ما التهم الموجه له؟
ظهرت أولى المزاعم المتعلقة بإساءات واينستين الجنسية في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2017.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز ومجلة نيويوركر قصصا وجهت فيها عشرات النساء تهما تتعلق بإساءة جنسية تعرضن لها من قبل عملاق الإنتاج، وتراوحت تلك التهم بين إساءات جنسية والاعتداء والاغتصاب.
وكانت الممثلتان روز مكجوان، وآشلي جود من بين النساء اللاتي تكلمن علنا لأول مرة حول هذا الموضوع.
وجاءت على قائمة التهم شهادات نساء زعمن أن واينستين أجبرهن على تدليك جسده ومشاهدته عاريا، وأنه وعدهن بتقديم المساعدة المهنية مقابل خدمات جنسية.
وضمت قائمة النساء اللاتني وجهن التهم نجمات يعتبرن من نجمات الصف الأول في هوليوود مثل أنجلينا جولي وجوينيث بالترو.
ما تفاصيل المحكمة الأخيرة التي تجري في نيويورك؟
وجهت التهم إلى واينستين بعد شكوى ضده من قبل امرأتين، هما جيسيكا مان، وميمي هالي؛ حيث ادعت الأولى، وهي ممثلة سابقة، أن المنتج اغتصبها في إحدى غرف فندق في مانهاتن عام 2013، في حين قالت ميمي هالي، التي عملت كمساعدة إنتاج، إن واينستين فرض عليها الجنس الفموي في شقته في مانهاتن عام 2006.
غير مذنب
رفض واينستين التهم الموجهة ضده، قائلا إنه غير مذنب لا في تهمة اغتصاب جيسيكا مان، ولا في الاعتداء الجنسي على ميمي هالي.
وأشار محامو الدفاع إلى أن الامرأتين حافظتا على صداقات مع المنتج بعد الاعتداءات المزعومة عليهما، كما استدعى محاموه شهودا لدعم حجتهم المرتكزة على فكرة أن العلاقات كانت بالتراضي
ومع ذلك، صورت النيابة العامة عملاق هوليوود على أنه مفترس للنساء اللاتي يكافحن للحصول على دخل مادي أو يبحثن عن فرص عمل في صناعة السينما.
ما هو دفاع واينستين؟
ينكر واينستين “ممارسة الجنس مع نساء دون رضاهن”، لكنه اعترف بأنه “تسبب بكثير من الألم” لهن، وذلك في اعتذار أصدره يوم 5 أكتوبر 2017.
وفي محاكمة نيويورك، قال فريق الدفاع إن الادعاء “فشل بلا أدنى شك في تعزيز قضيتهم”.
وحضر واينستين محاكمته التي بدا فيها هشا مستخدما جهازا يساعده على المشي بعد جراحة الظهر التي أجريت له.
هل تلطخت سمعته؟
أعلنت زوجة المنتج، جورجينا تشابمان، في أكتوبر 2017 أنها ستتركه، وفي نفس الشهر، صوت أعضاء الأكاديمية المنظمة لحفل توزيع جوائز الأوسكار على طرد واينستين.
كما فصل أيضا من شركة واينستين، الشركة التي أسسها مع أخيه عام 2005، بعد مغادرته شركة ميراماكس.
ومع ذلك، بقي تأثير الفضيحة على الشركة التي تقدمت بطلب لإشعار إفلاسها في مارس/ آذار 2018.
هل ستكون هذه المحاكمة الأخيرة؟
لا، لا يبدو أنها ستكون الأخيرة؛ إذ أعلن ممثلو الادعاء في مدينة لوس أنجلوس عن تهم جنائية ضده في 6 يناير.
وتتراوح هذه التهم الموجهة له بين الاغتصاب وبين استغلال النساء بهدف إثارته جنسيا.
وواحدة من متهماته في لوس أنجلوس هي عارضة الأزياء والممثلة، لورين ماري يونغ، أدلت بشهادتها في محاكمة نيويورك.
وزعمت أن واينستين خلع ملابسه، ونزع عنها ثوبها وأمسك بثديها في حمام فندق في كاليفورنيا عام 2013 – بينما كان يقول لها إن ما كان يفعله هو “جزء من الطريقة التي تدار بها الأمور في هوليوود”.
وهذه القضية معلقة حتى انتهاء محاكمة نيويورك.
كما يواجه المنتج دعاوى مدنية متعددة من قبل العشرات.
وفي ديسمبر من العام الماضي، أعلن عن أن واينستين قد توصل إلى تسوية مبدئية بقيمة 25 مليون دولار مع 30 امرأة اتهمنه بالإساءة الجنسية – ولكن أربع منهن انسحبن من تلك الصفقة.
لماذا تربط كل هذه الادعاءات بحركة مي تو #MeToo ؟
انتشرت هذه العبارة على الإنترنت في أوائل عام 2006 عندما استُخدمت على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الناجية من التحرش الجنسي في الولايات المتحدة الأمريكية والناشطة تارانا بيرك.
لكن هذه العبارة انتشرت على نحو هائل على مستوى العالم بعد فضيحة واينستين.
ويرى نشطاء أن تجربة محاكمة عملاق هوليوود هي اختبار للحركة نفسها، وليست مجرد قضية من قضايا المشاهير.