سوليوود «الرياض»
تزدهر صناعة الدراما والسينما السعودية أكثر من أي وقت مضى، بعد أن سجلت الأيام الماضية سباقا محموما من منصات البث الرقمية مثل “شاهد” و”نتفليكس” على الإنتاج الذي صنع بأيد سعودية، ليعرض على جمهور عريض في 190 دولة، وملايين المشاهدين حول العالم.
وبحسب صحيفة الاقتصادية تكشف هذه الأعمال عن تطور في مستوى الأعمال المقدمة، التي ستعكس حضارة وإرث وثقافة المجتمع، وستضع السينما والدراما السعودية على خريطة الإنتاج العالمي، إيذانا بميلاد عملاق في هذه الصناعة المزدهرة.
أسرار «أم القلايد»
مسلسل “أم القلايد” السعودي كان أول المسلسلات التي بثت عبر خدمة بث ترفيهية مدفوعة، ويجمع بين براعة القصة والحبكة وأداء الممثلين وطبيعة المكان، معلنا عن مجموعة أعمال درامية مقبلة.
استثمر “أم القلايد” الطبيعة الخلابة وأجواء المكان من أجل إمتاع الجمهور بصورة بصرية فريدة، فصوّر أحداثه في قرية رجال ألمع جنوب المملكة، معرفا بحضارة عريقة، ومكان قلما عرض على الشاشات، أو عرفته المجتمعات العربية.
المسلسل الذي يعرض حصريا على منصة “شاهد” الرقمية، يجمع بين الجريمة والغموض والإثارة، وفي قالب تشويقي يتم التحقيق في قضية اختفاء فتاة مراهقة، التي تعيش في قرية نائية ومعزولة مكونة من مجموعة بيوت، في بناء قديم، وتتوزع في منطقة جبلية تغزوها الأشجار، يستخرج أهلها من أرضها الآثار ويدفنون الأسرار، وتتبع محافظة دوح دغاس.
“والدوح” هو البيت الكبير من الشعر، وكانت الجن تسكن قرية أم القلايد وتستخرج الذهب من الأرض لدغاس، وصنعوا له من جملة ما صنعوا حامل ذهب “هودج”، لزفاف ابنة دغاس، قبل أن يجتاحها فيضان ويبيدها.
وكون “أم القلايد” تنام على جبال من الآثار والذهب، جعلها ذلك مطمعا للعمليات غير الشرعية، وعلى مدار 13 حلقة، سيعيش المشاهد صراعات في القرية، وتشويقا في كل حلقة بعد الكشف عن أسرار من هذا العالم، التي تعد ترميما لثقة المشاهد في الدراما السعودية، وتشجيعا للمواهب والمبدعين.
القصة من نسج خيال الكاتب مفرج المجفل، وبطولة مشعل المطيري، دريعان الدريعان، محمد القس، سعيد صالح، زارا البلوشي، ومجموعة من الأسماء المميزة، فيما يشهد اليوم الخميس عرض حلقته الخامسة.
استثمار «شاهد» في الأعمال السعودية
منحت منصة “شاهد”، التي تعد جزءا من مجموعة MBC الإعلامية، الفرصة للأعمال السعودية لكي ترى النور من خلالها، وكان “أم القلايد” الأول بعد تدشين المنصة الشهر الماضي بحلتها الجديدة والمتطورة، في حفل تدشين كشف النقاب عن مجموعة من الأعمال السعودية، مثل بنات الملاكمة في جزئه الثاني.
ويسلط المسلسل الضوء على شابات يقررن التصدي للتحديات اليومية من خلال رياضة الملاكمة، ولكل شابة منهن حكاياتها الخاصة، وهو من بطولة ميلا الزهراني، العنود سعود، نورا عصر، محمد مشعل، دانة آل سالم، عبير سندر، فاطمة الحوسني ودرة، ومن المتوقع عرضه في مارس المقبل.
أما الشباب، فستشهد الأشهر المقبلة عرض مسلسل يتناول حكاياتهم باسم “خريص”، ويتناول قصة خمسة أصدقاء قرروا إطلاق شركة إعلامية، إلا أن مشوار العمل الحر والسعي خلف النجاح في عالم المال والشهرة سيكون محل اختبار لعشرة العمر القديمة التي بينهم، وهو من بطولة أسامة صالح، صالح العجمي، راكان زاهد، عمر صالح وعبدالرحمن الريمي.
وقبل عرض “خريص”، لا تزال التحضيرات تجري لإطلاق الدراما الاجتماعية السعودية “ضحايا حلال”، الذي يروي قصص أربع فتيات يجمعهن منزل واحد، وتضطرهن ظروف حياتهن غير الطبيعية إلى الزواج سرا.
وفي إطار مختلف، بدأت شاشة MBC و”شاهد” في 24 يناير عرض مسلسل “أساطير في قادم الزمان” السعودي، بأسلوب الرسومات اليابانية “الأنمي”، وهو المسلسل الأسبوعي المكون من 13 حلقة، ويقدم أجمل وأروع الحكايات التراثية السعودية ومن الجزيرة العربية التي تناقلها الناس منذ القدم وترويها الجدة أسماء لأحفادها وقطّهم الآلي أنيس، مقدمة لهم النصائح وحكم الماضي في شكل أحداث ومحطات زمنية.
ولعل من مزايا هذه التجربة، أن تشكل نافذة للجمهور العربي على التاريخ السعودي، والأخلاق والقيم والعراقة وجمال اللغة العربية وألحانها، بمحتوى إبداعي.
6 أفلام سعودية على «نتفليكس»
واستكمالا للسباق على الإنتاج السعودي، أعلنت منصة “نتفليكس” حصولها على الحقوق الحصرية لعرض ستة أفلام قصيرة تحت اسم “ستة شبابيك في الصحراء”، التي ستعرض في 190 دولة بدءا من الخميس المقبل.
وبارك الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة هذه الخطوة، عادّا إياها – في تغريدة له على “تويتر” – “خطوة رائعة”، حيث تهدف الأفلام الستة، الحائزة جوائز عالمية التي تمت صناعتها بأيدي مواهب سعودية، إلى تسليط الضوء على مواضيع اجتماعية مثيرة، وتناقش كلا من القضايا الاجتماعية، التطرف، العوامل النفسية وعديدا من القضايا الأخرى التي تهم المجتمع السعودي.
وبحسب بيان صحافي لـ”نتفليكس”، فإن الأفلام الستة أنتجت خلال الأعوام الثلاثة الماضية، أحدثها فيلم 27 من شعبان، ويناقش لقاء كل من محمد ونوف في موعد، في بداية الألفية وهو أمر غير مقبول اجتماعيا آنذاك.
ومن إنتاج عام 2018 فيلمان اثنان؛ هما “الجرذي” من تأليف وإخراج فيصل العامر، ويروي حياة الشاب فهد، الذي قضى آخر يوم في حياته في خوف من والده، حيث يدخل فهد في دوامة الخوف من والده ويحاول تجاوز ذلك، إلا أن الأحداث تعيد نفسها لتجعله شبيها بفأر يركض في عجلة لا نهاية لها. أما الفيلم “ستارة” فتدور أحداثه حول ممرضة تهرب من أحداث صادمة وتواجه الخوف وسوء الظن في بيئة عملها يوميا.
فيما أنتجت الأفلام الثلاثة المتبقية في عام 2016، وهي “وسطي” من إخراج علي الكلثمي الحاصل على جائزة أفضل مخرج وأفضل فيلم أجنبي في مهرجان ويليامزبيرج للأفلام المستقلة في عام 2017، ويحكي قصة حقيقية حول مجموعة من المتشددين، تهاجم مسرحية اسمها “وسطي بلا وسطية” في مدينة الرياض في مطلع الألفينات، ويعيد العرض سرد الأحداث من منظور مختلف. وكذلك فيلم “سومياتي بتدخل النار؟”، من إخراج مشعل الجاسر، الحاصل على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان لوس أنجلوس للأفلام المستقلة في عام 2017، وتدور أحداثه حول الطفلة ليان، وهي أصغر أفراد عائلتها التي وظفت سومياتي العاملة المنزلية، وتواجه بدورها تحديات في هذا المنزل، من حيث التمييز من أرباب عملها، وتحاول النجاة والتعايش مع هذا الواقع.
والفيلم الأخير “ومن كآبة المنظر”، يروي قصة من الخيال العلمي في فترة سبعينيات القرن الماضي، حيث يجب على مجموعة من الناجين من حادث تحطم طائرة فوق منطقة صحراوية نائية التعايش، بعد عدة محاولات فاشلة للتواصل مع العالم.