سوليوود «الرياض»
من قلب المدينة التاريخية في جدة، كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي تفاصيل دورته الافتتاحية، بما في ذلك تفاصيل البرنامج، وأفلام المسابقة، ومبادرات دعم صناعة السينما.
واعتبر مدير المهرجان محمود صبّاغ، في مؤتمر صحفي، أن ملامح السينما السعودية بدأت تتشكل بشكل ملاحظ، في الوقت الذي أعلن فيه عن برنامج «سينما السعودية الجديدة» كمنصة لتقديم المواهب الجديدة التي ترسم ملامح المشهد السينمائي في السعودية، وتستعد للانطلاق بأعمالها إلى العالم.
وقال لـ«عكاظ»: «أعتقد أن السينما في المملكة تشق طريقها بمبادرات ذاتية من صناعها، وبدأنا نصل لملاحظة ملامح السينما السعودية، في 2016 كان هناك فيلم سعودي واحد طويل، في المقابل تجاوز عدد الأفلام السعودية 20 فيلماً في عامي 2019 و2018». وشدد صباغ على أهمية النقد كعامل مساعد لصانع الفيلم في تجويد محتواه، مضيفاً: «دعنا لا ننسى أن هذه نسخة أولى للمهرجان، وصانع الفيلم أكثر ما يتمنى هو النقد، لكن يجب أن يكون أميناً ويعكس التجربة».
وأكد صباغ أن فيلم «شمس المعارف» انتزع حق عرض الافتتاح بجدارة، موضحاً أن اختيار الفيلم لم يكن مبنياً على أي مجاملة. أما عن الرقابة على الأفلام المعروضة، فقال «أنا متفاجئ بحجم التسامح على الرقابة في السينما التجارية، ونحن في المهرجان سنكون متسامحين بزيادة».
وعلى خلاف السائد في المهرجانات السينمائية الدولية، أعلن صباغ أن أسعار تذاكر حضور عروض الأفلام ستكون أرخص من الأسواق التجارية، ومن المقرر افتتاح مبيعات التذاكر للجمهور في 23 فبراير، مؤكداً أن المهرجان مفتوح للجميع لحضور مختلف الدورات والورش والعروض.
واستعرض صباغ ومدير المهرجان الفني حسين كرمبوي قائمة الأفلام الـ107 المشاركة في البرنامج الرسمي للمهرجان، إذ تضم أفلاماً روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، بما فيها 16 فيلماً في المسابقة الرئيسية، و7 أفلام خارج المسابقة، و15 فيلماً في برنامج العروض الكلاسيكية، و3 أفلام في برنامج أجيال، و5 أفلام تفاعلية تشمل تجارب الواقع الافتراضي، و11 فيلماً في سينما السعودية الجديدة، و13 فيلماً في مسابقة الأفلام القصيرة، و23 فيلماً في برنامج مخصص لأفضل إنتاجات العام، و17 فيلماً تجريبياً، ومشروعاً إنتاجياً خاصاً يضم 5 أفلام قصيرة لمخرجات سعوديات.
وكشف صباغ عن مسرح الكورال الذي تم تشييده خصيصاً لهذه المناسبة ويتّسع لـ1200 متفرّج، ويقع المجمع المبني حديثاً على ضفاف بحيرة الأربعين التاريخية، كما يضم 3 صالات أخرى بـ 120 مقعداً لكل منها، ورابعة تضم 240 مقعداً.
وأعرب صباغ عن فخره بمستوى الأعمال المشاركة التي تتناول قضايا اجتماعية ملحّة، وأضاف «نسعى في هذا البرنامج إلى تعزيز قيم التنوع، والاختلاف، خصوصاً في ما يتعلق بإشراك المرأة وتمثيلها في الفضاء العام، في سعينا الدؤوب نحو مجتمعات أكثر تفهماً وانفتاحاً».
وأشار صباغ إلى بذل الكثير من الجهود لتقديم أفلام تمثّل حالة الحراك السينمائي السعودي، وتشجّع على الانفتاح الثقافي والتبادل الفكري، قائلاً: «نحن لا نسعى لتصدير إبداعاتنا فحسب، ولكننا حريصون أيضاً على عرض وجهات نظر وأفكار جديدة ومغايرة».
ويستضيف المهرجان سلسلة من الندوات والمحاضرات السينمائية التي تهدف إلى تعزيز الوعي وتنويع الذائقة السينمائية، وتشجيع وإلهام الجيل الجديد من المبدعين، وذلك بمشاركة نخبة من روّاد السينما العرب والعالميين، بمن فيهم خيري بشارة، ويسري نصرالله، وسبايك لي، وويليام فريدكن، وأبيل فيرارا.
من جهته، عبر مدير المهرجان الفني حسين كرمبوي عن حماسته لرؤية المنتج النهائي للمهرجان بعد شهور من العمل، قائلاً: «عملت مع فنانين رائعين هنا في المملكة، كانت تجربة ملهمة، والحماسة مختلفة هنا تماما عن تجاربي السابقة».