سوليوود «الرياض»
مخيف ومجنون ومريض نفسي، الجوكر يستطيع الحصول على ما يريد مهما كان الثمن.. هذا تقريبا ما تعلمه من هذا الدور خواكين فينيكس، الذي “سيطالب” في حفل الأوسكار الأحد المقبل بجائزة أفضل ممثل من أكاديمية هوليوود عن أدائه المبهر في فيلم “جوكر”.
وبحسب موقع هسبريس سيخلف الفوز المتوقع لفينيكس (الذي حصد بالفعل الغولدن غلوب وجائزة البافتا ونقابة الممثلين الأمريكيين) في طريقه ضحايا من المواهب الاستثنائية التي يتمتع بها باقي المرشحين: أدم درايفر “Marriage Story” (قصة زواج)، وليوناردو دي كابريو “Once Upon a Time in Mexico” (حدث ذات مرة في هوليوود)، وجوناثان برياس “The Two Popes” (البابوان)، وأنطونيو بانديراس “Dolor Y Gloria” (آلم ومجد).
لكن كل هؤلاء سيجدون عزاءهم في أنهم نالوا شرف الترشيح في عام يشهد منافسة شرسة على أوسكار أفضل ممثل، بشكل ترك العديد من الأسماء خارج السباق في ظل مستوى أداء عال جدا بين الممثلين الرجال.
ويبرز بين هؤلاء الذين لم يجدوا مكانا لهم بين المرشحين لأوسكار 2020 رغم أدائهم المميز روبرت دي نيرو “The Irishman” (الايرلندي) وكريستيان بيل “Ford v Ferrari” (فورد ضد فيراري)، وإيدي ميرفي “Dolemite Is My Name” (اسمي دولميات).
خواكين فينيكس…ابتسامة المُنتصر
من بين الأمور التي تعشق أكاديمية هوليوود القيام بها تحقيق العدل الذي طال انتظاره ومنح التكريم، أخيرا، لفنان ترشح عدة مرات للحصول على جائزة استعصت عليه مرة تلو الأخرى.
وينطبق هذا تماما على خواكين فينيكس، الذي يعد واحدا من أعظم الممثلين خلال العقدين الأخيرين، فهذا الترشيح هو الرابع له للتمثال الذهبي.
كان أداؤه مدهشا أيضا في الأدوار السابقة التي ترشح عنها: “Gladiator” (المجالد) إصدار عام 2000، و”Walk the Line” (السير على الخط) 2005، “The Master”(السيد) 2012؛ لكن كل هذه السابقات تبدو شاحبة مقارنة بما قدمه فينيكس في “جوكر”، الفيلم الذي أصبح الأعلى تحقيقا للإيرادات بين الأعمال السينمائية المصنفة للكبار فقط في تاريخ السينما، بعدما تجاوزت إيراداته مليارا و78 مليون دولار في كل أنحاء العالم.
وحال فاز الأحد المقبل في النسخة 92 من الأوسكار، وهو أمر أكثر من متوقع، سيسير فينيكس الذي يتمتع بسيرة مثالية تضم دررا أخرى مثل “Her” (هي) 2013 و”Inherent Vice” (خطيئة متأصلة) 2014، على خطى صديقه هيث ليدجر الذي توج بالأوسكار عقب وفاته، عن أداء دور الجوكر في “The Dark Knight” (فارس الظلام) 2008.
أنطونيو بانديراس..عودة مجيدة
بدقة مذهلة وسلاسة رائعة، جسد أنطونيو بانديراس دور مخرج سينمائي يُدعي سالبادور مايو (تصور شخصي لمخرج العمل بدرو ألمودوفار عن نفسه) في فيلم “ألم ومجد”، الذي منح الممثل الإسباني أول ترشيح للأوسكار في مسيرته.
وفي طريقه نحو جوائز أكاديمية هوليوود، حصد بانديراس عن هذا الدور جائزة أفضل ممثل من مهرجان “كان” السينمائي، ونفس الجائزة من رابطة نقاد السينما بلوس أنجليس، وكذلك دائرة نقاد السينما في نيويورك، بين جوائز أخرى.
وتألق بانديراس (59 عاما) بسعادة واضحة في كل مرة سار فيها على السجادة الحمراء لتسلم هذه الجوائز، ليس فقط بفضل تجدد اللقاء الناجح مع ألمودوفار، لكن أيضا لأن وصوله لقمة مجده السينمائي يأتي بعد ثلاث سنوات من نجاته من أزمة قلبية كادت تنهي حياته.
أدم درايفر.. فتى كل شيء
قد يبدو أدم درايفر حاضرا بشكل مكثف، سواء في دور الشرير في فيلم “Star Wars” (حرب النجوم) أو منفطر القلب في (قصة زواج)، أو حتى مذيعا في برنامج “Saturday Night Live”. لكن هذا الجندي السابق في البحرية الأمريكية يخطف الأنظار في كل مرة يظهر فيها على الشاشة.
ويمكن تقييم مسيرة أي ممثل، خاصة الأكثر شبابا منهم، على أساس المخرجين الذين يعملون معهم، وفي هذه الأرض لا يوجد منافسون كثر لدرايفر صاحب الـ36 عاما، إذ عمل مع عمالقة مثل مارتن سكورسيزي في “Silence” (صمت) 2006، وجيم جارموش (باترسون) 2016، وسبايك لي “BlacKkKlansman” (بلاكككلنزمن) 2018 وستيفن سودربرج “Logan Lucky” (لوجان لاكي) 2017.
وأكسبه أداؤه دورا قاتما ورقيقا في الوقت نفسه، أمام سكارليت يوهانسن في (قصة زواج)، الذي يعد رابع تعاون بينه والمخرج نواه باومباك، ثاني ترشيح له لجائزة الأوسكار..ويعد درايفر، المصاب بهوس يجعله لا يشاهد أفلامه مطلقا عقب الانتهاء منها، موهبة لا جدال عليها في هوليوود، وإن لم يفز الأحد المقبل، وهو أمر مرجح في وجود فينيكس، فإنه سيحصل على تمثال ذهبي في فرصة أخرى في المستقبل القريب.
ليوناردو دي كابريو يتنازل عن دور البطولة
منذ أربع سنوات، كانت جائزة الأوسكار تحمل اسما واحدا هو ليوناردو دي كابريو، الذي تمكن أخيرا عقب خمس ترشيحات، من الإمساك بالتمثال الذهبي بفضل فيلم “The Revenant” (العائد) للمخرج أليخاندرو جونزاليس إنياريتو.
وسيعود دي كابريو لمسرح دولبي بمدينة لوس أنجليس يوم الأحد بدور ظريف في “حدث ذات مرة في هوليوود” للمخرج كوينتن تارانتينو، وهو أول فيلم يشارك فيه منذ فوزه بالأوسكار، ويعود من خلاله للحدث السينمائي الضخم وهو يعي تماما أن المجد هذه المرة سيصنعه ممثل آخر.
ومع ذلك، من الظلم التقليل من قيمة العمل الذي قدمه دي كابريو في “حدث ذات مرة في هوليوود”، الذي تمكن من خلاله المشاهد من الاستمتاع بجمال الجانب الأكثر شقاوة لهذا الممثل الموهوب.
وقد يجد دي كابريو عزاءه حين يرى على المسرح زميله بالفيلم براد بيت، الذي يعد الأوفر حظا للفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد.
جوناثان برايس.. البابا المحبوب
قد يؤمن شخص بالرب أو لا، لكن من الصعب ألا ينحني أمام الأداء الرائع الذي قدمه جوناثان برايس في فيلم “البابوان”، حيث دخل الممثل بشكل عميق في شخصية بابا الفاتيكان فرانسيس.
وكان الممثل البريطاني المخضرم تحول بالفعل إلى هدف لدعابات طريفة عبر الإنترنت، حين ذكر دوره في شخصية المتصوف المخيف هاي سبارو في مسلسل “صراع العروش” الشهير، بالبابا فرانسيس، بسبب مظهر الشخصيتين، الأمر الذي جعل اختياره لتجسيد شخصية خورخي بيرجوليو أكثر من موفق في فيلم من إخراج البرازيلي فيرناندو ميريليس الذي قدم “Cidade de Deus” (مدينة الرب) عام 2002.
وبأجواء مرحة على غير المتوقع، لاسيما مع الأخذ في الاعتبار كم الثقل الذي كان يمكن أن يلقي بظلاله على فيلم يناقش الكثير من المعضلات والإشكالات الكاثوليكية بين بابوين، تألق هذا العمل بثنائي مثالي مكون من جوناثان برايس وأنطوني هوبكنز (في دور بيندكت السادس عشر) في سيناريو من توقيع أنطوني مكارتن.
وبذلك، تقدم الأوسكار التحية للثالوث المقدس لفيلم “البابوان” بترشيح ثلاثي، لأفضل ممثل (برايس) وأفضل ممثل مساعد (هوبكنز) وأفضل سيناريو مقتبس (مكارتن).