سوليوود «وكالات»
يخرج إلى شاشات السينما العالمية في نهاية يناير/كانون الثاني الجاري واحد من أكثر أفلام الرعب المنتظرة في 2020 تحت عنوان “غريتيل وهانسل” الذي يستند إلى حكاية شعبية تتشابه تقريبا بين جميع ثقافات العالم، وما من أحد منا لم يقرأ أو يسمع في طفولته قصة خرافية مماثلة لموضوع الفيلم.
تدور أحداث الفيلم حول فتاة صغيرة تذهب مع شقيقها الصغير إلى غابة مظلمة بحثا عن طعام يسد جوعهما أو عمل يساعدان به أهلهما، لكن طريقهما كانت محفوفة بالمخاطر إذ يتعثران بمنزل ساحرة مرعبة، وهنا يجدان نفسيهما جزءا من حكاية أسطورية مليئة بالغموض والفزع والمغامرة.
الفيلم من بطولة صوفيا ليليس التي لعبت أدوارا مهمة في أفلام الرعب المقتبسة عن روائي الرعب ستيفن كينغ مثل “الشيء” بنسختيه، وتجسد دور غريتيل، وأليس كريغه في دور الساحرة وجيسيكا دي غو وتشارلز بابالولا، وهو من إخراج أوزجود بيركنز.
حكاية غريتيل وهانسل بالأصل تم تناقلها من الثقافة الشعبية الألمانية، وهي قصة للأخوين غريم الألمانيين، وتروي أحداث حياة طفلين هانسل (الصبي) وغريتيل (الفتاة) يتيمي الأم، والدهما حطّاب فقير طيب، وزوجة أبيهما شريرة تريد التخلص منهما بحجة أنهم فقراء وغير قادرين على رعاية طفلين.
تذهب بهما زوجة والدهما إلى غابة بعيدة وتتركهما هناك ضائعين، حتى يجد الطفلان منزلاً على شكل طعام وحلويات، فيندفعان إليه، يجدان فيه عجوزا شمطاء طاعنة في السن، تطعمهما ما لذ وطاب من الطعام حتى يناما.
في اليوم التالي يكتشف الطفلان أن هذه العجوز الطيبة ما هي إلا ساحرة شريرة تستدرج الأطفال إلى منزلها، فتحتجزهم وتطعمهم جيدا حتى يصبحوا ممتئلي الحجم، جاهزين لأن تأكلهم.
تحتجز العجوز الصبي هانسل حتى يصبح طفلا سمينا، في حين تجبر اخته غريتل على تحضير الطعام الذي تُطعمه لفريستها هانسل، إلا أنهما يتفقان على الإيقاع بها وينجحان في استدراجها إلى الفرن الذي كانت تحضره لشيّ هانسل ويتخلصان منها.
يتمكن هانسل وغريتيل من أخذ الكثير من مجوهرات العجوز ويعودا بها إلى منزل والدهم، وقد أصبحوا أغنياء.
الحكاية تم تقديمها في الكثير من الأفلام سواء كانت رسوما متحركة أو تصويرا حقيقيا، وكان آخر تناول سينمائي للقصة ظهر في فيلم يحمل أيضا عنوان “غريتيل وهانسل” إذ دارت قصته بعد أن كبر الشقيقان وشكلا فريقا قويا لصيد الساحرات، حيث يتم تعقبهن، والتخلص منهن في جميع أنحاء العالم، مع كثير من المغامرات والمطاردات والرعب.
ويتوقع النقاد أن يقدم الفيلم الجديد تصورا آخر للحكاية الكلاسيكية التي استمتع بها الناس على مر السنين بالرغم من قساوتها، مع وجود نوع من الرعب البطيء الذي يتلاعب بأعصاب الجمهور ويجبرهم على التمسك بإحكام بكل حركة في الفيلم.
ربما يكون من المدهش حقا أن نشاهد حكاية تعرفنا عليها ونحن أطفال، مع كثير من الخوف والرعب والخيال، لنكتشف بعد أن كبرنا أنه كان في أعماقنا قدرة على التخيل لم تؤخذ على محمل الجد في كثير من الأحيان.