سوليوود «خاص»
ما أكثر الأفلام السينمائية التي تناولت الحروب ومجرياتها، وبخاصة الحرب العالمية، وتعددت الموضوعات التي تفند أفلام الحروب. ولكن، ماذا عن الأفلام التي تناولت تقنيات الحرب العالمية، وتعرف التقنيات العسكرية بالطرق والوسائل العلمية والتكنولوجية التي تساعد على تنفيذ المهام، وأيضًا تقنيات وآليات اتخاذ القرارات المصيرية والاستخدام الأمثل للمعدات والأدوات.
دائمًا ما تحصد أفلام الحروب الجوائز العالمية لما لها من أهمية تاريخية وثقافية للعديد من الدول المشاركة في الحرب، أو التي أثَّر فيها تبعاتها، فضلاً عن تكلفتها المالية الكبيرة وتقنيات تصويرها وتحريك المجاميع وما تضمه من دراما حربية ومشاعر مختلفة ومختلطة.. سوليوود تعدد لكم أبرز 10 أفلام تناولت تقنيات الحرب العالمية.
1- Midway
يعدُّ الفيلم الأبرز الذي قدَّم قيمة تقنية الاتصالات وتأثيرها، وأيضًا القرارات الاستراتيجية المرتبطة بتقنيات الحروب، وهو ما سرده الفيلم حول معرفة الأساطيل الأمريكية تحت قيادة “تشيستر نيميتز” موعد ومكان هجوم اليابانيين من خلال فك شفرة الاتصالات بجانب الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها اليابان وترتب عليها خسائر فادحة.
وعلى غرار الأفلام الخاصة بالمعارك البحرية التي تبدو بطيئة ومملة، جذب الفيلم أغلب المشاهدين وحقق 43 مليون دولار حتى الآن. الفيلم عرض في 2019، وهو من بطولة: “تشارلتون هيستون”، و”جيمس كوبورن”، و”هنري فوندا”، و”جلين فورد”.
2-Fat Man and Little Boy
من الأفلام القليلة التي تناولت إنتاج أول قنبلة نووية، عُرِفت بـ”مشروع مانهاتن”، الاسم الرمزي للعملية التي أطلقت لتدعيم أمريكا في معاركها البحرية. اهتم الفيلم بالجانب الإنساني والدرامي مما فتح الباب للنقاد الذين كانوا ينتظرون فيلمًا يروي أدق التفاصيل عن “مشروع مانهاتن”.
ولا يمكن استبعاد فيلم يجسد “روبرت أوبنهايمر”، المخترع الأساسي للقنبلة النووية، لمن يبحث عن تقنيات الحرب العالمية. الفيلم من إنتاج أمريكي، وأدى الممثلان “بول نيومان” و”دوايت شولتز” دور البطولة.
Pearl Harbor -3
يستعرض الفيلم الأخطاء الاستخباراتية الأمريكية التي أدت إلى هزيمتها في “بيرل هاربور”، ويوثق تسلسل الهجوم بواقعية شديدة لموقعة هامة ومؤثرة في الحرب العالمية الثانية عام 1941. ويختلف الفيلم تمامًا عمَّا قدِّم حول الموقعة البحرية “بيرل هاربور”.
أنتجته شركة “كانتري فوكس”، وأخرجه “باتالي رويالي” الذي استطاع إظهار الدمار الذي سببته المعركة والاستعداد الياباني لها والإخفاق الأمريكي، كما حدث على أرض الواقع دون اختلاق روايات أو قصص درامية.
4- Enemy at the Gates
ما بين التقنيات العسكرية والخطط التكتيكية تناول الفيلم معركة “ستالينغراد” التي انتصر فيها السوفييت على أكثر من دولة، وعلى رأسها ألمانيا، بسبب الاستخدام الأمثل للإمكانيات والقدرات البشرية، وكان القناصون السبب الرئيسي لتفوق السوفييت. فيركز الفيلم على القناص السوفييتي “فاسيلي” الذي أصبح من المشاهير عقب انتهاء الحرب لمهارته العالية وقتله للرائد “كوينغ” أفضل قناص ألماني.
لم يخلُ الفيلم من الدراما والأحاسيس المختلفة التي تراود الجنود وقت الحرب كالخوف والحب والخيانة. كشف المخرج “جان جاك أنوود” تفاصيل معركة “ستالينغراد” وأحداثها من خلال رصده للمباراة التي لعبها أمهر قناص سوفييتي وأفضل قناص ألماني.
5- The Bridge on the River Kwai
فيلم سابق لأوانه، أُنتِج عام 1957، وحصل على 7 جوائز أوسكار، ويعدُّ النموذج الذي يبني عليه المخرجون أفلامهم عن الحروب. الفيلم رواية الكاتب “بيير بول”، ويتناول الحرب وتقنيات النجاة والحفاظ على الحياة وسط الغربة والبعد عن الوطن، ويظهر الأدوات والمهارات الإدارية للأزمات.
أخرجه “ديفيد لين”، المخرج البريطاني الكبير، وهو من أشهر رواة القصص الكلاسيكية. إذ استطاع تجسيد الحرب وما تتضمنه من معالم وصور رمزية، وأيضًا دفع أبطال الفيلم لإخراج أفضل ما لديهم بدقة وإحكام.
U-571-6
تتشابه الوقائع والتقنيات، ولكن اختلفت في هذا الفيلم، الذي بني على استهداف الغواصة الألمانية من قبل البحرية الأمريكية للاستيلاء على جهاز التشفير، في حين شهدت الحرب العالمية اختطاف الغواصة الألمانية u-110 لمعرفة شيفرة “إنجما” ومفاتيح التشفير. ويسرد الفيلم ما لقيه الحلفاء من خسائر بسبب الغواصة الألمانية والتقنيات الحربية البحرية، ومحاولات معرفة الشيفرة الألمانية، وتشغيل الغواصة وتسييرها.
فاز الفيلم بجائزة الأوسكار، وبلغت إيراداته 127 مليون دولار، وتمَّ تصويره في البحر المتوسط، ويعدُّ من أهم أفلام الاشتباكات الحربية البحرية. وهو من بطولة: “ماثيو ماكونهي”، و”بيل باكستون”، و”هارفي كيتل”.
7- Downfall
من وجهة نظر ألمانية خرج الفيلم ليكشف أيديولوجية “هتلر” وإيمان قيادات جيشه بأفكاره. يسرد الفيلم قرارات “هتلر”، وكيف تعامل في آخر 10 أيام لحكمه واختبائه في برلين قبل وفاته. ويعدُّ “هتلر” أحد أهم الشخصيات في الحرب العالمية الثانية.
يتناول الفيلم التفاني والتقنيات المستخدمة للمواجهة الأخيرة والطرق والوسائل التي التي اتبعت لإخراج أبرز ما بداخل الجنود والقادة والعلماء من إيمان بفكرة أنهت حياتهم وأحلامهم. الفيلم من إخراج “أوليفر هيرشبيغل”، وقام “برونو غانس” بأداء مميز لدور “هتلر”.
8- Saving Private Ryan
من خيط الهجوم إلى خيط الدفاع إلى خيط الوفاء، نسج “ستيفن سبيلبرغ” هذا الفيلم الذي بات من أشهر أفلام الحرب العالمية، خاصة بمشهده الافتتاحي لتأمين شاطئ “أوماها” الذي تكلَّف وقت إنتاجه 11 مليون دولار، ويكفي أن هذا العمل وما تضمنه من تقنيات كان مصدر اللعبة العالمية الشهيرة “ميدل أوف أونر” التي تحولت أيضًا إلى فيلم منفصل. ويعدُّ إنقاذ الجندي “ريان” الابن لأم وحيدة بعد وفاة إخوته الثلاثة في الحرب، هو الهدف الرئيسي للفيلم الذي تحول بعد ذلك إلى حرب كاملة.
صورة التقطها مصور الحرب الشهير “روبرت كابا” عن موقعة شاطئ “أوماها” من غزو نورماندي حولها المخرج إلى مشهد بارز بين أفلام الحروب، وكلفته 40 برميلاً من الدماء وأكثر من 1000 شخص شارك في تصوير المشهد.
Windtalkers -9
يتناول الفيلم تقنية الاتصال والتواصل وكيفية تشفيرها وحمايتها. وتدور قصته حول لغة مراسلات الجيش الأمريكي، وهي لغة كان يستخدمها الهنود الحمر. وعلى الجانب الآخر، يحاول اليابانيون فك شفرات هذه اللغة وفهمها، ومن بين هذه المحاولات أسر الجنود أو الأشخاص الذين يعلمون لغة الهنود الحمر، مما دفع الجيش الأمريكي لتعيين جندي من المارينز يكون ملازمًا لكل شخص يعرف هذه اللغة أو يستطيع فك شفرتها لحمايته وحماية المراسلات.
أُنتِج الفيلم سنة 2002، وهو من بطولة: “نيكولاس كيج، و”مارك رافالو”، و”بيتر ستورمار”، ومن إخراج “جون وو”.
Patton -10
حصل الفيلم على 7 جوائز أوسكار، ووصفته مكتبة الكونغرس بالفيلم الأكثر أهمية من الناحية التاريخية والثقافية عن الحرب العالمية الثانية وتقنيات اتخاذ القرار لدى قادة الحرب. واختير الفيلم للحفظ في سجل الفيلم الوطني.
يتناول الفيلم قصة القائد العسكري الأمريكي “جورج باتون” الذي قاد الجيش الثالث أثناء الحرب وانتصر في معظم المعارك التي خاضها، وخاصة المعركة الأخيرة للجيش الألماني، وبجانب مشاركته في الحرب العالمية الأولى والثانية نفذ عدة عمليات في تونس وصقلية وشمال إفريقيا. ويعدُّ هذا العمل من أشهر الأعمال الحربية الخاصة بالقادة التي تتناول كيفية اتخاذ القرارات والتعامل معها وقت الحرب.