سوليوود «خاص»
العديد من المخرجين والشركات المنتجة للأفلام يبحثون عن الشهرة، والتفكير خارج الصندوق وسيلتهم للتميز. كما يحاولون كسب الشهرة من خلال إنتاج أفلام غريبة تثير المشاهدين وتدفعهم للتفكير طويلاً، ودائمًا ما تكمن الغرابة في القصة، أو طريقة العرض المختلفة، وكيفية التصوير، أو الرمزية الشديدة، وأيضًا الخيال بأنواعه.
ولهذه النوعية من الأفلام فوائد كثيرة، من بينها: الخروج عن المألوف والبعد عن السرد التقليدي للأحداث. وتعرِّض هذه الأفلام منتجيها ومخرجيها لمخاطرة كبيرة، فالحكم نسبي بين شخص وآخر على نجاح الفيلم. ومن بين الأفلام الغريبة التي أحدثت جدلاً بين الجمهور، مجموعة حازت إعجاب المحكمين وحصلت على جوائز عالمية.
ادخل الفراغ Enter The Void
تكمن غرابة هذا الفيلم في دقة تصويره، وكأن الكاميرا وضعت مكان عين البطل لتصور كل شيء يدور حوله، وكيف يرى محيطه ويتعامل معه بحركة طبيعية جدًا، فالكاميرا تهتز وتتردد وتتحرك بسرعة وببطء وفق حركة البطل، وأيضًا ترمش حين يغلق عينه.
تدور قصة الفيلم حول الهلوسة بعد خروج روح البطل من جسده والتجول وسط أصدقائه، ليعود لماضيه ويشاهد حاضره ويعرف كيف كانت أخطاؤه، وكيف تورطت شقيقته في عالم المخدرات. الفيلم من إخراج وتأليف “غاسبار نوي”، ومن بطولة الممثلة الإيطالية “مونيكا بيلوتشي”، وحصل الفيلم على 3 جوائز عالمية.
أحلام الفيديو Videodrome
أجمع أغلب النقاد على غرابة الفيلم وعدم ترابطه ومنطقيته، ورغم ذلك حصل على إعجاب المحكمين ونال العديد من الجوائز كفيلم سريالي، من بينها جائزة مهرجان بروكسل الدولي، ومهرجان تورونتو السينمائي الدولي، واعتبر من أفضل الأفلام في التاريخ في الخيال العلمي.
أنتج الفيلم عام 1983، ويتناول الهلاوس العضوية وعلاقة الإنسان بالتلفاز والعوالم الافتراضية التي تتكشف عبر برامجه وفقراته. والفيلم مصحوب بمشاهد اشمئزاز ورعب، وهو من تأليف وإخراج “ديفيد كروننبرغ”، وبطولة “جيمس وودز” و”سونيا سميتس” و”ديبورا هاري”.
المحركات المقدسة Holy Motors
الرمزية الشديدة هي سر غرابة هذا الفيلم وعنصر الجذب القوي، فيتناول الفيلم تأثير الواقع الافتراضي وتغييره لحياتنا، فيظهر البطل يعمل في مهنة غريبة يرتدي خلالها ملابس مختلفة ويؤدي أدوارًا متناقضة، ويتقمص أدوارًا أخرى لبعض الوقت، ويظهر محيطه المجتمعي أيضًا أن هناك أناسًا آخرين يعملون بمهنته.
الفيلم من إخراج الفرنسي Leos Carax الذي نجح في التعريف بماهية مواقع التواصل والتطبيقات الحديثة التي أحدثت فجوة بين أفراد العائلة الواحدة، وباتت وسيلة أساسية للجميع وكأنها واقع حقيقي وليس افتراضيًا. حصل الفيلم على أكثر من 10 جوائز من بينها السعفة الذهبية لمهرجان “كان”.
الغداء العاري Naked Lunch
الفيلم مقتبس من رواية (الغداء العاري) للروائي الأمريكي “لويليام بوروز” المعروف بغرابة كتاباته وخياله الجامح. ويدور الفيلم حول كيميائي اخترع مبيدًا حشريًا تسبب في مقتل زوجته ليدخل في مغامرة ومؤامرة حكومية بين حشرات ضخمة في إطار بحثي سري. ويتضمن الفيلم العديد من المشاهد المقززة.
حصل الفيلم على العديد من الجوائز للإخراج والتصوير، وأفضل جائزة لسيناريو مقتبس. ومن بين الجهات المانحة للجوائز: جمعية بوسطن لنقاد السينما، والجمعية الوطنية لنقاد السينما. أنتج الفيلم عام 1991 وأخرجه “ديفيد كروننبرغ”، ومن بطولة “بيتر ويلر” و”جودي ديفيس”.
دوني داركو Donnie Darko
تجتمع الغرابة في هذا العمل لطبيعة إخراجه وإنتاجه وسرده، فتمَّ تصوير الفيلم في 28 يومًا، وهي مدة القصة المعروضة. ويتناول الفيلم أنماط المراهقة وما يصاحبها من قلق أسري، وأيضًا الخيال، وفكرة الموت، والسفر عبر الزمن، والانتماء والحب، والجريمة والمخلوقات الغريبة، كل هذه العوامل والمؤثرات والحبكات تمَّ نسجها في هذا الفيلم.
عرض الفيلم عام 2001 ولم يحصل على إيرادات كبيرة، ولكنه حصل على العديد من الجوائز العالمية، من بينها: جائزة أفضل سيناريو من جمعية نقاد السينما، وجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان صندانس السينمائي، ورشح ليكون ضمن أفضل الأفلام الخيالية. أخرجه “ريتشارد كيلي”، ولعب دور البطولة مجموعة من النجوم، منهم: “جيك جيلينهال” و”جينا مالون” و”ماجي جيلينهال” و”درو باريمور”.