سوليوود «القاهرة»
أكد الكاتب المصري محمد سليمان عبدالملك، مؤلف مسلسل “ممالك النار”، أنه حاول تقديم عمل تاريخي خالٍ من الأخطاء، خصوصاً أن فترة حكم العثمانيين مليئة بما وصفها بـ”المجازر التاريخية”، وذلك كما جاء في العين الإخبارية.
ومنذ الإعلان عن بدء قنوات “أم بي سي” عرض مسلسل “ممالك النار” في 17 نوفمبر الجاري، اجتذبت الدراما التاريخية الجمهور العربي، خصوصاً أنه عمل ضخم تصل ميزانية إنتاجه إلى نحو 40 مليون دولار، كما أنه يكشف جرائم العثمانيين التي حاولت الدراما التركية كثيرا تحويلها إلى محاسن، فضلاً عن انضمام نخبة كبيرة من نجوم التمثيل العرب إلى طاقمه، واعتماد المسلسل في الإخراج والتصوير وتنفيذ المعارك على فريق عالمي من إيطاليا وأستراليا.
للوقوف على تفاصيل مسلسل “ممالك النار“ التقت “العين الإخبارية” بالمؤلف المصري محمد سليمان عبدالملك، الذي كشف عن أسباب تحمسه للمشروع والغوص في المراجع التاريخية التي استعان بها لتقديم عمل تاريخي يليق بالتاريخ العربي.
كيف جاءت فكرة مسلسل “ممالك النار” وكم من الوقت استغرقته الكتابة؟
صاحب الفكرة، هو ياسر حارب الكاتب والإعلامي البارز ومالك شركة الإنتاج “جينوميديا”. أراد هذا الرجل المثقف مناقشة الصراع العثماني المملوكي في العصور الوسطى من خلال عمل فني، يتم تنفيذه وإنتاجه بشكل مبهر، وعندما تحدث معي حول المشرع سعدت جدا، وتلاقت أفكارنا واتفقنا على تقديم مسلسل بعنوان “ممالك النار” يتكون من 14 حلقة واستغرقت كتابته 6 أشهر.
ولماذا الحماس لمناقشة الصراع العثماني المملوكي في تلك المرحلة؟
كما قلت تلاقت وجهة نظري مع حماس الشركة المنتجة في تقديم عمل تاريخي ضخم، والسبب الرئيسي هو تقديم عمل فني يخاطب الأجيال الجديدة ويكشف حقائق تاريخية يحاول صناع الدراما التركية تزويرها من خلال تقديم أعمال تمدح الفترة العثمانية وتقدم العثماني المحتل في شكل المنقذ على الرغم من تاريخهم المليء بالمجازر. الفن كما تعلم هو القوة الناعمة التي ترتقي بمدارك الإنسان وتساهم في تفتيح وعيه ولذا تحمسنا لـ”ممالك النار” لمواجهة تشويه التاريخ.
كم يصل عدد حلقات المسلسل، ومن رشح الفنان خالد النبوي للبطولة؟
اتفقت مع الشركة المنتجة على كتابة 14 حلقة فقط وهذا الأمر مقصود، إذ قررنا تكثيف الصراع بين العثمانيين والمماليك حتى تصل الرسالة بشكل واضح، فيشعر المتلقي العربي بكل مشهد ويتعايش معه، إذ بلغت تكلفة إنتاج العمل 40 مليون دولار. وبخصوص خالد النبوي فقد تم الاتفاق عليه منذ كتابة السطور الأولى، تربطني بخالد النبوي علاقة صداقة قوية جدا وأعرف حماسه لتلك الفترة التاريخية، فهو يحب جدا شخصية “طومان باي” المملوكي، ولذا رشحته وتحمست الشركة المنتجة له، ولا أبالغ إذا قلت إننى لا أرى ممثلا أفضل من “النبوي” لتقديم الدور.
تحتاج الأعمال التاريخية إلى الدقة في الكتابة، ما مصادرك ومراجعك؟
استعنت بالدكتور صبري الدالي، المتخصص في التاريخ العثماني والمملوكي، وتم الاستعانة بعدد كبير من المراجع منها كتاب “واقعة السلطان الغوري مع سليم العثماني تأليف ابن زنبل” و”بدائع الزهور في وقائع الدهور” للمؤرخ ابن إياس، ويرصد الكاتبان أعمال العثمانيين بشكل دقيق أثناء غزو مصر ، كما اعتمدت في كتابة المسلسل على كتاب “رجال مرج دابق“ للراحل صلاح عيسى.
لماذا الاستعانة بمخرج بريطاني لتنفيذ العمل؟
أردنا تقديم عمل ضخم، وكما تعلم الأعمال التاريخية في عالمنا العربي وقفت عند مرحلة محددة، لذا لجأنا إلى فريق عالمي في الإخراج والتصوير والديكور وتصميم الملابس ليصدقنا العالم، وحتى يستفيد صناع الدراما العرب من هذه التجربة التي أتمنى أن تحقق نجاحا كبيرا ولافتا للنظر.