سوليوود «خاص»
يعدُّ تنوع اللقطات لغة بصرية تحمل جملاً بلاغية ومعاني رمزية، بخلاف حاجتها لعدم الشعور بالملل وافتقاد القدرة على التعرف بمحيط المشهد وموقع التصوير وأدق التفاصيل في المشهد في آنٍ واحدٍ، فضلاً عن استخدامها لبيان السلوك والمشاعر والصور الذهنية والمستقبلية المتوقعة للأحداث. وهناك العديد من اللقطات السينمائية ذات استخدامات مختلفة، ولكل مخرج رؤيته الفنية، ولكن اللقطات الرئيسة سبع، وغالبية المخرجين يستخدمونها في أفلامهم.
1- اللقطة القريبة جدًا أو متناهية القرب Extreme Close-up Shot
للقطة القريبة جدًا دلالة تعبيرية هامة، فهي تشير إلى أدق تفاصيل المشهد. ودراميًا توحي بالغموض حال استخدامها كبداية، ولها أهمية في تتابع المشاهد، فيترتب عليها بناء المشهد التالي، أو ربَّما تشير إلى فكرة تدور في ذهن الموجودين بالمشهد، وعندما توجه إلى العين فهي تترك لغة العيون تتحدث للمشاهدين، وخاصة إذا كان الممثلون قادرين على استخدام عضلة العين في التعبير، ويمكن استخدامها للإشارة مثلاً في كلمة، في خطاب، أو وردة، أو سلاح يفكر الشخص في استخدامه.
2- اللقطة القريبة Close-u
هي لقطة تدعو للتركيز. وبوجهٍ عامٍ إظهار جزء صغير من الصورة بشكل كبير له رمزيته. وتعدُّ هذه اللقطة من أكثر اللقطات حميمية، وتحديدًا عندما تنقل المشاعر كافة بحركة اليد، وأيضًا الوجوه وما تحمله من مشاعر حزينة أو فرحة أو أحاسيس مختلفة. مثلاً عندما تظهر لقطة قريبة جدًا على ساعة يرتديها أحد الممثلين، ثم تليها لقطة قريبة للوجه وتظهر عليه علامات القلق والتوتر، فهي رسالة ضمنية يفهمها المشاهدون.
3-اللقطة متوسطة القرب Medium Close up Shot
تعدُّ من أكثر اللقطات المستخدمة، فهي تظهر تفاعل الشخصية مع من حولها، وأيضًا تقع ما بين اللقطة القريبة والمتوسطة والطويلة، فتستخدم للتتابع والتناغم البصري، وفيها يظهر الإطار المحيط بالشخصية بشكل جزئي، فهي مهمة لبيان الحركة.
4- اللقطة المتوسطة Medium Shot
عادة ما تستخدم هذه اللقطة دراميًا لتمكين المشاهدين من التعرف على الشخصية، لأنه تظهر ملامحه بوضوح وما يرتديه، ويبدأ قطع هذه اللقطة من وسط الشخصية حتى أعلى رأسه، وتستخدم أيضًا لجمع شخصين أو ثلاثة في مشهد واحد، وتجذب هذه اللقطة المشاهدين لوضوح عين الأشخاص نسبيا وحركتهم، كما تستخدم أيضًا للانتقال بين اللقطة البعيدة والقريبة.
5- اللقطة متوسطة الطول Medium Long Shot
في هذه اللقطة لا تظهر عين الأشخاص بوضوح، وهي تقطع جسم الشخص حال وجوده منفردًا بها، ويبدأ القطع من الركبة حتى أعلى الرأس، وتسمح هذه اللقطة بتوفير محيط جانبي وعلوي وسفلي عمَّا سبقتها من لقطات، وتسمح أيضًا بتداخل أكثر من شخص في المشهد، وتفيد في الإشارة لمحيط المشهد وما سيقبل عليه الشخص أو الأشخاص الموجودون.
6- اللقطة الطويلة Long Shot
هي لقطة تعريفية لموقع التصوير، توضح المكان وأجواءه وزمنه حال استخدامها في التصوير الخارجي، وتمهد للأحداث المقبلة وحركة الشخصيات. وتستخدم عادة في أفلام الحركة، وتمهد وتفسر ما يتبعها من مشاهد، وتوضح الأشخاص بكامل هيئتهم ومساحة الموقع حولهم وما يضمه.
7- اللقطة الطويلة جدًا Extreme Long Shot
هي لقطة تأسيسية توضح جغرافيا المكان، فتسمح للمشاهد في تحديد عناصر الموقع وفهمه وأماكن الأشخاص فيه، ولكن لا يتمكن من معرفة حركاتهم، فتغلب البيئة المحيطة وما تضمه على المشهد. ويمكن أيضًا استخدامها للإشارة لمكان بعيد وبين نقطة وأخرى، وتعدُّ هذه اللقطة مريحة للمشاهد لما يدرك فيها من تفاصيل ومعلومات.
أنواع حركة الكاميرا
النوع الأول: حركة الكاميرا ذاتها
تستخدم حركة الكاميرا لتنوع اللقطات، وإضافة دلالات تعبيرية ورمزية وجمالية على المشاهد شريطة استخدامها وفق رؤية محددة، وتوظيفها للتعبير ولشرح والتفسير لما يدور في البيئة محل التصوير، وأيضًا سلوك وتصرفات الأشخاص داخل الكادر لتفسير ردود الأفعال والكشف عن الدوافع السلوكية للشخصية.
واختلاف اللقطات وتنوعها يضفي قيمة حيوية على المشاهد، حتى لو كانت ساكنة، وتعدد التقنيات والأدوات يساعد على تعدد حركات الكاميرا. وتنقسم الحركات إلى ثلاثة أنواع رئيسية، ولكل نوع حركاته وفق التقنية المستخدمة:
- الحركة الأفقية
وهي تحريك ذراع حامل الكاميرا إلى اليمين وإلى اليسار بشكل يصل لـ360 درجة بحسب الاستخدام المطلوب، وتسمى الحركة لليمين Pan right، والتحريك لليسار Pan left، أمَّا التحريك بشكل بانورامي فيسمى Total Pan، بحسب درجته (دائري أو نصف دائري).
- الحركة الرأسية
وتتم بتحرير ذراع الكاميرا وتحريكه لأعلى وإلى أسفل، ولكل درجة سمة ودلالة تصويرية، وتسمى الحركة إلى أسفل Tilt down، وتسمى الحركة إلى أعلى Tilt up.
النوع الثاني: حركة التتبع
وهي تحريك المصور والكاميرا معًا، وتتم باستخدام المصور لمعدة محمولة أو معدات وحوامل تحمل الكاميرا مع معدات تحريك سفلية:
- التحريك اليدوي
ويستخدم خلالها المصور الكاميرا ويتحرك بها لإضافة دلالة تعبيرية لحركة الأشخاص، وتستخدم في الحروب والمواجهات، أو تصور حركة الأشخاص خلال ممارسة الرياضة وغيرها من الأمثلة، وتمتاز بتأثير الميل والاهتزاز على المشاهد.
- التحريك الوضعي
وهو وضع الكاميرا على حامل مع تتبع المصور للمشهد، وتتم باستخدام Steadicam يوضع على الكتف أو يرتديه، ويتميز بامتصاص الاهتزاز والميل للكاميرا ويحقق عنصر التتبع.
- الحركة الرأسية
تتشابه كثيرًا مع الحركة الرأسية للكاميرا، ولكنها تتم بواسطة أدوات أخرى تتجاوز إمكانيات تحريك الرأس، وعادة ما تستخدم الـcrane “الرافعة” لها، وتسمى حركة “كرين لأعلى” Crane up، وتسمى حركة “كرين لأسفل” Crane down.
- الحركة الأفقية
وتستخدم لتنفيذ الحركات الأفقية بواسطة العديد من المعدات من بينها العربة التي تحمل الكاميرا وتسمى dolly والقضبان الحديدية ومعدات التحريك بأنواعها، ومن بينها Chariot وTracking. أمَّا العربة الرئيسية التي تتحرك على القضبان الـdolly، فهي المصطلح الرئيسي المستخدم في مسميات التحريك في التقريب dolly in والابتعاد dolly out. وأيضًا حال تحريك المعدات بشكل مستقيم للتقرب أو الابتعاد عن الأشخاص، يستخدم اسم المعدة مصحوبًا باتجاه التحريك “in/ out”، وبانوراما حال استخدام حركة دائرية أو نصف دائرية.
- الحركة المصاحبة
يمكن فيها استخدام سيارة أو أي معدة تتحرك وفق الاستخدام المطلوب للمشهد كمطاردة بالسيارات أو القطارات أو الطائرات، وتسمى هذه العملية Traveling.
النوع الثالث: حركة عدسة الكاميرا
تنوعت العدسات وتطورت بشكل كبير وتعددت أطوالها البؤرية، وفي التصوير تستخدم تحريك العدسة في هدفين: تصوير لقطة قريبة وتسمى zoom in، أو لقطة بعيدة وتسمى zoom out.