سوليوود «خاص»
تعدُّ المعالجة الدرامية وسيطًا بين القصة أو الرواية وبين السيناريو، وتُعرف بأنها البناء الدرامي الأولي للسيناريو، وهي القالب الفني المتطور لتقديم المحور الرئيسي للفيلم والشخصيات والبناء السردي والحبكة والبداية والنهاية، وتكتب كافة هذه العناصر باختصار غير مخلٍّ.
العديد من القصص والروايات تتحول إلى أفلام، وهناك أيضًا قصص واقعية تحولت إلى أفلام. واختلف الكتاب في شكل المعالجة، فمنهم من أكد ضرورة إيجازها في 15 سطرًا، ومنهم من رجح أن تكون في حدود 5 ورقات، وفي كلتا الحالتين لا بدَّ من أن تتضمن المعالجة النقاط المفصلية والروح العامة والفكرة العامة والحبكة. ولكي نصل لمرحلة كتابة السيناريو علينا المرور على عدة خطوات أساسية:
1– وضع الإطار العام والخطوط الأساسية
الخطوة الأولى هي تحديد القصة السردية والتغيرات التي يمكن أن تطرأ عليها، ومعرفة كيفية تقديمها وفق زمنها أو إعادتها بصورة معاصرة، وتحديد إطارها العام وشكلها القابل للتمثيل الدرامي.
2– تخطيط المشاهد وفق مدة عرضها
يجب عليك معرفة مدة المشهد قبل التفكير في الكتابة، لأن عامل الزمن يمكن أن يغير كثيرًا فيما تكتب. ويحتاج السيناريو المعروض في ساعتين إلى مئة وعشرين صفحة تقريبًا، بمعنى أن كل ورقة تعني دقيقة على الشاشة، وهذه الخطوة مهمة لتقسيم المعالجة والسيناريو.
3– تقسيم المعالجة الدرامية
تقسم المعالجة لثلاثة أقسام “act:1/2/3″، وفي الجزء الأول عرض للبداية والتعريف بالشخصيات والمكان وفكرة القصة، والمرحلة الثانية للدخول في الصراع والقضايا الفرعية تدريجيًا، والأخيرة للنهاية التي يأتي بها كشف الحقيقة أو نهاية الصراع أو وجهة نظر الكاتب في الأحداث. ويحتاج الجزء الثاني إلى نصف مدة العرض، أمَّا الأول والأخير فيحتاجان إلى ربع المدة.
4– معرفة عناصر القصة وتحديدها
وهي معرفة ملامح المكان ورسم الشخصيات وتفاصيلها، وتجسيد روح القصة والحالة النفسية العامة، وأيضًا تحديد المواقف والأحداث الأساسية.
5– الإلمام بالعوامل التي تتحكم في السيناريو والمعالجة
معرفة توقيت كل مشهد وتوافقه مع هذه المدة من حيث الضرورة السردية والإيجاز والاقتصاد في المشاهد، فالمعالجة تحول التفاصيل السردية الطويلة إلى حركة أو فعل يقوم به الشخص فلا داعي للإطالة، ولا بدَّ من التوازن وهو سر نجاح المعالجة والسيناريو، ويتم بإعطاء كل عنصر قدره من الأهمية وإحداث التناغم والتشابك بين كافة المشاهد.
6– كتابة المعالجة الدرامية
بعد تحديد ومعرفة وتطبيق الخطوات الخمس السابقة، يستطيع الكاتب البدء في المعالجة، مع ضرورة التركيز وإدراك قيمة المشاعر والأحاسيس وترجمتها بإيجاز، والبعد عن الرمزية الشديدة وتداخل الشخصيات وعدم الفصل بينها.

