سوليوود «دبي»
«منطقة الشرق الأوسط، سوق سينمائية مبشرة»، جملة كاد أن يجمع عليها متحدثو منتدى سينما الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي رفع، أمس، الستار عن نسخته الثانية، التي تعقد في فندق كونراد بدبي، حتى 24 الجاري، ليضع مستقبل صناعة السينما والمحتوى الإعلامي والترفيهي في المنطقة تحت مجهر خبراء القطاع، الذي يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في حجم الاستثمارات، وفق ما بينه عدد من المسؤولين، ليبدو أن التطلعات نحو هذا السوق واعدة، لا سيما وأن متحدثي المنتدى الذي يقام بدعم من مدينة دبي للاستوديوهات، وعدد من عمالقة صناعة السينما في المنطقة، قد خلصوا في نهاية يومه الأول إلى أن مساهمة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في شباك التذاكر العالمي، ستصل إلى 5% مع حلول عام 2023، وذلك كما ورد في البيان الإماراتية.
ماجد السويدي، المدير العام لمدينة دبي للاستوديوهات، أكد في افتتاحية المنتدى، الذي يشهد 4 عروض سينمائية خاصة وعرضين عالميين لأفلام جديدة، أن قطاع صناعة المحتوى والترفيه شهد تطوراً ملحوظاً في المنطقة، بسبب قفزات التكنولوجيا النوعية، منوهاً إلى أن «دبي كانت ولا تزال في المقدمة من توفير البيئة الملائمة للأعمال، والبنية التحتية التي يحتاجها صناع المحتوى».
وأكد في حديثه مع «البيان» أن حجم الاستثمارات الموجودة في مدينة دبي للاستوديوهات، يتعدى حاجز 200 مليون درهم، وأن مجموع القوى العاملة فيها تزيد على 2800 شخص.
وقال: «بتقديري أن الفرص لا تزال كبيرة لكل من يتطلع للاستثمار في إنتاج المحتوى، من خلال مدينة دبي للاستوديوهات أو بقية المدن الأخرى، وقد بدأنا بالفعل العمل على ذلك من خلال تنظيم مجموعة الورش والأنشطة التي تساهم في رفع وتيرة إنتاج المحتوى الإعلامي والترفيهي»، مشيراً إلى أن احتضان «دبي للاستوديوهات» لمهرجان ON.DXB الذي ينطلق في نوفمبر المقبل، سيساهم أيضاً في التعريف بما تقدمه دبي لمنتجي المحتوى الإعلامي والترفيهي، ويساعد في خلق قاعدة واسعة من التعاون بين هؤلاء المنتجين والجمهور أيضاً.
وقال: «بتقديري أن تطوير المحتوى الإعلامي، على اختلاف أشكاله يعد حجر أساس في عمل مدينة دبي للإعلام وبقية المدن الأخرى، ونحن نسعى لأن تكون هذه المدن هي الحاضنة الأساسية لكافة منتجي المحتوى والمواهب الموجودة في المنطقة، والذين يعملون على تقديم محتوى ذي مستوى جودة عالية»، ونوّه السويدي إلى أن مدينة دبي للاستوديوهات تعمل على تطوير منتجي المحتوى ونوعيته، وتقدم لهم كافة الأدوات التي يحتاجها صانع المحتوى بكلفة مخفضة.
السويدي أشار إلى أن استراتيجية مدينة دبي للإعلام وبقية المدن، تواكب طبيعة التغير الذي يشهده القطاع الإعلامي بشكل عام.
وقال: «استراتيجيتنا تتغير وفق طبيعة تغير القطاع الإعلامي، ونعتقد أنه كلما ارتفعت نسبة المحتوى العربي، زادت فرصتنا في تطوير المحتوى الإعلامي». وأشار السويدي إلى أن تنشيط المحتوى العربي، فيه فرصة جيدة.
وقال: «هذه تعتبر فرصة لأن نكرس اسم دبي كوجهة عالمية لإنتاج المحتوى العربي والعالمي، خاصة وأن هناك تزايداً واضحاً في عدد منتجي المحتوى الذين تستقطبهم دبي، ولا زلنا نتطلع إلى أكثر من ذلك». وتابع: «نحن نتطلع إلى خلق محتوى جديد قادر على رواية قصة المنطقة وأن يعكس الإرث الإنساني والثقافي والاجتماعي الذي تتمتع به المنطقة العربية وتقديمه إلى العالم».
ونوّه السويدي إلى أن مدينة دبي للإعلام ومعها بقية المدن، تسير في نسق واحد في دعم استراتيجية دبي الثقافية، وبكونها عاصمة للإعلام العربي 2020.
استثمارات
تغير لافت شهدته السوق السينمائية في المنطقة العربية، منذ اللحظة التي أعلنت فيها المملكة العربية السعودية عن سماحها بعودة صالات السينما، الأمر الذي مكّن فوكس سينما التابعة لمجموعة ماجد الفطيم، من التوسع كثيراً في السوق السعودي، وعن حجم استثمارات فوكس في المملكة، قال محمد الهاشمي، الرئيس الإقليمي لمجموعة ماجد الفطيم في المملكة العربية السعودية، لـ «البيان»: «منذ دخولنا إلى السوق السعودي، تم الإعلان عن استثمار 20 مليار ريال سعودي فيه، وتم تخصيص ملياري ريال، من اجل الاستثمار في القطاع السينمائي، وحالياً تمتلك فوكس 7 مواقع في المملكة، تتضمن 71 شاشة عرض، نتوقع أن تصل مع نهاية العام الجاري إلى 90 شاشة عرض».
وأفاد الهاشمي إلى أن فوكس سينما تخطط لرفع هذا العدد ليصل إلى مئتي شاشة عرض مع نهاية العام المقبل، أي بزيادة 110 شاشات.
الهاشمي، اعتبر أن السوق السينمائية في المملكة واعدة.
وقال: لدينا تركيز كبير على هذا السوق لكونه الأحدث في المنطقة، وبالتالي لديه القدرة على الاستيعاب بدرجة أعلى من الأسواق الاقليمية الأخرى التي نتوسع فيها ضمن خطة مدروسة».
وبين أن حصة فوكس سينما من السوق السعودي «جيدة».
وقال: «حصتنا عالية في السعودية التي يوجد فيها حالياً 9 مجمعات سينمائية، 7 منها تمتلكها فوكس سينما، وهو ما يدعونا إلى القول إن السوق مبشر، وإنه يجب أن يكون هناك توجه نحو بناء صالات عرض أكثر من أجل استيعاب حجم الطلب العالي في المملكة على هذا الجانب».
تطور لافت
إحصائيات وأرقام كثيرة أطل بها روج كومار اكيلا، المدير التنفيذي لشركة كوميسكور في الهند، والمتخصصة في توزيع الأفلام، والتي تبين حجم سوق صناعة الأفلام في المنطقة والعالم، وتأثيرها على شباك التذاكر، حيث أشار إلى أن شباك التذاكر العالمي، شهد حالة تطور لافتة منذ 2008 وحتى نهاية العام الماضي، مبيناً أن حجم شباك التذاكر العالمي وصل مع نهاية العام الماضي إلى 42 مليار دولار، في حين أن حجمه في 2008 لم يتجاوز حدود 25 مليار دولار.
وقال: «هناك أسباب كثيرة لعبت دوراً في هذه الزيادة من بينها نوعية الأفلام التي تم إنتاجها، وكذلك حجم صالات العرض الجديدة، التي شهدها العالم، إلى جانب دخول السعودية في السوق السينمائية، وهو ما يجعلنا ندرك أن السوق العربية ستكون واعدة في هذا المجال خلال السنوات المقبلة».
ونوه اكيلا إلى أن الهند وحدها تمتلك 11 ألف صالة عرض. وقال: «صالات السينما في الهند سجلت خلال العام الماضي 1.8 مليار تذكرة، بينما الصين فقد بلغ عدد التذاكر المباعة 1.67 مليار تذكرة، وفي كندا والولايات المتحدة، وصل عدد التذاكر المباعة إلى 1.32 مليار، أما في أوروبا وروسيا فقد وصل حجم التذاكر المباعة إلى 1.25 مليار تذكرة».
وتوقع اكيلا في حديثه أن تشهد منطقة الشرق الأوسط نمواً بنسبة 35% في عدد صالات السينما خلال السنوات الثلاث المقبلة، ليصل عددها إلى 1800 صالة عرض. وقال: «في الشرق الأوسط حالياً هناك 1400 صالة عرض، ونتوقع أن يشهد السوق ارتفاعاً في هذا الجانب، بنسبة 35%».
وتوقع أن تصل مساهمة السوق السعودي في إيرادات السوق السينمائية العالمية بنحو مليار ونصف المليار دولار مع حلول عام 2030.