سوليوود «الشارقة»
حظى جمهور مهرجان الشارقة السينمائى الدولى الذى اختتمت فعالياته مؤخراً بخوض رحلة بحثية غير اعتيادية، من خلال أحداث الفيلم السعودى «خمسون ألف صورة» للمخرج السعودى عبدالجليل الناصر، والذى حصد جائزة أفضل فيلم خليجى قصير من المهرجان. يحاول شاب العثور على صورة والده الذى لا يعرف ملامحه عند عجوز مُسن يهوى جمع صور أبناء البلاد ويملك فى مجموعته الخاصة بمنزله خمسين ألف صورة، وفقًا للمخرج الشاب فإن إلهامه للقصة جاء من عصر انتشرت خلاله فى المملكة والمنطقة العربية فتوى تحريم الصور الفوتوغرافية، ما أدى ببعض الأسر إلى تمزيق مجموعاتهم الخاصة من الصور الشخصية والعائلية والتخلص منها يقول الناصر: «الفتوى خلافية إلا أن بعض العلماء تبناها آنذاك والآن قد اندثرت وأصبح الجميع يلتقط الصور إلا أن يبقى، وكنت أود تناول تلك القضية عبر أثرها على المجتمع وليس ماضيها، فهى حالة مثيرة للاهتمام أن شباب فى عصرنا هذا حيث تُلتقط يوميًا مليارات الصور، لا يمتلكون صور لآبائهم»، وذلك كما ورد في صحيفة المصري اليوم.
حصل فيلم خمسون ألف صورة وفقًا لناصر على دعم خاص من برنامج «أيام الفيلم السعودى» المقدم من مركز الملك عبدالعزيز الثقافى العالمى (إثراء)، واستغرقت عملية إنتاجه قرابة 7 أشهر بعد حصوله على المنحة وكتابة النص وبدأ العمل على النقاشات الخاصة حول كيفية العمل مع الممثلين والمدير الفنى للعمل، فيما استغرق التصوير الفعلى للفيلم ومدته 19 دقيقة ثلاثة أيام كاملة، لتبدأ عملية المونتاج وما بعد الإنتاج وتستمر شهرا ونصف، ويرى المخرج الشاب أن قصة الفيلم قد تكون متمحورة حول «الأمل» ومدى إمكانية أن يعثر الشاب على صورة والده فى النهاية أم لأ، إلا أنه يؤكد أن لكل مشاهد نظرته الخاصة بالعمل وقد يندهش المخرج من تأويلات الجمهور المختلفة للعمل بشكل لم يقصده.
تزدحم مشاهد 50 ألف صورة ومواقع تصويره بالصور الفوتوغرافية لأشخاص مجهولين، ما يجعل مشاهده غنية ومثيرة للتأمل، ويوضح المخرج أن مصدر الصور المُستخدمه بالفيلم هو هاوى جمع صور حقيقى بالمملكة، جمع خلال حياته خمسين ألف صورة، وتوفى فى عمر 89 عامًا، عَلِم الناصر بقصة مُصادقة وتوجه لورثته لطلب معاونته بالصور فى تصوير الفيلم فيقول: «فى البداية لم يقتنع الورثة بالفكرة، لأنه إرث ضخم لوالدهم إلا أنهم وافقوا فى النهاية بعد المُناقشة، واستخدمنا فى الفيلم قرابة 30 ألف صورة عُلقت فى موقع التصوير ووضعت فى ألبومات ولذلك غيرت اسم الفيلم ليُصبح 50 ألف صورة عرفانًا لصاحب المجموعة».
وعن مهرجان الشارقة يرى مخرج 50 ألف صورة أن المهرجان جزء مهم من الحراك الثقافى فى الخليج وفى الإمارات العربية بشكل خاص، مؤكدًا أن الحركة الثقافية تعد بمثابة تأسيس لجيل جديد من الأطفال والشباب فيوضح: «من الممكن بعد بضعة سنوات أن يدهشنا شاب أو طفل من هؤلاء يحظى بجائزة عالمية من مهرجان كان أو ربما جائزة الأوسكار لا نستبعد شىء».
