سوليوود «خاص»
في المقام الأول يجدر بالسينما أن تكون مرآة عاكسة لحال المجتمعات، ساحة حرة تعرض للقضايا المختلفة من باب تطوير الفكر أو السير في اتجاه حل معين لمشكلة بعينها، أو على الأقل تحريك الجمود حيالها، وهذا بالفعل ما نراه جلياً في أعمال المخرجة السعودية المبدعة هيفاء المنصور، حيث أفلام وأعمال درامية تسعى من خلالها لطرح قضايا الشارع السعودي بكل جدية وتصميم عبر قوالب إبداعية متغيرة ما بين كوميديا خفيفة الظل تلقي الضوء على التحديات الاجتماعية التي تواجه المبتعثات السعوديات في الخارج كما في مسلسل “مبتعثات”، وما بين دراما جدية تناقش حال المجتمع وقضاياه المختلفة من مثل تقبل الاختلاف والعيش المشترك كما في فيلمها “أنا والآخر” إنتاج عام 2001، وكذلك مثل قضايا المرأة المتعلقة بنظرة المجتمع ومواجهتها للتحديات في سبيل تحقيق ذاتها، كما في “وجدة” و”المرشحة المثالية” اللذان يعتبران بمثابة جزئين متكاملين يعبران عن نفس ذات المشكلة في قوالب قصصية مختلفة.
تعرّف المنصور جيداً كيف تصل إلى العالمية، فهي بقدر مخاطبتها للداخل السعودي تخاطب الخارج كذلك معرفة إياه على المجتمع السعودي ومستعرضة بطولة المرأة وتفانيها في سبيل إثبات ذاتها واستعادة بعض حقوقها البسيطة مثل إصرارها على امتلاك دراجة والاستمتاع بالانطلاق بها وسط مجتمع محافظ لم يعتد مثل هذه الأمور كما في فيلم “وجدة”، أو التأكيد على قدرة المرأة ونجاحها في ممارسة مهن ووظائف مختلفة ظلت حكراً على الرجال لعقود طويلة، مثل مهنة الطب التي تمارسها بطلة فيلم “المرشحة المثالية” وتواجه فيها تحديات اجتماعية جمة من حيث إقناع بعض الرجال بالتداوي على يديها، حيث يرون لأسباب دينية واجتماعية عدم جواز ذلك، أو حتى رسم آمال عريضة بالوصول يوماً إلى قدرة المرأة على الترشح في الانتخابات البلدية، بل والفوز بها، وهو الأساس الذي بني عليه فيلمها “المرشحة المثالية”.
من المعروف أن هيفاء المنصور هي المؤلفة والسينارست لمعظم أعمالها، الأمر الذي يفسر التوجه والخط الدرامي والقصصي المتشابه الذي تسير فيه، حيث ينطوي في داخله على رسائل اجتماعية هامة، يسخر كامل العمل لخدمتها ومحاولة إيصالها للمشاهد بطريقة إبداعية مؤثرة.
مثّل فيلمي المنصور “وجدة” و “المرشحة المثالية” تأريخياً مُبسطاً للحياة السعودية خلال سبع سنين، فـ “وجدة” التي تمثل عام 2012 تتوق إلى حلم بسيط وهو امتلاك دراجة، وفي سبيله تتكتم وتتحدى وتحاول، بينما مريم في “المرشحة المثالية” إنتاج عام 2019 طبيبة تحاول تغيير نظرة المجتمع السلبية إلى عمل المرأة، وبفضل التغييرات الاجتماعية التي تتم على يد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي أنصفت في مجملها المرأة، وصلت مريم في أحلامها إلى العنان، حيث ترشيح نفسها في الانتخابات البلدية.
فيلم “المرشحة المثالية” هو “تحية لروح الأنثى التي لا تقهر” هكذا وصفه الناقد زان بروكس في مقال له بصحيفة “الغارديان”، وهو بحق محاولة إبداعية ورحلة صعود قدرية، لم تخطها لذاتها “مريم” بطلة الفيلم، وإنما فرضت عليها وفقاً لبعض المصادفات الروتينية الجامدة.
استحقت هيفاء المنصور ومعها فيلمها “المرشحة المثالية” هذا الزخم و هذا الاهتمام والتقدير العالميين، وهو ما تم ترجمته من خلال اختيار فيلمها للمنافسة على الأسد الذهبي في فعاليات الدورة الـ 76 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، واختياره كذلك للمنافسة ضمن جوائز الأوسكار الـ 92 المقرر انعقادها في يناير المقبل ضمن فئة أفضل فيلم دولي.
وسط الانفتاح والبداية السينمائية الجديدة فضلاً عن الدعم الحكومي المتواصل للمبدعين وصناع الأفلام، يمثل فيلم “المرشحة المثالية” ووقوفه على منصات التتويج العالمية والتقدير الذي يلاقيه؛ بارقة أمل لكل المشتغلين في الحقل السينمائي بالمملكة، بارقة أمل تحثهم على مواصلة السعي وبذل مزيد من الجهد في اتجاه تكثيف الإنتاج وتقديم نماذج سينمائية مشرفة ترقى للعالمية دون أن تنفك بحال عن التعبير عن ثقافة المملكة وإبراز ثرائها الاجتماعي والتاريخي.
الممثل خالد الوابلي حاصل على شهادات في التمثيل وجوائز داخليه وعالميه و٣٠عمل فني في مجال التمثيل من مسرح ودراما وافلام وغيره وجاهز لتمثيل في اي زمان ومكان ولكم الشكر. ولمتابعة جميع الاعمال كاملة موجوده على قناتي في اليوتيوب https://www.youtube.com/channel/UC-yXqWwgqm7YtChJj7z7zEw 00966559594854