سوليوود «وكالات»
يواصل الفيلم الأمريكي “Angel Has Fallen” تصدُّر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية في وقت استقبله عدد من الصالات السينمائية العربية مؤخرًا؛ وهو العمل الأمريكي الأحدث الذي تدور أحداثه حول محاولة لاغتيال رئيس الولايات المتحدة، خلال إحدى رحلات الصيد التي يقوم بها؛ حيث استُخدمت في محاولة الاغتيال سلسلة من الطائرات دون طيار التي تفاجئ حرس الرئيس الخاص وتعمل على استهدافهم تباعًا، وذلك كما جاء في كيوبوست.
قدَّمت السينما الأمريكية تجارب عدة حول أحداث مشابهة، وفي هذه المرة اختارت تفاصيل عديدة قريبة من الواقع؛ للتعبير عن الزمن الحالي من دون الإشارة إليه صراحةً، بدايةً من اختيار اسم رئيس الولايات المتحدة؛ ليكون ترامبول، مرورًا بوجود تسريبات للصحافة من داخل الدائرة الضيقة في البيت الأبيض، وصولًا إلى مقطع فيديو وجوده في قمة العشرين بعد نجاته من محاولة الاغتيال؛ ليظهر فيها بجانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
يمنع الرئيس ترامبول الحرب على روسيا في اللحظات الأخيرة بعدما يتأكد أنها بريئة من تخطيط محاولة اغتياله؛ منعًا للحرب التي لم يتخذ قرارها، بينما يُصلح الأمر بلقاءاته في قمة العشرين ويقف إلى جوار بوتين في الصورة التذكارية التي تجمع قادة المجموعة.
في التجربة السينمائية الجديدة يقدم الفنان مورجان فريمان، شخصية الرئيس الأمريكي مجددًا، بعدما قدمها قبل 21 عامًا في فيلم “Deep Impact”، بأدائه البسيط القادر على تقديم شخصية قيادية قادرة على اتخاذ القرار، وفي الوقت نفسه تتمتع بحس إنساني يناسب طبيعتها الصارمة.
يكرر فريمان شخصية الرئيس الأمريكي الذي ينقذه قائد حرسه مايك بانينج، والذي يقوم بدوره جيرارد بتلر، بعد تعاونهما سويًّا عام 2016 في فيلم “Olympus Has Fallen”؛ ففي الفيلم الأول كان بتلر يسعى لإنقاذ الرئيس عند محاولة اغتياله مع آخرين من قِبَل إرهابيين موالين لكوريا الشمالية تمكنوا من السيطرة على البيت الأبيض، وفي الفيلم الجديد يحاول إنقاذ الرئيس مرَّتَين؛ الأولى وهو في المركب والثانية وهو في المستشفى عندما يتعرَّض للإفاقة من الغيبوبة التي تعرَّض إليها.
يتطرق “Angel Has Fallen” إلى تضرر شركات الأمن الخاصة من تقليص أنشطتها وأعمالها بشكل كبير؛ وهو ما يجعلها تعارض توجُّه الرئيس في وقت تكون فيه الخيانة نابعة من أقرب المقربين للرئيس، والذي يتواصل مع أحد كبار أصحاب شركات الأمن الخاصة التي تنفذ عمليات لصالح الولايات المتحدة؛ كي يتم التخلص من الرئيس وتلفيق القضية إلى روسيا؛ من أجل زيادة أرباح الشركات بإسناد المزيد من الأعمال العسكرية إليها.
ينتمي الفيلم إلى نوعية أفلام الأكشن الأمريكية التي تقوم على الحركة السريعة؛ وهو ما ظهر في مشاهد التفجيرات والمطاردات، بالإضافة إلى مشاهد المواجهات. بينما اعتمد العمل الذي تصل مدته إلى نحو 120 دقيقة على أكثر من خط درامي بعيدًا عن محاولات اغتيال الرئيس؛ بدايةً من علاقة قائد حرس الرئيس مايك بانينج، بزوجته وابنته، مرورًا بمشكلاته الصحية والنفسية وذهابه إلى الأطباء دون أن يكشف عن هويته، وصولًا إلى والده الذي هجره منذ طفولته، وكان أحد المشاركين في حرب فيتنام.
لعبت الخطوط الدرامية المختلفة في الفيلم دورًا في تقديمه كعمل فني متكامل بدلًا من التركيز على مشاهد الأكشن؛ خصوصًا أن رحلة مايك بانينج في محاولة إثبات براءته من تهمة التخطيط لاغتيال الرئيس، والتي جرى تنفيذها ببراعة شديدة، أتاحت الفرصة لاستعراض مزيد من الجوانب بحياته؛ خصوصًا والده الذي افتقده منذ سنوات طويلة.
