سوليوود «الكويت»
يشهد العالم السينمائي طفرة كبيرة في الحضور على مستوى العروض الرسمية في الصالات والمهرجانات الدولية، لا سيما بعد انتشار التقنيات الحديثة وتوفرها بين أيدي الجميع، وفي الوقت نفسه غابت السينما الكويتية عن هذا المشهد منذ سنوات طويلة ولا تزال، ففي بداية الثلاثينات، وبالتحديد في سنة 1936، كانت تعرض الأفلام في قصر دسمان، ثم عرضت شركة نفط الكويت أفلاماً لها في ساحة الصفاة. واستمر الأمر إلى يومنا هذا في تطور كبير شهدته الساحة الكويتية، سواء في مجال إنتاج الأفلام أو عرضها.
وبالرغم من توافر تقنيات التصوير وتوابعها، وتوافر الكادر البشري، الذي يقوم بمهمة الإنتاج، فإن الحضور السينمائي الكويتي غائب مقارنة بالحضور العربي في المشهد السينمائي العالمي الدولي، ففي مهرجانات كبيرة، مثل البندقية (فينيسيا)، وكان، وأسكار، وبرلين، لا يوجد للسينما الكويتية حضور إلا بنسبة لا تذكر.. حيث شهدت هذه المهرجانات الكبيرة غياب الحضور الكويتي والفنانين الكويتيين بين عروضها وأروقتها بصورة تلفت النظر وتشغل البال كل عام.
أول مشاركة كويتية في مهرجانات دولية كانت من المخرج الكويتي خالد الصديق، في أوسكار 1972 فيلم بس يا بحر، و1987 فيلم عرس الزين، وفي مهرجان كان 1972 فيلم بس يا بحر، ثم مشاركة المخرج وليد العوضي في سوق مهرجان كان، بفيلمه تورا بورا سنة 2011، وأخيراً المخرج صادق بهبهاني في كان بفيلمه الصالحية سنة 2014، هناك مشاركات كويتية أخرى في عدد من المهرجانات، مثل فيلم «سرب الحمام» للمخرج رمضان خسروه في مهرجان دلهي الدولي، وفيلم «سيناريو» إخراج وإنتاج طارق الزامل في مهرجان وهران، وفيلم «حاتم صديق جاسم» لأحمد إيراج في مهرجان قمرة في البصرة، وغيرها قليل، وذلك كما ورد في القبس.
هذا العدد من الأفلام الكويتية ومشاركاتها لا ينافس المشاركات السينمائية العربية، مثل مصر والجزائر وتونس وسوريا ولبنان، والإقليمية مثل إيران وتركيا وروسيا، كما أن المشاركات الكويتية تراجعت أمام المشاركات الخليجية، مثل السعودية والإمارات وقطر، مع أن الحضور السينمائي الكويتي في الفترة الأخيرة شهد طفرة جميلة على المستوى المحلي ودور العرض المحلية، وبدرجة محدودة في السعودية التي تشهد حركة فنية جديدة، فهناك حالياً أكثر من أربعة أفلام سينمائية روائية كويتية، يجري تصويرها في الكويت ودبي، وشهدت دور العرض في عيد الفطر المبارك عدداً من العروض، ولكن على المستويين العالمي والعربي لا شيء يذكر.
على المستوى المحلي يستعد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لتقديم الدورة الثالثة من مهرجان الكويت السينمائي، في شهر أكتوبر المقبل، وغالبية المشاركات محلية، ولكنها ضمن إطار الفيلم القصير، ولكنها كافية لتشغيل المهرجان على المستوى المحلي، أما على المستويين العربي والعالمي فلا شيء يذكر.. العروض والأفلام الكويتية منذ أكثر من ثمانين عاماً لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، خمسة أفلام سينمائية فقط هي التي شاركت في مهرجانات عالمية دولية شهيرة، مع أن معدل عدد مخرجات الإعلام والتلفزيون والسينما من الأكاديميين من داخل الكويت وخارجها خمسين طالباً وطالبة سنوياً، وهذا عدد كبير جداً، ولكنه لم ينجح إلى الآن في وضع السينما الكويتية على خريطة مهرجانات السينما الدولية والعربية، كما أن مكتبة السينما الكويتية ملأى بالأفلام، ولكن غالبيتها أفلام قصيرة، ولم تنجح هي أيضا، بالرغم من مشاركاتها الكثيرة، في إيصال اسم الكويت إلى المهرجانات الدولية الشهيرة.