سوليوود «القاهرة»
لم يلتفت تامر حنا وبيبو سعد لما يُقال لهما، يستغرب الناس حين يعلموا أنهم شباب سافروا كالبقية للعمل في دولة الكويت، لكنهما لم يستغرقا في عملهما فقط، بل حاولا تنمية مواهبهما في الإخراج والتمثيل، حتى تمكّنا من صناعة فيلم قصير بعنوان “الظل” للترشح لمهرجان أجنبي.، وذلك كما جاء في مصراوي.
يعيش سعد وحنا- بطل الفيلم والمخرج- في الكويت منذ ثلاثة أعوام، يعمل الأول كمندوب أدوية، أما الثاني فهو مهندس معماري، ورغم وظائفهما إلا أنهما لم يغفلا حبهم للسينما. منذ ثمان سنوات بدأ حنا في صناعة الأفلام القصيرة، حتى فاز فيلمه “الطلقة” في مسابقة للمركز الكاثوليكي للسينما في مصر “دا شجعني أكمل وأجرب”، عام 2015، وبعدها قام بعمل فيلم “الألف” بالكويت، وفاز بالمركز الثاني من المجلس الكويتي للثقافة والآداب.
لطالما أحبّ سعد التمثيل، منذ أن كان صغيرًا يعيش في مدينة أسيوط “كنت بمثل في المدرسة والمسرح الكنسي”، واستمر سعد في تنمية موهبة التمثيل لديه في الجامعة “وعملنا مسرحيات في قصور الثقافة”، ومع سفره إلى الكويت أصقل موهبته بالدراسة على الانترنت، حتى التقى بحنا “كنا بنعمل فيديوهات صغيرة ننشر بيها فكرة أو قيمة أخلاقية”.
خلال العام الماضي جاءت فكرة فيلم جديد لحنا، “فيه حاجات كتير الإعلام والناس مش بيتكلموا عنها زي الاكتئاب”، كانت الفكرة فانتازية، ماذا إذا كان ذلك المرض ظلًا مُنفصلًا عن الإنسان ويتصرف بغير إرادته؟، يرى حنا أن ظاهرة الاكتئاب كبيرة “وكم القصص كتير لناس مش بيبان عليهم المرض، لأن الاكتئاب معركة بيحارب فيها الناس نفسهم”.
هكذا بدأ حنا بكتابة قصة الفيلم واختيار طاقم الممثلين، ووقع اختياره لسعد كبطل الفيلم، والذي تحمّس لأداء الشخصية “كنت بشوف أفلام عن ازاي الاكتئاب ممكن يوصل للانتحار، وبحضر فعاليات لناس بتتكلم عن تجربتها الشخصية مع الاكتئاب”.
لم يكن الأمر سهلًا بالنسبة لحنا وسعد، قابلتهما برفقة باقي فريق العمل صعوبات كثيرة، كان من بينها ارتفاع درجة الحرارة في الكويت، حيث استغرق تصوير الفيلم شهرًا خلال شهر يوليو الماضي، كما أن التمويل كان عقبة في الطريق، حيث لم يُدعم الفيلم من أية جهة “كنا بنشوف حلول موفرة لأي مشكلة بتقابلنا”، كما أن اختيار الممثلين بالنسبة لحنا كان مرهقًا “الفيلم بيتكلم عن شخصية من مرحلة الطفولة لحد الشباب، كان لازم أجيب تلات ممثلين ملامحهم قريبة في الشكل لكل مرحلة من دول”.
وبرغم تلك الصعوبات كانت العقبة الاكبر هي توفير وقت مقتطع من يومهما لصناعة الفيلم، كما أن استغراب الناس كانت مشكلة إضافية “كنا ساعات بنفقد الأمل بسبب الكلام المُحبط”، يقول سعد لمصراوي.
إلى أن جاء ترشح الفيلم لمهرجان نيو جيرسي، ” حسيت إننا عملنا حاجة ليها قيمة، وإن ده تعويض من ربنا”، شعر حنا وسعد بالفخر الشديد “اتبسطنا لما الجرايد الكويتية اتكلمت عن الفيلم وقالوا شباب مصريين”.
دفع الحماس الذي أحس به الشابين إلى صناعة فيلم ثاني الآن، حيث يعملان حاليًا على عمل فيلم عن الإرهاب، يرى حنا أن صناعة السينما في الكويت بدأت تنهض مستعينة بطموحاتها تجاه السينما مثلما هي في مصر “بيتعلموا دايمًا من السينما المصرية وعندهم حلم يوصلوا لغزارة إنتاجنا وجودتها”، وعلى ناحية أخرى يتمنى سعد أن تجربتهما تُشجع شبابًا آخرين في السعي وراء أحلامهم “فيه ناس كتير نفسها تعمل حاجة لنفسها ولبلدها بس مفيش دعم متوفر”.