كتب/ ميريديث تايلور
المخرج: عبدالمحسن الضبعان، الممثلون: مساعد خالد، فهد الغريري، أسامة القس، عبدالله الفهد. المملكة العربية السعودية 2019. مدة الفيلم 74 دقيقة.
الزمن يتغير في الرياض. والصورة الواقعية لعبدالمحسن الضبعان حول الصراع بين الأب والابن هي بمثابة استعارة مؤثرة للاشتباك الأساسي بين الماضي والحاضر في العالم العربي. أمَّا ناصر (القيس)، فهو رجل أعمال كبير في منتصف العمر تنقَّل عبر الزمن في الرياض. وابنه المراهق وليد (الفهد) ذات شخصية انطوائية، ومتقلب، مثل معظم المراهقين، لكنه يعاني من الانتقاد الدائم من قِبَل والده. لكن مرض جده المفاجئ يجعله يقضي بقية حياته في القرية التي نشأ فيها والده.
وليد ذات شخصية عدوانية وسلبية. ففي البداية يوضح بدون كلام أنه سيبقى بجانب جده في أي مكان آخر. وبمجرد وصوله للقرية مع والده، يلمح حاجزًا للشرطة، وكان قبل أيام تغيب أحد الصبية عن منزله ولم تفلح محاولات البحث عنه.
يُقَدَّم وليد لأهلِه ويتعرف للمرة الأولى على ابن عمه فيصل (الشهراني). وتتجمع العائلة حول الجد المتوفى، لا ينفضون إلا للصلاة فقط.
يتوقع ناصر أن ينضم إلى وليد، لكن الصبي يشعر بالحاجة لأن يظهر في صورة “الابن المطيع” المزهو بنفسه. فقد كانت نشأته تقليدية، رغم أن حياته في الرياض كانت علمانية.
وبشكل ما، فقد كان ذلك بمثابة كأسٍ مسمومةٍ، حيث كان ابن عمه يقضي وقتًا ممتعًا أكثر في الريف، لكن الاختلافات بالطبع كانت واضحة. وبعد فترة وجيزة يكتشف وليد صدمات الماضي في حياة والده بالقرية، حيث كان نبأ اختفاء الصبي قد وصل إليه، ما دفعه للعودة مرة أخرى للرياض في حالةٍ بائسةٍ.
يبرز المصور أمين مسعدي الوجوه والأشياء بعنايةٍ فائقةٍ، مما يعكس أفكار الرجل ومشاعره المتسارعة في ذلك العمل الدرامي الذي يتَّبع فيه الأسلوب الوثائقي، حيث تكون الكاميرا في الخارج وتراقبها.
قبل مغادرة وليد وناصر مباشرة، تتبع الكاميرا بشكل رمزيٍ بعض الشروخ الموجودة في الفضاء الذي يتشاركون فيه، والذي يشهد غيابًا تامًا للنساء فيما يمثل نقدًا للمجتمع الذي يقع بين ماضٍ ديني وحاضرٍ تجاريٍ.
ومما يبدو على أهميةٍ كبيرةٍ، يُبقِي الضبعان بالحوار عند حده الأدنى، حيث تقتصر المواجهة بين الأب وابنه الذي يحترق بمرارة في هذه الدراما الصامتة.
المصدر: فيلم فوريا