سوليوود «بيروت»
يتبدل المحور الأساسي الذي تدور حوله عروض مهرجان «ما بقا إلا نوصل» في نسخته الرابعة والذي يحمل هذه السنة عنوان «ما بعد القيود». فهذه المرة تركز موضوعات الأفلام الوثائقية التي يعرضها على مدى أربعة أيام متتالية من 13 ولغاية 16 يونيو (حزيران) الجاري، على حكايا نساء ملهمات لعبن أدواراً أساسية في مجتمعاتنا العربية والغربية. وتأتي هذه الاستعادة لأفلام عديدة كـ«نائلة والانتفاضة» و«أخوات السرعة» لإلقاء الضوء على نساء أحدثن تغييرات جذرية في محيطهن، إلا أن انتصارهن هذا انتُزع منهن عنوة من قِبل الرجال ليسجلونه باسمهم بدل أن يكون العكس هو الصحيح، وذلك كما ورد في صحيفة الشرق الأوسط.
«في النسخة الرابعة للمهرجان الذي ينظمه مكتب مؤسسة (هنريتش بول) في بيروت وانطلاقاً من عنوانه العريض الذي رافقه طيلة السنوات الماضية (قضايا حقوق الإنسان والهجرة)، ارتأينا التركيز على حقوق الإنسان عامة والنساء خاصة». تقول آلين الجميل المشرفة على تنظيم هذا الحدث. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «وما نعنيه بعنوان الدورة الرابعة (ما بعد القيود) هو تسليط الضوء على كل ما يمكنه أن يحد من حريتنا وبالتالي يقيّدنا في مجتمعاتنا. فغالبية الأفلام المعروضة وعددها 12 تدور حول هذه الموضوعات ولا سيما تلك التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالعنصر النسائي».
ويُستهل مهرجان «ما بقا إلا نوصل» في 13 الجاري بحلقة نقاش بعنوان «حقوق المرأة من حقوق الإنسان» يشارك فيها بنوا مارتن وماري ويكستروم وغيدا عناني. وهذه الحلقة تسبق مباشرةً عرض فيلم الافتتاح «طرس… رحلة الصعود إلى المرئي» ومدته 75 دقيقة لغسان حلواني. ويروي حكاية اختفاء قسري لأحدهم باعتبارها حكاية آلاف الأشخاص الذين خُطِفوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية وعددهم يفوق الـ17 ألف شخص ولم يعرف حتى الساعة مصيرهم.
وفي اليوم الثاني للمهرجان (الجمعة 14 الجاري) يجري عرض فيلم «أخوات السرعة» ودائماً في صالات سينما متروبوليس مستضيفة الحدث. ويلقي فيه المخرج عنبر فارس الضوء على فتيات يشاركن في سباق السيارات في مدينة (رام الله) الفلسطينية بحيث يشكلن نموذجاً للمرأة القائدة لحياتها ولهواياتها مع الأخذ بعين الاعتبار عملية تجاوزهن قيوداً خارجية تفرضها عليهن إسرائيل ما يفقدهن أحياناً كثيرة مسيرتهن الإبداعية. ويلي العرض حلقة نقاش تشارك فيها نويل وميشيل كسرواني تحت عنوان «الموسيقى هل هي بالضرورة تعبير سياسي؟» وتختتمها الأختان بأداء غنائي، فهما استطاعتا من خلال أغنيتهما «جغل الـUSEK» أن تحققا نحو 600 ألف مشاهدة لها عبر موقع «يوتيوب» الإلكتروني. وفي نهاية الأمسية يعرض فيلم «موسيقى الميتال السورية هي حرب» لمنذر درويش ويستغرق نحو 90 دقيقة.
ومن الأفلام التي تتضمنها عروض المهرجان «تدمر» لمونيكا برغمان ولقمان سليم، وأيضاً «لسه عم تسجل؟» لسعيد البطل وغياث أيوب، و«وردة» لغسان سلهب، وذلك في 15 الجاري. يتناول الأخير قصة المفكرة الماركسية روزا لوكسمبورغ المعروفة بنزعتها ضد الانتهازية والبيروقراطية والرجعية وكان هاجسها العدالة.
وتشهد الأمسية نفسها عرض فيلم «نائلة والانتفاضة» لجوليا باشا. ويحكي هذا الفيلم قصة شابة فلسطينية من غزة كان عليها أن تختار بين الحب وعائلتها وحرّيتها، فتختار الثلاثة، الفيلم يتناول المشوار النضالي لـ«نائلة عايش»، وهو نموذج لعشرات الآلاف من النساء الفلسطينيات اللاتي أسهمن في الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى. وتدور الأحداث ما بين دخول «نائلة» السجون الإسرائيلية وخروجها منها، وتوزيع المنشورات في الليالي، والتحضير للاعتصامات والمقاطعات حاملة ابنها الرضيع مربوطاً إلى ظهرها.
يُتابع الفيلم قصة هذه المرأة المناضلة عبر حركة الاعتصام السلمية الأبرز في تاريخ فلسطين وبالاستعانة بعناصر التحريك المؤثرة، والمقابلات الحصرية، والاختيارات من الأرشيف.
ويشهد يوم الختام لفعاليات مهرجان «ما بقا إلا نوصل» عروضاً متتالية لأهم أفلام الحدث وذلك في صالات سينما متروبوليس، وبينها «الطيران الحربي في الأجواء» لعبد الله الحكواتي، و«يوم آخر في الحياة» لراؤول دي لا فوينتي وداميان نينو. ويروي هذا الوثائقي بالرسوم المتحركة حكاية المراسل البولندي الشهير ريتشارد كابوتشينسكي في تغطيته للحرب الأهلية في أنغولا عام 1975.