محمد حمد الصويغ
سوف يشهد العام المقبل 2020 لأول مرة بالمملكة مولد «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» وهو حدث متقدم من نوعه سوف يقام بجدة، ويعد بحجمه الكبير مهرجانا عالميا برؤية سعودية صرفة، ومن المتوقع أن لا تقل أهميته عن المهرجانات الدولية الفنية الكبرى كمهرجانات كان وبرلين وتورنتو، وقد جاء الوقت رغم العمر القصير للصناعة السينمائية بالمملكة لمولد هذا المهرجان السعودي الذي سوف يضاهي المهرجانات الشهيرة الكبرى في العالم، فقد أجمعت شرائح فنية عربية وأجنبية على أهمية هذا المهرجان ليس بالنسبة للسينما السعودية «الوليدة» ولا بالنسبة للسينما العربية فحسب، بل بالنسبة للحركة السينمائية العالمية، فالثقة كاملة ومطلقة لدى المسؤولين عن الفن السينمائي بالمملكة بإحداث نقلة نوعية وتاريخية سوف يكون لها الأثر البالغ بوضع هذا الفن السعودي في مكانه اللائق والمرموق بين مهرجانات العالم السينمائية.
وليس غريبا أن تظهر هذه النقلة النوعية على أرض الواقع، فالمملكة حاليا تعتبر من أكبر الأسواق السينمائية إذا قيست بالاهتمامات الملحوظة من قبل المخرجين والمؤلفين والممثلين السعوديين، برفد تلك الأسواق بنتاجهم المتميز وعطاءاتهم الثرة، والمجتمع السعودي تحول بسرعة فائقة ومدهشة إلى تذوق الفن السينمائي وأصبح لدى شرائحه المختلفة ثقافة عالية، وأصبح لدى المنتسبين إلى الفن السينمائي خبرة لا تقل عن خبرات نظائرهم في العالم، وهو أمر يدعو للإعجاب ويدفع المسؤولين عن هذا الفن لبلورة أهدافه وغاياته البعيدة التي سوف تترجم عمليا عبر المهرجان السينمائي مدار البحث.
وإعلان المملكة عن تنظيم مهرجان البحر الأحمر السينمائي ليغدو مهرجانا عالميا برؤية سعودية، يعد خطوة جيدة في مضامير دفع العمل الفني السينمائي السعودي إلى مجالات واسعة ورحبة، من أبرز ملامحها كما هو معهود تقديم السينما السعودية بثوب جديد وعالمي يليق بمكانة المملكة ومركزها كواجهة حضارية وثقافية كبرى.
ولا شك أن المهرجان القادم سوف يساهم مساهمة فاعلة في اكتشاف وتقديم مواهب فنية سينمائية شابة سواء فيما يتعلق بجوانب التمثيل أو الإخراج أو التأليف،، ويمكن أن يضاهي المهرجان السعودي بفعالياته المهرجانات الدولية في حلبات منافسة يملك أصحابها مقومات التنافس ومتطلباته، فالخطوة في حد ذاتها تمثل إنجازا تاريخيا في عالم الفن السينمائي، وإطلاق عصر جديد من المبدعين السعوديين في هذا الحقل الفني الهام.
وليس بمستبعد أن يحصد المهرجان السعودي المرتقب جوائز دولية كبرى في غضون السنوات القليلة القادمة، فالمملكة وضعت نفسها على الخريطة العالمية بقيام هذا الحدث الحيوي في فترة زمنية قياسية بحكم ما يمتلكه أصحاب هذا الفن من مواهب رائعة في مختلف مجالاته، وبالتالي فإن تنظيم مهرجان البحر الأحمر السينمائي يمثل انتقالا نوعيا جديدا للسينما السعودية إلى المرحلة العالمية تحت إدارة محترفة تمثل القاعدة الصلبة للصناعة السينمائية بالمملكة، وأرباب هذا الفن يملكون مقومات النجاح، وبالتالي فإن المهرجان القادم مخول لتقديم أعمال سينمائية سعودية بإمكانها المشاركة في المهرجانات الدولية الكبرى وانتزاع إعجاب العالم وتثمينه لتلك الأعمال المرتقبة.
المصدر: اليوم