سوليوود «الرياض»
«كدمبل».. فكرة نبتت في أرض عسير الخصبة، ليتعهدها مجموعة من الشباب السعوديين بالرعاية، محوّلين إياها إلى مشروع سينمائي ترجم في ما بعد إلى الإنجليزية، أملًا في الوصول إلى العالمية، وذلك كما ورد في صحيفة عاجل.
الفيلم الوثائقي الذي يبرز الجزر الجميلة في منطقة عسير، يهدف إلى إيضاح حقيقة مفادها أن عسير أكبر من موسم صيفي، ففي كل فصولها جمال له نكهة خاصة، ندر أن تجدها في ما سواها.
منتج الفيلم حسن العبد المتعالي، قال إن «كدمبل» كان في البدء مجرد مقاطع قدمها الصديق المصور ماجد عون عبر منصة أنستجرام كمشاهد مجزأة للمتابعين، ليصل بعدها إلى شاشات العرض كمشروع وطني يُعنى بتكثيف المحتوى التعريفي والتوثيقي لجماليات وتضاريس منطقة عسير.
وأشار حسن إلى أن هذا الفيلم عرض اليوم الجمعة، على شرف صناع الأفلام وفرق العمل والمسؤولين والمهتمين من الوسط الإعلامي، في أول أيام مهرجان على أن يستمر عرضه، حسب مدة المهرجان الذي يعرض فيه الأفلام الإبداعية التي صنعها شباب سعوديون كتشجيع ودفعهم معنويًّا في هذا المجال.
وفيلم «كدمبل» اختير من بين أربعين فيلمًا سعوديًّا مرشحًا للعرض، ما يعد انتصارًا لفريق العمل كاملًا، بحسب المنتج حسن، الذي قال إن فريق العمل في استغرق قرابة الثلاثة أشهر في إنتاجه، رغم عدد القائمين عليه القليل.
واستطرد منتج الفيلم، قائلًا، إن «فريق صناع الفيلم، عمل بعضهم في الخفاء ومنهم من عمل في بدايات المشروع مثل الشاعر زايد حاشد عندما كان في نسخته العربية (..) رأينا أن العمل يجب أن يستهدف السائح الأجنبي أكثر من غيره وأن يكون مشروعًا مكتملًا، فتواصلت مع الأديبة والروائية عبير العلي التي وافقت على كتابته باللغتين العربية والإنجليزية».
وأوضح أن «كدمبل» من بين أعمال تجارية، تحملت مؤسسة إنتاج فني دفع تكاليف الإنتاج باستثناء بعض المدفوعات الآجلة المتفق عليها، والتي يحكمها القيمة السوقية للفيلم.
«من العجيب في عالم صناعة الأفلام في عسير، أن تستقبلك المهرجانات ويتغافل رجال المال والأعمال عن خدمة وتبني مثل هذه المشاريع الحيوية في مادتها ومعناها واتجاهاتها»، بحسب حسن.
وأوضح أن «اليوتيوب متاح كغيره من منصات العرض لكن أن ترمي بمشروع كامل بكل تكاليفه مجانًا، فهذا لن يخدم صناع الأفلام، ولن يطور في الصناعة أبدًا (..) اليوتيوب منصة عرض وقرصنة فقط لا غير».
وعن دخول الفيلم لمسابقات عالمية، قال إن المهرجان مجرد منصة تشجيعية لصناع الأفلام أن يشاهدوا أعمالهم في منصات العرض السينمائية (..) المنافسة تعني أن تقدم عملًا مختلفًا، وهذا ما يجب أن يكون، ولن ننقطع عن صناعة الأفلام بوجود هذا العدد الكبير من المبدعين في منطقتنا، لكن ستكون بجودة مختلفة وعمل مختلف تمامًا يجعلنا في صدارة المنافسين».
من جانبها، قالت عبير العلي كاتبة «إسكريبت» الفيلم باللغتين العربية والإنجليزي:، إن «كدمبل» فيلم قصير يأتي ضمن سلسلة أعمال وثائقية تعنى بالحديث عن منطقة عسير، مشيرة إلى أن مشروع الفيلم بدأ بفكرة اقترحها الـ Post Production المنتج للفيلم حسن عسيري على المصور ماجد عون بأن تُجمع الصور المناسبة لهذا الفيلم وتخرج على هيئة سلسلة أفلام وثائقية تهدف للعرض والانتشار بشكل عالمي، وهذا ما تم.
ومن أهداف فيلم كدمبل إثراء المحتوى باللغة الإنجليزية وتحقيق الانتشار العالمي، وتعريف المتلقي الذي لا يجيد العربية بأحد أهم عوامل الجذب في بيئة عسير الحافلة بالتنوع والثراء، بحسب العلي، التي أشارت إلى أن الفلم من إنتاج فريق محلي بلسان عالميّ.
أما مصور ومخرج الفيلم ماجد عون قال: شاهدت جبل جزيرة كدمبل من الشاطئ في رحلة قصيرة إلى محافظه البرك فشدّني منظره وقررت أن أركب البحر وأزور الجزيرة، لأصوّره في رحلة أخرى.
وتابع: أثناء الحديث من رجل عجوز يقود القارب سألته: هل هناك جزر أخرى غير كدمبل؟ فضحك، وقال كثيرة وأجمل منه، ولا أحد يعرفها، عندها قررت أن أصورها جميعًا.. كنت أتوقع أن التصوير سيأخذ أسبوعًا، ولكن تفاجأت بأنني استغرقت أربعة أشهر متتالية.
وأضاف أنني لم يكن في بالي أن التصوير سيتحول إلى مشروع فيلم كان من المفروض أن ينزل عبارة عن مقاطع قصيرة على حسابي في أنستجرام، لكن صديقي حسن عبدالمتعالي شاهد جزء منه وقال: «هذا مشروع فيلم يجب أن تتوقف عن حرق أي مشهد أو عرضه».
وعن الصعوبات التي واجهته أثناء التصوير والإخراج قال: “واجهت صعوبات كثيرة فلم يكن هناك ميزانية مرصودة للعمل، وكنت أدفع من حسابي الشخصي».
وتابع: واجهنا صعوبات كثيرة في التصاريح للتصوير من القطاعات، واجهت صعوبات في وجودي داخل البحر؛ حيث إن هناك خطورة في الذهاب للجزر.. وفقدت كاميرتي أثناء التصوير، وفيها جزء مهم جدًّا من العمل كان تصوير للدلافين.
واختتم حديثه بقوله: إن أكبر إنجاز أنني عرفت المعايير الحقيقة للمشاركات العالمية، وأنني فتحت الطريق أمام أبناء عسير للدخول إلى صالات السينما.