سوليوود «القاهرة»
يعود الفنان أحمد حاتم للسينما بطلًا أول بعد 3 أعوام من فيلمه “الهرم الرابع” (2016)، وذلك من خلال فيلم “قصة حب” الذى طرح فى دور العرض ليلة عيد الحب (14 فبراير)، وتشاركه بطولته الفنانة هنا الزاهد، ويعود من خلاله المخرج عثمان أبو لبن للشاشة الكبيرة هو الآخر بعد غياب نحو 8 أعوام منذ فيلمه “المركب” (2011)، وبعد غياب 4 أعوام عن الساحة الفنية منذ مسلسله “مولانا العاشق” (2015) مع مصطفى شعبان، والعمل من تأليفه أيضًا، وتكتب السيناريو والحوار لأول مرة أمانى التونسى، وذلك بحسب ما جاء في التحرير نيوز.
“قصة حب” هو فيلم رومانسى لايت كوميدى، ومنذ سنوات تفتقد السينما المصرية الأفلام ذات القالب الرومانسى وأصبح من النادر أن يُقدّم لنا هذه النوعية رغم نجاح هذه النوعية بشدة فى السينما الأمريكية خاصة عند عرضها بمصر. ومن أهم ما يُميز العمل أيضًا أنه بدون ضيوف شرف لأى من نجوم الصف الأول أو حتى النجوم المساعدين كما اعتدنا أن نُشاهد فى كل أفلام السنوات الأخيرة، ومن أهم ميزاته كذلك أن أبطاله خارج المجموعة المألوفة والمتعارف عليها فى السينما خلال الفترة الأخيرة، وهذا جعل المشاهد يستمتع حقا بالفيلم.
تدور قصة العمل حول مهندس يُدعى “يوسف” (أحمد حاتم)، تبحث شقيقته وصديقه “ياسر الطوبجى” وزوجته “علا رشدى” عن فتاة مناسبة للزواج منها، وبعدما ينتهى من مقابلة إحداهن، يتعرّض لحادث سير يُفقده بصره بشكل مؤقت، فيدخل فى دائرة الاكتئاب ولا يخرج منها إلا بعد أن يتعرف بالصدفة على فتاة تُدعى “جميلة” (هنا الزاهد)، وتتبدل حياة “يوسف” إلى الأفضل، وبعد أن يُجرى جراحة ويعود إليه بصره، تصدمه الفتاة بأنها مريضة سرطان وتتناول جرعات الكيماوى.
الفيلم رومانسى مختلف بسيط مُتقن، ويتضمن أداء تمثيليا ناضجا وصادقا. أحمد حاتم الذى بدأ مشواره بطلا من خلال فيلم “أوقات فراغ”، ثم انقطع عن السينما واتجه إلى التليفزيون فى أدوار مساعدة، يعود فى “قصة حب” ليؤكد تطور أدائه وتمتعه بكاريزما كبيرة غلبت النمطية فى دور الكفيف، يعرف متى وكيف يرمى “الإفيه”، تمثيل بمنتهى السهولة والسلاسة. هنا الزاهد بعد دورها فى مسلسل “أيوب” تؤكد للجميع مجددًا أنها ممثلة جيدة بالفعل وليست مجرد “باربى”، أدت دورا به مشاعر مختلطة ومتطورة بشكل مميز.
قصة عثمان أبو لبن سهلة بسيطة تتضمن عقدتين، الأولى ببداية العمل وهو فقد البطل البصر، وفى النصف الثانى عقدة إصابة البطلة بالسرطان، وسيناريو وحوار أمانى التونسى يتناول بشكل جيد قصة كانت من المتوقع أن تظهر “كليشيه” كغيرها، مع إضافة كوميديا خفيفة من خلال البطل أحمد حاتم، وياسر الطوبجى الكوميديين بدرجة امتياز، والموهبة التى لم يتم استغلالها إلى اليوم، علا رشدى صاحبة خفة الدم بتلقائية.
العمل يعد أفضل تجربة إخراجية لعثمان أبو لبن، أفضل حتى من فيلمى بدايته “أحلام عمرنا” و”فتح عينيك”، الموسيقى التصويرية رائعة لأشرف محفوظ، تصوير أحمد يعقوب من أهم ما يُميز العمل، خاصةً الكادرات التى صُوّرت للقاهرة من أعلى وأظهرت جمالها النهارى والليلى، أغنية مناسبة تمامًا لكنزى تركى “وأنا جنبك وروحى معاك مكان ما تكون هتلقانى، وعارفة إنى هاعيش جواك لأنك مش هتنسانى، حكاية أنا وأنت أولها هاسيبهالك تكملها”، من كلمات صابر كمال وألحان محمد يحيى.
“قصة حب” يؤكد أن الحب من حق الجميع، من حق أولئك الذين امتحنهم الله بفقد عضو من أعضائهم، ومن حق الذين ابتلاهم بمرض يُهلكهم كل يوم عن سابقه، العمل هو خليط من الرومانسية والكوميديا والحزن، مشاهدة العمل تمنح المتلقى كثيرا من الضحك، وكثيرا من الحزن والتأثر فى العديد من المشاهد، مع رتم متطور لا يُشعر بأى ممل، وبحدوتة بسيطة خالية من أى تعقيدات، حدوتة تؤدى الغرض منها تمامًا، وبنهاية واقعية مؤلمة وغير تقليدية.