سوليوود «وكالات»
لأفلام الطريق، نكهة خاصة، تعيشها كلما توغلت أكثر في تفاصيل القصة، وكذلك هو فيلم «غرين بوك» (Green Book) للمخرج والسيناريست الأمريكي بيتر فاريلي، والذي يعيدنا فيه نحو فترة الستينيات، لنمضي معه في رحلة نحو الجنوب الأمريكي، في وقت يمكن «وصفه» بالعصيب آنذاك، حيث كانت نيران «العنصرية» لا تزال مشتعلة في تربة المجتمع، ورغم ما تميز به الفيلم من هدوء «نسبي» في أحداثه، إلا أنه يمكن اعتباره بمثابة صرخة قاسية في وجه العنصرية، وذلك كما جاء في صحيفة البيان.
حكاية الفيلم أصيلة، وتدور حول جولة حقيقية قام بها عازف البيانو د. دون شيرلي (الممثل ماهرشالا علي)، وحارسه توني ليب (فيغو مورتينسون)، الذي عمل آنذاك سائقاً وحارساً له عام 1962، في الجنوب الأمريكي العميق، ولأن دون شيرلي من أصل أفريقي أمريكي، فقد اعتمد خلال رحلتهما على كتاب «النيغر الأخضر» ليرشدهما إلى الفنادق الصغيرة، والمطاعم ومحطات الوقود.
نظرة
الفيلم صيغ بقالب درامي وكوميدي في الوقت نفسه، تطرق إلى موضوع «العنصرية» التي كانت سائدة آنذاك في أمريكا، ويتيح لنا فرصة رؤية العالم آنذاك، من خلال متابعتنا لكل من شيرلي وليب، والاختلاف الثقافي والفكري بينهما، إلى جانب توجهات كل واحد منهما، فعازف البيانو، موسيقي مثقف يقف في وجه المجتمع العنصري الذي لا يحترمه إلا حين يكون مستعداً للعزف، بينما يعامله في بقية الظروف بشكل سيئ وموجع، لكونه أسود البشرة، بينما يظهر الحارس ليب بصورة مختلفة تماماً، فقد تربى وسط بيئة مغايرة تماماً، لذا نرى فيه شيئاً من الشهامة، ولكن يظل الأهم أن طبيعة الرحلة تكشف لنا الوجه الحقيقي لكل منهما، وميزاته وما يمتلكه من أشياء جميلة ونظرة خاصة للحياة.
روّاد
«فيغو مورتينسون» نجح في الفيلم بتوظيف مهاراته الكوميدية، مقابل الصرامة التي تميزت بها ملامح ماهرشالا علي، وهو ما خدم قصة الفيلم بشكل كبير، ولعل أهمية الفيلم تكمن في طبيعة الحبكة التي يقدمها، علماً بأن بيتر فاريلي وشقيقه بوبي، من رواد صناعة الأفلام الكوميدية، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها بيتر فاريلي عن نطاقه المعهود، ليقدم عملاً استحق أن يوصف بأنه «الأفضل في 2018».