سوليوود «القاهرة»
يشارف عام 2018 علي الانتهاء ويظل هناك العديد من الأسئلة المتعلقة بتطور السينما المصرية في هذا العام واجبة الطرح،ومنها :هل ستتغير آليات العمل في الفترة المقبلة في ظل زيادة ضريبة الملاهى؟، وهل نشهد فى العام المقبل نزوحا كبيرا إلي السينما مع تراجع حال الدراما التليفزيونية، وتفاقم مشكلاتها؟ وماذا عن الطريقة التى يتم من خلالها حساب الإيرادات فى السينما المصرية ومنطق النجوم والمنتجين الحاليين الخاطئ ،لأنه وببساطة فى كل دول العالم يتم احتساب الإيراد بناء علي عدد المتفرجين ومرتادى دور العرض وليس بناء على قيمة التذكرة كما يحدث فى مصر ، خصوصا فى ظل تراجع قيمة الجنيه وتعويمه وارتفاع سعر تذكرة السينما من 40 إلى مائة جنيه ،وأحيانا أكثر فى بعض دور العرض ؟
ورغم الحديث عن أفلام حققت أرقاما قياسية فى تاريخ السينما المصرية فى2018 ، فإنه لم يكن العام الأفضل، حيث تراجع عدد الأفلام المنتجة فى هذا العام إلي33 فيلما مقابل 44 فى العام الماضى، كما حققت السينما المصرية ــ طبقا للأرقام المعلنة ــ 320 مليون جنيه مصرى. وبحسب هذه الأرقام فإن هناك فيلمين نجحا فى تحطيم الرقم القياسى وهما «البدلة» لتامر حسنى وأكرم حسنى وإخراج ماندو العدل، و«حرب كرموز» لأمير كرارة وإخراج بيتر ميمى .
العشرة الأفلام الأكثر إيرادا
من الأفلام التى تم عرضها فى 2018 هناك عشرة أفلام حققت إيرادات كبيرة، وبعضها تصدر شباك التذاكر أسابيع، وأخرى حققت مفاجآت غير متوقعة ومنها فيلم «البدلة»، الذى حطم الرقم القياسى وتصدر شباك التذاكر في مصر والدول العربية محتلا »رقم واحد» ومحققا مفاجأة كبيرة لصناعه وللقائمين على صناعة السينما رغم مستواه الفني المتوسط، واعتماد الحوار على الإفيهات والإيحاءات ووصلت إيراداته إلى 63مليون جنيه، وفى المركز الثانى «حرب كرموز» وهو فيلم تجارى بامتياز ومصنوع بشكل جيد وحقق 57 مليونا، وفى المركز الثالث «ليلة هنا وسرور» لمحمد عادل إمام ووصلت إيراداته إلي 37 مليونا، وفى المركز الرابع «تراب الماس» لآسر ياسين ومنة شلبى وإخراج مروان وحيد حامد وحقق إيرادات تبلغ 32مليون جنيه، وفى المركز الخامس جاء فيلم «الديزل» لمحمد رمضان الذى حقق 24 مليونا، وفى المرتبة السادسة «الكويسين» لأحمد فهمى 21 مليونا، وفى المركز السابع «رغدة متوحشة» لرامز جلال الذى حقق20 مليونا ،وجاء بعد ذلك فيلم «قلب أمه» لشيكو وهشام ماجد بـ 17مليونا، وفيلم «طلق صناعى» لحورية فرغلى وماجد الكدوانى الذى حقق مفاجأة غير متوقعة على المستوى النقدى والجماهيرى حيث حقق إيرادات تخطت الـ16مليون جنيه، وفى المركز العاشر «على بابا» لكريم فهمى وآيتن عامر الذى وصلت إيراداته إلى 10ملايين جنيه .
ظواهر سينمائية فى2018
سيطرت على هذا العام أفلام المقاولات، قليلة التكلفة، وهى الأفلام التى انصرف عنها الجمهور، ولم تحقق نجاحات تذكر فى شباك التذاكر، حيث لم يتخط معظم إيراداتها المليون جنيه، وهو ما يعكس أن الجمهور أصبح أكثر وعيا ويبحث عن المنتج الجيد، إضافة لذلك لم يشهد عام 2018 السينمائى أفلاما تحمل بطولات نسائية تذكر، أو تتحدث عن قضية تخص المرأة، حيث كانت الكوميديا صاحبة الصوت الأعلى بين الثلاثين فيلما الذين تم إنتاجها فى هذا العام.
فى مفارقة تستحق التأمل والتوقف عندها أنه برغم أن الإنتاج السينمائى تراجع فى 2018 فإن هناك 11 مخرجا سينمائيا شبابا قدموا تجاربهم الإخراجية الأولى، وبعضهم ظهر اسمه على ما يطلق عليه «أفلام المقاولات»، لذلك لم يتوقف الكثير من النقاد عند تجاربهم، وهذا منطقى ويعكس طبيعة وشكل النمط الإنتاجى الذى سيطر فى هذا العام حيث اعتمد عدد من المنتجين على أسماء غير معروفة لتقديم تجارب فنية غير مكلفة وللأسف جاءت معظمها متواضعة المستوى ومن بين هذه الأسماء سيف يوسف مخرج «جدو نحنوح»، و«نص جوازة» إخراج سيف الساحر.