سوليوود
أحمد عاطف دره
بعد عمر الشريف، لم يستطع ممثل مصرى أو من أصول مصرية تحقيق نجاح يضعه على قائمة نجوم العالم مثل رامى مالك. مالك يصعد بقوة منذ عدة أعوام واستطاع منذ عامين أن يحصد جائزة ايمى المصنفة واحدة من أهم الجوائز العالمية، وهى المكافئة للأوسكار لكن فى مجال التليفزيون ونالها عن دوره فى المسلسل الامريكى الناجح مستر روبوت الذى قام فيه بدور قرصان كمبيوتر. وحصد أيضا من خلاله جائزتى كريتيكس شويس ونقابة ممثلى الشاشة.
ورامى مالك يبلغ من العمر 37 عاما، ولد بلوس أنجلوس لأبوين مصريين مهاجرين، حيث عمل الأب فى مجال التأمين والأم بالمحاسبة. وكان أول نجاح مميز له بهوليوود هو دور الفرعون الذى لعبه فى فيلم ليلة فى المتحف. وكذلك ظهر فى نفس الدور فى الأجزاء الأخرى للفيلم. وبدأ الجمهور يعشقه من حينها، حتى عندما لعب دور إرهابى فى مسلسل فوكس 24. وواجه الفشل والانتقاد الشديد عام 2010 بعدما أدى دور قائد فى الحرب العالمية الثانية فى مسلسل ذا باسيفيك. وقرر بعدها الانعزال والحياة فى ريف الأرجنتين، حتى عاد لهوليوود بتشجيع من توم هانكس شخصيا الذى أنتج فيلم لارى كرو ومنحه دورا رئيسيا فيه. ومن بعدها بدأ يمثل فى الأفلام الكبرى مثل «توايلايت» الذى قام فيه بدور مصاص دماء. ثم فى فيلمين من أفلام المخرج الشهير سبايك لى. وفى الفيلم الذى رشح للأوسكار ذا ماستر. وكذلك لعب أحد الأدوار الرئيسية فى لعبة الفيديو جيم الناجحة حتى الفجر التى أطلقت على المنصة الشهيرة بلاى ستيشان. ثم بدأ يصبح بطلا مع مسلسل مستر روبوت وبعدها فى الفيلم الناجح باستر مول هارت. ووصل مالك منذ عدة أسابيع الى واحدة من قمم النجاح فى هوليوود بأداء دور أسطورة الغناء الراحل فريدى ميركورى فى فيلم بوهيميان رابسودى. وفريدى هو مطرب وموسيقار بريطانى من أصول تنزانية نجح من خلال فرقة الروك البريطانية كوين. وأصبح بعدها ملهما لعدد من المطربين المشاهير بالعالم مثل هالى بيرى. وقدم مالك بالفيلم عدة رقصات جعلته فى مكان آخر كنجم قادر على أداء كل الأدوار. فرغم امتلاكه وجها طفوليا للغاية، استطاع مالك أن يجسد أدوارا مركبة وصعبة تنم عن موهبة كبيرة.
وهناك أيضا عمر متولى الذى ولد لأب مصرى وأم هولندية. ويعد دوره فى فيلم ميونخ للمخرج العالمى ستيفن سبيلبرج واحداً من أهم أدواره. وكذلك دوره فى فيلم «التملص» بطولة ريز ويثرسبون والذى لعب فيه دور رجل أعمال عربى يتم القبض عليه من السلطات الأمريكية بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة. ويتم نقله لاحد البلاد الذى يتم تعذيبه فيه ليعترف بانتماءاته وبكل ما يعرفه من أسرار. ومتولى أكبر سنا من مالك، حيث يبلغ من العمر 47 عاما وولد هو الآخر بولاية كاليفورنيا الأمريكية معقل السينما هناك. وربما أكثر من رامى مالك، فمتولى متخصص أكثر فى الأدوار العربية أو القادمة من الشرق عموما ربما بسبب بشرته السمراء. وانتقد لاشتراكه فى المسلسل الأمريكى حفر الذى يقدم قصة قتل عميل للمخابرات فى القدس، وارتباط ذلك بعملاء من عدة دول.
ومن أدوار العربى التى قام بها بأمريكا دور سمير كمالى فى فيلم بروكابل يو ودور فهيم ناصر فى فيلم «بلا توقف» بطولة ليام نيسون. ودور وسيم سعيد فى فيلم الزوجة الصالحة. ودور هانى فى فيلم ميرال. ودور عمر فى فيلم مدينة الوصول لرحلتك ودور أسعد فى فيلم «عشرين سؤال»، ودور أنور فى فيلم «الأمريكيون الجدد». وهناك سيد بدرية الذى يعد من علامات المصريين بمدينة لوس أنجلوس ومازال يتحدث باللكنة البورسعيدية حتى الآن. وتاريخه ضخم فى العمل لكن فى أدوار صغيرة وأن اشترك فى أعمال ذائعة الصيت مثل المسلسل الناجح «ساينفيلد» وفيلم يوم الاستقلال. ومن أهم أدواره دور قائد من حزب الله فى فيلم العميل. ودور قائد أخى فى مسلسل الجناح الغربى. ودور أبو بكر الإرهابى فى فيلم إيرون مان الشهير ودور كريم فى فيلم مصنع الأكاذيب ودور عزيز فى فيلم المكان الضيق. ودور أنور فى فيلم وعاء الغلى.
وهناك طبعا عدد آخر من الممثلين من أصول عربية متنوعة مثل تونى شلهوب اللبنانى الأصل واندى سركيس العراقى الأصل وغيرهما. لكن السؤال الذى يتردد هو: ماذا صنع أى ممثل من أصول مصرية أو عربية لتغيير الصورة النمطية للعرب فى الأفلام والمسلسلات الأمريكية؟. البروفسور جاك شاهين حلل فى كتبه كيف شوهت هوليوود صورة العرب فى أفلامها على مدار قرن من السينما وأظهرته أما إرهابيا أو ثريا موتورا يجرى وراء شهواته أو متخلفا لا يلحق بركب الحضارة. فهل استفادت الأمة العربية من هؤلاء الفنانين الناجحين التى تجرى دماؤها فى عروقهم؟!.
المصدر: صحيفة الأهرام