سوليوود ( القاهرة )
ما يميز المهرجانات السينمائية عن بعضها البعض ليس قائمة الأفلام المرشحة للمسابقة فقط, وليس الميزانية المخصصة للمهرجان, ولا قوة تنظيمه وإدارته, وجدية ومهنية لجانه, بل كل تلك العناصر مجتمعة بالإضافة إلى السجادة الحمراء ومدى احترامها لكل من يقف عليها, وهذا ما يميز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كل عام, فكبار النجوم يُعاملون كصغارهم, لا فرق بين البطل الأول والبطل الثانوي, وحتى الأبطال الضيوف, حيث يحظى الجميع بنفس التقدير على السجادة الحمراء من قبل أصحاب الفيلم والمنظمين والصحافة, وهو أمر طبيعي يحدث فقط في بيئة مشابهة للبيئة السينمائية المصرية التي تمتد جذورها إلى قرن من الزمان انسجمت فيها كافة العناصر مع بعضها, حيث يعطي كل طرف للآخر حقه من التقدير, فالصحفي والمصور يهتم بالفنان كما يجب, والفنان بدوره يعطي للإعلام ما يستحقه من وقت وتفاصيل وتعامل راقي كما ذكر موقع جريدة الرياض.
ما ينقص بعض المهرجانات هو هذا التقدير على السجادة الحمراء, ففي بعض المهرجانات السينمائية العربية وخاصة حديثة الولادة, التي لم تنضج تجربتها التنظيمية بعد, يبدأ الفشل من السجادة الحمراء, حيث تعم الفوضى ويشتعل فتيل الخلافات, وتبدأ الصفحات الصفراء على كافة تطبيقات التواصل في اصطياد تلك اللحظات التي تقتل المشروع الأهم, وهو السينما, لنجد الأمر على معظم المواقع والصحف تحول من متابعات صحفية نقدية ورؤى سينمائية مفصلة, إلى عناوين محرجة لا تمت لهذا المشروع السينمائي بأي صلة, فيصبح هامش الاهتمام للأفلام لتتصدر لقطات السجادة الحمراء التافهة المشهد.
وقد يكون للخبرة والتاريخ العريق دور كبير في ذلك, فلا يمكن أن نقارن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأول والأهم والأقدم في الوطن العربي بمهرجانات أخرى مهما كان حجم الميزانيات المليونية المخصصة لها, لأن الأقدمية أعطت لهذا المهرجان قيمته وفرضت أسلوب معين في التعاطي مع التفاصيل المحيطة به, ابتداءً بالسجادة الحمراء, مروراً بالأفلام المشاركة, وانتهاءً بحفلي الافتتاح والختام, لتجد نفس الصحفي في مهرجان القاهرة السينمائي وأي مهرجان آخر ودون أن توجهه يتعامل مع الأمر بطريقة مختلفة, أكثر احترافاً وتقديراً وبساطة.