سوليوود ( مصر )
شارك مدير مهرجان الجونة السينمائي، انتشال التمميمي في العديد من المهرجانات السينمائية، وعمل فيها كعضو لجنة تحكيم وكمبرمج للمهرجان. ولد عام 1954 في بغداد بالعراق، وتخرج من كلية الصحافة في العام 1986 في جامعة موسكو، وفي عام 2001 أسس مهرجان (الفيلم العربي) مع خالد شوكات ومحمد أبوالليل، وكان ذلك في روتردام بهولندا كما ذكر موقع إيلاف.
أثبت حضور في العديد من المهرجانات السينمائية منها “كارلوفي فاري” في التشيك و”كيرالا” في الهند و”الإسماعيلية للأفلام الوثائقية” و”برلين” ومهرجان “لوكارنو” السويسري، كما كان مديرا لبرنامج الأفلام العربية في مهرجان أبوظبي السينمائي لمدة ثمانية أعوام، وهو أحد مؤسسي مهرجان روتردام للفيلم العربي، ويسافر سنويا أكثر من 25 مرة ليحضر المهرجانات أو الاجتماعات والندوات المتعلقة بالسينما.
– في الحقيقة، بدأت عملي في الصحافة وفي مجال التصميم الخاص بالصفحات، وبعدها أتيحت لي الفرصة للدراسة في موسكو فدرست الصحافة والتصوير الفوتغرافي لحبي له. والدراسة الجامعية برأيي ليست مجرد محاضرات. بل هي تجارب واسعة سواء مع زملائك أو مع أساتذتك. هذه التجارب توسِّع مداركك في الحياة وتبني عليها تفكيرك. ولقد استغليت وجودي في موسكو من خلال ذهابي لمعهد السينمائي لمدة سنتين في تخصص النقد السينمائي. وكان بداياتي هناك في زيارة المهرجانات مثل مهرجان موسكو وغيرها من المهرجانات الأوروبية .
– طبعا ً أنا أميل للسينما الجادة سينما المؤلف بعيدا ً عن السينما الهزلية. وهذا لا يعني أني انظر لنوع واحد من السينما. فأنا أشاهد كل الأفلام وكل فيلم له وضعه، وطريقة انتاجه ونتاجه. فربما هناك فيلم تجاري جيد وفيلم جاد جدا ً يكون سيء .
– عودنا الأستاذ نجيب على الآراء الصادمة. لكن، هناك مايعنيه وهناك مالا يعنيه. وهو قصد التعبير عن الطموح العالي جداً، والبداية القوية والساطعة للمهرجان، والتقدير العالي من جميع الجهات تجاهه. بالنسبة لي، أعمل جهداً لتطويره بشكلٍ كبير. لكن المهم هو الصناعة السينمائية في ذات البلد. لكي يتطور المهرجان ويصبح قوياً، فهو بحاجة لصناعة سينمائية متفردة وقوية جداً. وهذا ما ينعكس على تميّز المهرجان. نحب أن نكون شبيهين لأنفسنا في المهرجان. فهذا المهرجان شاب مثل مدينة الجونة الشابة. منفتح ديموقرطي كما الجونة بالضبط . وهو ذات أفق واسع ونحن نطمح لنكون مثلاً للصعود بغضون فترة قصيرة إلى مصاف المهرجانات الكبرى.
– كل أفلامنا من إنتاج العام 2018 وتُعرَض للمرةِ الأولى في المنطقة العربية. ونحن نوازن مابين العروض العالمية الأولى ومابين الأفلام الفائزة في مهرجانات قوية. فهدفنا الخلط مابين الأولوية والتميّز ، لكننا قطعا ً لانستطيع حالياً منافسة مهرجان كان وتورنتو. مشكلتنا الأساسية أننا نحن في مدينة صغيرة فيها خمس قاعات عرض فقط. لذا سنعمل في المستقبل على زيادة هذه القاعات. والطريق لازال طويلا ً.
– لا يوجد لدينا صناعة سينمائية عراقية. لدينا أفلام عراقية فقط. حتى الحكومة لا تدعم هؤلاء السينمائيين ولا حتى المعارض تتلمس حاجات السينمائيين للإنتاج. على مدى 60 سنة الماضية هناك تقريباً 130 فيلماً أي فيلمين في السنة. هذه النسبة لاتصنع سينما للأسف ، مايقدم هو عبارة عن اجتهادات ومغامرات. وبالمناسبة أنا فرح لأن مهرجان قرطاج سيحتفي بالسينما العراقية. وهذه التفاتة مميزة من مهرجان عريق مثل مهرجان قرطاج.
– مهرجان دبي ومهرجان أبوظبي قبله ومراكش هي مهرجانات حديثة قدمت تجربة سينمائية جديدة تختلف عن قرطاج والقاهرة. وعمليا ً هذه المهرجانات قادت خلفها المهرجانات العربية للإقتداء بها لأنها اتبعت الأسلوب العالمي المستحدث عالميا . وللأسف، هناك عادة عربية وهي أي شيء مميزّ عربي يتوقف بلا مقدمات، فأبوظبي توقف في قمة نضجه وكذلك مهرجان دبي !!
– مايجري بالسعودية من تحولات عديدة وانفتاح سوف ينعكس على العالم العربي. برأيي أن السعودية كانت تحتاج لانفتاحٍ كبير منذ زمن طويل على المستوى الرسمي والمؤسساتي. فهذا الإنفتاح سيسهم بالتوسع في السينما العربية وصناعة الترفيه في العالم العربي، مثلما كان الإنفتاح السعودي من ناحية التلفزيون من خلال mbc والعربية. وهذه التجربة قد أثرت جذرياً في التلفزيونات العربية .
وأنا ضد النظر لما جرى في السعودية باعتباره الحدث السينمائي الوحيد . فأنا متابع للحركة السينمائية في السعودية منذ زمن. ودعني أقولها بصراحة أن الشباب السعودي حفر الصخر بأظافره كي يعمل وينتج أفلاماً سينمائية. ويجب أن يكونوا قدوة للشباب بنضالهم. لقد حاولوا واستطاعوا مجابهة التقاليد والعادات والمؤسسات الدينية. ولقد غامروا بمستقبلهم وحياتهم. فالعديد منهم في حالة اقتصادية جيدة ومع ذلك تركوا أعمالهم للعمل في السينما التي لم تكن مدعومة عندهم في ذلك الوقت. لكنهم أصحاب محاولات عديدة، وسعوا كثيراً لتقديم العروض السينمائية وتنظيم المهرجانات. لكن أحلامهم كانت تُحبَط حيث تُلفى الفعاليات في اللحظة الأخيرة !!
وأنا أحيّ هؤلاء الشباب، وأتمنى على المؤسسة السينمائية السعودية أن لا تنساهم حينما تبدأ بالخطوات الرسمية في الصناعة السينمائية. ويجب أن يمنحوهم الفرصة كي يتولوا زمام هذه الصناعة في بلدهم فهو أفضل من يعطي تصوّراً كاملاً عن الوضع في السعودية .