سوليوود ( وكالات )
في الكثير من الأحيان يحصل الفيلم الذي يقدم قصة مؤثرة مثل كفاح منتخب رياضي ما، على قلوب وعاطفة المشاهدين، فماذا لو كان هذا الفيلم يتحدث أيضا عن قصة استقلال، عن قهر الاحتلال البريطاني؟.
فيلم جولد الذي يعرض حاليا في السينما الهندية، وتم طرحه يوم ١٥ أغسطس الجاري، الذي يوافق يوم الاستقلال الهندي، قدم نموذجا لن يتكرر في تاريخ أفلام القصص الرياضية، التي حدثت بالفعل تزامنا مع الاستقلال وانفصال باكستان عن الهند عام ١٩٤٧ كما ذكر موقع العين الاخباري.
- أكشاي كومار ينجو من حريق أثناء تصوير فيلمه الجديد
تدور أحداث الفيلم حول منتخب الهوكي الهندي، اللعبة الأشهر والأكثر شعبية في ذلك الوقت والذي عانى كثيرا رغم تفوقه عالميا، إلا أن ارتباط اسم بريطانيا بالهند كان يعكر صفو إنجازات هذا المنتخب العظيم حتى جاء الاستقلال ليأخذ هذا المنتخب إلى أزمات أخرى كالحرب الباردة التي تعرض لها من بريطانيا أو انفصال باكستان، وبالتالي خسارة اللاعبين المسلمين الذين استقلوا بوطنهم ومنتخبهم الجديد.
الجزء الأول من الفيلم يظهر بعض الجوانب الإنسانية للفريق الهندي وأعضائه، بقيادة مدربه تابان داس “أكشاي كومار ” الذين كانوا يلعبوا باسم منتخب الهند البريطاني، وهو اللقب الذي كان يؤثر عليهم سلبيا خاصة نجم الفريق الأول سمارات، والذي كان بمثابة بطل شعبي يطالبه جمهوره طوال الوقت برفع علم الهند الذي تم حظره واستبداله بعلم إنجلترا .
ويعتبر مشهد الفوز بأوليمباد برلين عام ١٩٤٦ هو أقوى مشاهد الجزء الأول بكل ما أظهره مخرج الفيلم من غضب الزعيم الألماني النازي، أدولف هتلر، الذي حضر المباراة النهائية بين الهند وبرلين أو تأثر اللاعبين بما حدث مع بعض الجماهير الهندية الذي قام برفع علم الهند المحظور، أو الضغط الذي تعرض له اللاعبون نتيجة تكرار جملة الهند البريطانية، ورفع علم بريطانيا بعد فوزهم، وحتى آخر لقطات المشهد عندما يظهر مدرب الفريق علم الهند سرا من داخل إحدى جيوبه، ليبدأ أعضاء الفريق في تحية علمهم المحظور سرا.
يأتي بعد ذلك الجزء الخاص بتفاصيل الاستقلال وما نتج عنه من تجميد الأولمبياد لمدة ٧ سنوات، كما يظهر أيضا الجانب السلبي لانفصال باكستان عن الهند، والحرب الأهلية التي حدثت في ذلك الوقت مع ربطه بمشاهد حول انفصال بعض أعضاء الفريق المسلمين الذين تعرضوا للاضطهاد، رغم مساندة زملائهم الهندوس لهم، ولكن دون جدوى.
آخر مشاهد الجزء الأول كانت محاولات المدرب تابان داس لتجميع فريق الهوكي من جديد، بعدما عادت الأولمبياد بعد توقف طويل وتم قبول الهند كفريق مستقل سيشارك في أولمبياد ستقام في لندن عاصمة الاحتلال.
الجزء الثاني من الفيلم يظهر بعض التحديات التي واجهت المنتخب الهندي في لم شمل الفريق ومواجهة الحرب الباردة التي شنتها بريطانيا عليهم، باستخدام بعض رجالها بالاتحاد الهندي، هذا بالإضافة إلى مشاكل لاعبي المنتخب الذين قرروا تصنيف أنفسهم حسب ولاياتهم كالبنجاب والبنغال وماهاراشترا وجوجرات، ولكن وجود مدرب وطني محبوب مثل تابان داس جعل المنتخب الهندي يعود بقوة، بل يحصد الميدالية الذهبية بعد فوز قاسٍ على بريطانيا.
الفيلم يروي قصة نجاح رياضية، ولكن المخرج أضاف له الكثير من المعاني والرسائل، مثل وجود الفريق الباكستاني في المدرجات وتشجيعه للهند بحرارة، أو تشجيع الجمهور البريطاني للهند، بعد تألقهم الشديد في الملعب، وتحملهم التجاوزات والمخالفات التي قام بها لاعبو بريطانيا، بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة التي جعلتهم يخلعون أحذيتهم بأمر من مدربهم ويكملوا المباراة حفاة، المشهد كان مليئا باللقطات المؤثرة مثل اتحاد اللاعبين الذين كانوا أعداء داخل غرفة خلع الملابس، كذلك لقطة تذكر كابتن فريق باكستان لمباراته الأخيرة مع الهند في إحدى الهجمات المشابهة للفريق الهندي، وكعادة النهايات السعيدة يتوج المنتخب الهندي كبطل لأولمبياد لندن.
النجم أكشاي كومار قدم دور البطل الشعبي ببساطة وعبقرية في الوقت ذاته، حيث إنه كان رجلا بسيطا يسمح لزوجته بصفعه أثناء شجارهما أو يتسامح مع من يحاول أذيته بمرح، ويعتبر هذا الدور من أهم وأعظم ما قدم أكشاي خلال مشواره الفني الطويل.
النجم كونال كابور قدم شخصية سمارات بطل الفريق الأول ومحبوب الجماهير بطريقة مبهرة، فظهر بتلك الصورة الهادئة التي لا تخلو من بعض الصرامة التي يتسم بها قائد الفريق عادة مع تحليه بالعقلانية والغيرة على وطنه وجمهوره.
النجم أميت ساده قدم وجها آخر لنجم الفريق الأول، حيث ظهر في صورة المتباهي دوما بأدائه وحب الجماهير له، كذلك كونه من أسرة غنية جعله يقوم بتسخير كل أعضاء الفريق لخدمته، بخلاف ذلك البنجابي البسيط هيمت الذي ينافسه بقوة على لقب نجم الفريق، مما يخلق بينهما عداوة خفية.
النجمة موني روي قدمت دور الزوجة البسيطة التي لا تدرك جيدا حجم منصب زوجها أو لا تكترث له مما يجعلها تقوم بتوبيخه أو حتى صفعه أمام الجميع بشكل كوميدي تلقائي.
الفيلم حصد أكثر من ٢٠٠ مليون روبية خلال 3 أيام من عرضه في السينما، في مؤشرات تدل على قدرة الفيلم على تحطيم إيرادات السينما خلال هذا العام، وقد حصل الإعلان الترويجي للفيلم على ٣٣ مليون مشاهدة.