سوليوود ( السعودية )
رغم الخبرة التي يمتلكها المخرج السويسري مايكل ناكلي في عدد من الدول، إلا أن المملكة تمثل تجربة مميزة بالنسبة له، ولهذا شارك في مهرجان “حكايا مسك” 2018م، حيث يرى أن المملكة مليئة بالقصص التي تستحق أن تروى، ويطالب المخرجين السعوديين أن ينتجوا أعمالاً تجعل العالم يرى بلادهم كما هي كما ذكر موقع العرب اليوم.
ناكلي الذي سبق له إنتاج كتاب وفيلم وثائقي عن منطقة عسير، قال إن هذه التجربة كشفت له العديد من جوانب التنوع في المجتمع السعودي، يقول “لقد ركزنا على القصص العادية لعكس صورة عن حياتهم اليومية، تحدثنا بأريحية دون سيناريوهات مسبقة وكان هذا كافياً لصنع قصص جميلة بقدر واقعيتها”.
كان مهرجان “حكايا مسك” فرصة لناكلي ليتحدث مع المخرجين الشباب عن الطريقة التي اكتشفها في بناء أفلام وثائقية مميزة، يقول “امنحوا الناس فرصة لرواية قصصهم بمفرداتهم الخاصة، دعوهم يخبروكم ماذا يفعلون وماذا يريدون، ركزوا على الإنسان قبل المكان، فكل شخص يحمل قصته التي لا تشبه غيرها”.
امتلاك عناصر بناء القصة كان أحد مكتسبات ناكلي من عمله لـ 15 عاماً في الصحافة، غير أن حسه الصحفي جعله في حالة بحث مستمر عن الاختلاف اللافت، وهذا ما وجده في المملكة، يعلق “اكتشف في كل يوم شيئاً جميلاً جديداً في هذا البلد الذي ما زال بحاجة إلى أن يعرفه العالم أكثر، المملكة أكبر وأكثر تنوعاً بكثير من الصورة التي يتخيلها من لم يزرها”.
يضيف ناكلي “في كل منطقة ثقافة مختلفة وفنونها وجمالها الخاص، هذا التنوع يجعلك تشعر أنك تتنقل بين عدة بلدان بينما تسافر بين الرياض وجدة والدمام وأبها، وهذا أحد أسباب تميز المملكة التي أنشأت هذه الحضارة مع الاحتفاظ بجذور تاريخية عميقة، كما جمعت هذه المكونات المختلفة في نسيج واحد”.
كما ينتقد السينما الغربية في طريقة إظهارها لشخصيات الجزيرة العربية، معلقاً “أهل هذه المنطقة أناس طبيعيون يتمتعون بقيم عالية، لقد تحدوا صعوبة العيش في ظروف مناخية وجغرافية بالغة التعقيد، وصنعوا مدناً عظيمة في الصحراء، كل هذه أشياء حقيقية ولكن الإعلام الغربي لا يريد معرفتها على ما يبدو”.
“أريد مساعدتهم وهم يصنعون هوليوود الخاصة بهم” هذا ما يقوله مايكل ناكلي وهو يوجه عدداً من النصائح لصانعي الأفلام من السعوديين الشباب، حيث يطالبهم أن يستمتعوا باكتشاف بلدهم التي يصفها أنها تنطلق اليوم بشكل واعد نحو المستقبل، كما يقترح عليهم أن يبتكروا في كل أنواع السينما، بشرط أن يركزوا دائماً على البدايات القوية التي يستطيع الجميع فهمها والتفاعل معها.
يلفت ناكلي كذلك إلى أهمية التعلم من مختلف المصادر المتاحة سواء بمشاهدة الأفلام أو اليوتيوب، ويضيف “ابدؤوا اليوم في فكرة العمل الذي سيشار له بالبنان بعد 5 سنوات، تعلموا من كل شيء وشاهدوا الأفلام ليس كقصة فقط بل كعناصر متكاملة فكل جزء في الفيلم هو أداة لحكاية القصة، تذكروا أن الحكاية الجيدة تقوم على الفكرة أولاً، وفكروا دائماً كيف تقدموا أفلاماً تروي قصتها بذكاء”.
المخرج السويسري قال إن محبته للثقافة السعودية جعلته يدعو عدداً من زملائه المخرجين العالميين إلى تناول الطعام النجدي وقد لفتهم أن أشخاصاً لا يعرفونهم يدعونهم للانضمام إليهم في تناول الطعام وهو ما يدل على كرم هذا الشعب، يضيف “أحد الأصدقاء البريطانيين زار المملكة للمرة الأولى، وقد حظي بتجربة رائعة جعلته يتساءل: لماذا لم أكن أعرف هذا عن السعودية من قبل؟”.
يشار إلى أن مهرجان “حكايا مسك” أقيم في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات خلال الفترة من 7-11 أغسطس، بتنظيم من مركز المبادرات في مؤسسة مسك الخيرية، ويهدف المهرجان إلى تنمية الإبداع وإتاحة فرص التواصل بين المبدعين السعوديين والتجارب العالمية ذات الخبرة، كما تضمن عرض مشروعات ومبادرات شبابية ناجحة في عدة مجالات فنية وثقافية وتطوعية.