سوليوود (الرياض)
عشاق الأفلام السينمائية تجدهم يتابعون الفيلم عبر البطل صاحب الوجه السينمائي الذي يمنح صدق معالمه وأهدافه وقوة شخصيته وصرامته وهيبته حينما يقف أمام خصمه في التمثيل فقط ومن أمام الكاميرات بقليل من الماكياج الذي يرسم، شيئا مختلفاً وغير حقيقي للمتفرج، كما ذكرت جريدة الحياة.
فتجد نجاح الفيلم مرتبطاً بالوجه السينمائي للبطل، وكذلك تكلفة الفلم وإنتاجه تكون باهظة الثمن كون البطل جاذباً في أدائه وشعاراته وملامح وجهه حينما يحارب ويقاتل، تجد حديثه عن هدفه البطولي، والذي يصعب على الجميع تحقيقه في سياق كلامه وعباراته وانتقاء جمله نحو إقناع من يمكن مساعدته لتحقيق الهدف، وإن قام بسرقة مركبة، والسطو على متاجر، وسرقة ما يحتاج منها من أجل إنقاذ حبيبته أو الحصول على شيء يخصه.
كل هذا لا يهم المشاهد والمتابع والمتحمس، لأن البطل دوماً على حق، وما يفعله لا يعيبه ولا ينقص من مكانته حتى أمام المشاهد والمعجب بشخصيته، فهذا يعني أن ملامح البطل كفارةٌ عما فعل.
في عام 1411هـ بدأت مراسم سيناريو أحد أفلام الحروب، والتي من خلالها سُمعت ولأول مرة صافرات الإنذار في وطننا الغالي، فكنا نوحد الدعاء على من كان يوجه صواريخه تجاه وطننا، وقتل من جنودنا ما قتل، وكلفتنا هذه الحرب ذكرى لا تنسى من الخوف، كان صدام حسين يحارب ويقاتل لهدف وطموح كان يرسمه على خريطته وشعارات يندد بها على منابره.
وقبل نحو الـ15 عاماً وقبل أن يعدم صدام حسين، قام الكثيرون بالتغني ببطولاته السابقة في الحرب على إيران، ولم يذكروا أن من دعم الحرب ضد ايران ووقف معه وسانده بقوة وأرجع الحق لأصحابه واسترد الأراضي للعراق هي السعودية، ضمن منهج محدد وأهداف مخططة ومرسومة ومعروفة لديهم منذ زمن طويل.
وحيثُ إن الإسلام دين تسامح ودين لا يقر بالحروب، لكن يقر بالدفاع عن الدين ثم الوطن، كما يعيبُ على من ينجر نحو شعارات المجرم متناسياً جرائمه ومستذكراً حديثه بملامح وجهه البطولي في نظره، فصدام يشبه الكثير مِمَن كان لهم سجل حافل في الإجرام، فلم يتحدثوا عن بطولات كبيرة يشهد لها التاريخ في كل المجتمعات وكل الدول والأديان، عظمة العطاء بلا منة، وقوة الحزم بلا شعارات، رجال تعمل بصمت لا تسمع أقوالها بل أفعالها، هي التي تُسمع وترى لا وعود على منصات الكذب، ولا هتافات في شؤون ليس له بها شأن أو حتى رأي يكاد يسمع.
وقف الرئيس التركي أردوغان في لحظة خوف حينما كاد الشعب أن يعزله عن كرسي الرئاسة واضعاً «صنم» أتاتورك العلماني خلفه، ماسكاً مكبر الصوت متحدثاً لجمهوره ليجمع الأصوات من بين محب لأتاتورك الذي ألغى الخلافة الإسلامية ومحب لملامح شكله كما يراه الكثير بوجه البطولة، ولم يروا سوى شعارات يقولها ويفعل عكسها، وقف ينادي بكل شيء حتى يحفظ الكرسي، حتى وإن كلفه قتل الأبرياء في كل مكان، ونشر ما يسمى بالعلمانية لا الإسلام، فقد بدأ بالحرب على سورية وعلى العراق والأكراد، وحرب على الإسلام، لأنه يرى كرسي الرئاسة هو الذي يحقق مطامعه وأهدافه لا كما يقول ويصرخ في منابره إن الدين والإسلام هما همه وطموحه، فلِم وقفت وخلفك «أتاتورك» حينما خشيت انقلاب الشعب عليك، ألتذكرهم أن «أتاتورك» هو القائد الملهم لك، وهو الشخصية التي تحاول أن تسير على خطاها، وبخدعة منك استطعت ربط من يحب «أتاتورك» ومن يرى أنك خليفة للمسلمين على رغم تدليسك وخيانتك وقتلك الأطفال والمدنيين، وقطع ما يمكن قطعه من معيشة عليهم من أجل مصلحتك الشخصية؟!
أنت ترى أن شخصية «أتاتورك» هي المأمن لك من غدر أي شيء ليغدر بأي شيء من أجله، لأن البعض ما زال يرى الوجه السينمائي له أقوى من شخصيات أخرى، ويرونه خليفة في بطولاته الصوتية وملامح وجهه الغادرة بطلاً لأفلام الرعب والجرائم والحصار والقتل ومصافحة الأعداء وهم يرون ويدركون ذلك، ومع هذا يقرّون أن فعله فعل بطولي، وأن تلك خطط البطل يتوجب عليه فعلها، والرابح في هذا وجهه السينمائي البطولي وليس سوء أفعاله وأقواله، فلا تنجرف نحو تلك الوجوه السينمائية.