سوليوود (قراءة خاصة)
دخلت السينما السعودية، حقبة جديدة، مع قرار افتتاح دور العرض السينمائي، أخيرًا، وهي الخطوة التي تشكل قفزة كبرى في تاريخ السينما السعودية. فهي طفرة هائلة بالنسبة للأجيال القادمة، لها معناها ومغزاها الكبير للمستقبل، وضعها الجيل الحالي ممثلاً في سمو ولي العهد، اﻷمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع، نائب رئيس مجلس الوزراء، الذي وضع السعودية، بقراراته الجديدة والمتغيرات الاجتماعية والثقافية المتلاحقة، على طريق المستقبل، والتقدم الإنساني، وبناء حضارة جديدة تتوازن وتتناسب مع حضارتها الاقتصادية، ونمو اقتصادها المادي. فالحضارة المادية لا تحميها ولا تصونها، إلا حضارة العقل والفن والإبداع والخيال والسينما والمسرح والكتاب والقصة والرواية والفيلم والمسلسل والصورة والكلمة البليغة والأدب الرفيع والفنون الحديثة، عقب سنوات طويلة، تعرضت فيها الفنون التصويرية قاطبة للعديد من العقبات والعراقيل.
يمكن تفهُّم كل العوائق الخارجية التي عطلت ظهور سينما حقيقية في المملكة العربية السعودية، ولكن مع ضرورة الإشارة إلى أن هناك محاولات جادة على مدار الخمسين سنة الأخيرة لدعم صناعة السينما، خصوصًا من جانب الشباب الذي يتواصل بإيجابية مع السينما، ويرصد أحلامه وطموحاته من خلال عدد من الأفلام القصيرة التي قدّمها ونالت تقدير الجمهور العربي، وحصلت على عدد من الجوائز في المهرجانات العربية والدولية. لذا، ستتناول هذه الدراسة المراحل التي مرت بها المهرجانات السينمائية داخل المملكة، مع التوثيق لأبرز المهرجانات، وأهم الأفلام التي شاركت بها، ولا سيَّما الفائزة. كما ستستعرض أبرز الأزمات والعقبات التي تسببت في توقف عدد من هذه المهرجانات، وستلقي نظرة على أبرز الشخصيات والشركات والهيئات الرسمية، ممن ساهموا في تدشينها. وفي النهاية، تأتي محاولة استشراف مستقبل المهرجانات السعودية في السنوات المقبلة، خاصة بعد عودة فتح دور العرض والإنتاج السينمائي[1]، ومن ثَمَّ ستكون الدراسة شاملة للتالي:
– انطلاق أول مسابقة أفلام سعودية وبشكل مهرجاني برعاية النادي الأدبي.
– تدشين مهرجان جدة للعروض المرئية، وتحوله إلى مهرجان جدة للأفلام.
– ملتقى الأفلام القصيرة بالأحساء، والجهود التي قدمتها جمعية الثقافة والفنون للسينما والمهرجانات السعودية.
– مرحلة الإنتاج السينمائي وتأثيرها في ضرورة تنظيم مهرجانات خاصة، رغم العقبات والأزمات التي واجهت المهرجانات السينمائية وتسببت في توقفها.
– كيف نجح الفنان السعودي في تجاوز الأزمة بالإنتاج والمشاركة في المهرجانات العالمية؟ ومن هم أهم الفنانين والأفلام السعودية التي شاركت في مهرجانات عالمية؟
– ماذا عن مستقبل المهرجانات السينمائية، وصناعة السينما في المملكة؟
توطئة
كانت السعودية عام 1965، الدولة الوحيدة في العالم العربي التي يجهل سكانها رسميًّا كل شيء عن السينما، وتداول الإعلام المرئي والمسموع تلك الآراء منذ ظهور السينما في الجزيرة العربية إلى اليوم. لكن اللافت في الأمر، هو وضع المجتمع السعودي الذي يبدو منغلقًا لمن لا يعرفه جيدًا، لكنه في الواقع مواكب جيد جدًّا لأحدث إصدارات السينما، ويبشِّر بصناعة سينمائية محلية رغم تواضع تاريخه الفني. لكن، كيف اعتاد مجتمع متعطش للأفلام، ويضم شريحة لا يستهان بها من الطاقات المحلية، خُلُوَّ بلده من دور العرض. وينتشر اعتقاد لدى معظم العرب بخلاء السعودية تمامًا من دور العرض السينمائي، لكن الحقيقة أن هذا ليس صحيحًا تمامًا، فقد كانت السينمات – وما زالت – حاضرة في أرجاء البلاد، ولعل أشهرها التابعة لشركة الزيت السعودية الأميركية”أرامكو” في مدينة الظهران، التي أُنشئت للترفيه عن العمال الأجانب المتعاقدين مع الشركة للعمل في السعودية وعائلاتهم، كما سمحت “أرامكو” لجميع المنتسبين إليها بمشاهدة الأفلام كامتياز إضافي متاح للراغبين فيه. أمَّا أول محطة تلفزيونية سعودية، فكانت (Aramco TV)، التي بثت من الظهران عام 1957 كخدمة ترفيهية لموظفي الشركة السعودية، وكانت الأولى في منطقة الخليج العربي، حتى إن بعض سكان الرياض كانوا يحرصون على متابعتها في الصيف كلما سنحت لهم فرصة لزيارة عائلاتهم من سكان المنطقة الشرقية، ولاقت شعبية كبيرة – كذلك – في الدول المجاورة التي التقطت البث؛ كما حدث في البحرين وقطر[2]. لكن المجتمع السعودي، عرف التلفزيون بشكل حقيقي في منتصف عام [3]1965، عندما أمر الملك فيصل (الذي كان وليًّا للعهد آنذاك) بإنشاء محطة رسمية للتلفزيون. في البدء كانت المحطة تبث البرامج مباشرة في الرياض وجدة، ثم وصلت إلى باقي المدن بالتدريج، ولم تكتمل تغطية جميع المناطق كليًّا حتى عام .1972
ويُذكر أن الملك فيصل، اشترى نسختين من فيلم “لورنس العرب” في الستينيات ليُعرض في المملكة لاحقًا، لكن حادث احتلال الحرم المكي عام 1979، غيَّر موقف الحكومة تجاه الإعلام مطلع الثمانينيات وأدى إلى تغيرات جذرية في سياسة البلد؛ أبرزها إيقاف مشروع دور العرض نتيجة صعود موجة “الصحوة الدينية”، التي غلَّفت قطاعي الثقافة والتعليم، وقتلت أي محاولة لظهور السينما في مهدها. أمَّا في التسعينيات، فتحسن الحال قليلًا بظهور عوامل أسهمت في تنويع مصادر استعراض الفنون بدلًا من حصرها في محطات محلية، فأصبح التلفزيون موصولاً باللاقط الفضائي (الدش/ الستالايت)، الذي قوبل برفض عارم من التيار الديني، وأُصدرت فتاوى تحريم بشأن اقتنائه والمتاجرة به. وفي أوائل الألفية الجديدة ظهر الإنترنت، فكان له فضل كبير في تقديم أجيال فنية مختلفة للجماهير ومتابعي السينما، لكن الكعكة الكبرى كانت من نصيب مواقع التواصل الاجتماعي، التي أكسبت السعوديين حرية اختيار متابعة ما يحلو لهم، بلا وصاية على عقولهم، ولا فرض توجه معين على المشاهدين. وتظل الرغبة الحقيقية لدى المواطن السعودي في مشاهدة الأفلام، أقوى دائمًا من أي محاولة منع مفروضة عليه؛ إذ تجد أفواجًا من سكان المنطقة الشرقية يتوافدون على دور عرض المراكز التجارية في البحرين، نهاية كل أسبوع، لمتابعة آخر إصدارات السوق السينمائي. كما ستجد بند مشاهدة فيلم على الأقل في دار عرض “حقيقية”، يتصدر قائمة برنامج أي سائح سعودي عند زيارته دبي والكويت أو حتى تركيا. وإلى جانب ذلك، يضم كثير من المجمعات السكنية، صالات سينما مجهزة بأحدث تقنيات العرض[4]، ليستمتع السكان بمشاهدة الأفلام بعيدًا عن أعين المحافظين ورجال الدين.
السينما القديمة
قد تبدو فكرة صناعة أفلام في بلاد لا تعترف بوجود الفن، ولا تعرض الأفلام السينمائية، بحد ذاتها، مثيرة للاستغراب، خصوصًا مع المعطيات السابقة التي تعرقل نشأة أي حركة فنية، ولا تترك أمام الكثيرين فرصة استكشاف هذا القطاع بتجارب توثق السينما السعودية بين الأمس واليوم. لكن، ورغم كل تلك الصعوبات، وُلدت صناعة الأفلام في المملكة. وكان أول فيلم سعودي، هو “الذباب”، مدته 30 دقيقة. وبسبب عدم توافر كوادر فنية محلية في ذلك الوقت، استقدمت “أرامكو” فريقًا سينمائيًّا متخصصًا من “هوليوود” لينتج الفيلم ويخرجه بدقة عالية عام 1950. عُرض “الذباب” بشكل متكرر في المقاهي والمتنزهات وكبرى الديوانيات في مجتمعات مدينة الظهران الداخلية؛ كبادرة من شركة “أرامكو” للتثقيف الصحي بمخاطر أمراض الجهاز الهضمي التي تنتقل عن طريق الذباب، وأودت بحياة كثير من الأطفال وكبار السن في تلك الفترة. وقبل افتتاح التلفزيون السعودي بعام، سافرت أول بعثة إلى الولايات المتحدة عام 1964؛ لدراسة الإنتاج التلفزيوني والإخراج وأسلوب عمل الاستديوهات الفنية في “هوليوود”، وحصلت مجموعة كبيرة من أفرادها على دبلومة الإنتاج والإخراج التلفزيوني، وعادوا إلى المملكة لاستلام مهمة تأسيس التلفزيون السعودي. وكان من أبرز العائدين سعد الفريح، الذي أخرج أول مسرحية للتلفزيون بعنوان “أنا أخوك أمين” من تأليف طلال مداح، كما أنتج وأخرج ثاني فيلم محلي بكاميرا سينمائية (16 ملم) عام 1966، بعنوان “تأنيب الضمير”، إضافة إلى إخراج عدد من الفيديو كليبات.
خلال سبعينيات القرن الماضي، افتتحت الصالات السينمائية بالسعودية، عبر الأندية الرياضية، وفي بعض السفارات الأجنبية والأماكن الشهيرة، بخاصة في جدة والطائف، إلا أنه كان عرضًا يفتقد التنظيم والتهيئة اللازمتين للمشاهدة والتسويق المناسب، والاختيار الجاد، وحينها لم تستمر طويلًا، حيث تمَّ إغلاقها بشكل نهائي، مع أشياء كثيرة تراجع عنها المجتمع السعودي وقتها. وتحديدًا في منتصف السبعينيات، ظهر أول فيلم سعودي من إخراج عبدالله المحيسن “تطوير مدينة الرياض”، وشارك به في مهرجان الأفلام التسجيلية في القاهرة عام 1976 قبل أن يقدّم من جديد عام 1977 فيلمًا سينمائيًا أكثر أهمية وحضورًا وحسًا فنيًا، وهو الفيلم الوثائقي “اغتيال مدينة” في عرض درامي حول الحرب الأهلية اللبنانية، ومدى الضرر الذي ألحقته هذه الحرب بمدينة بيروت الجميلة، وحاز حينها على جائزة “نفرتيتي” لأفضل فيلم قصير. كما كان الفيلم قد عرض في مهرجان القاهرة السينمائي عام 1977، وتمَّ عرض الفيلم خارج المسابقة ضمن عروض أفلام الشخصية المكرمة في مسابقة أفلام السعودية 2008، ومهرجان جدة الثالث للأفلام عام 2008. خلال تلك الفترة، تجسدت ملامح المرحلة الأولى من تاريخ الفيلم السعودي، الموصوفة بمرحلة “المخرج الوحيد”، حيث يوجد فيها وكأول مخرج سعودي عبدالله المحيسن وحيدًا بعدد ليس بالكبير من التجارب والأفلام، التي نجح في إيصالها إلى خارج المملكة من خلال العروض والمشاركات في مهرجانات عربية متنوعة بدأها مع فيلم “تطوير مدينة الرياض”، ثم “اغتيال مدينة” كفيلم سينمائي.
ثم بعد سنوات من التوقف، في عام 1982، عاد المحيسن من جديد عبر فيلم “الإسلام جسر المستقبل”، صوّر فيه المراحل التاريخية للقضايا العربية والإسلامية، بداية من هجمات التتار والمغول، مرورًا بالاستعمار الإنجليزي والفرنسي، وتسلل اليهود إلى المنطقة العربية، وانتهاء ببروز القوتين العظميين في العالم. وجسّد الفيلم المعاناة العربية والإسلامية بشكل مؤثر، وقد شارك المخرج بالفيلم في مهرجان القاهرة السادس، ونال الجائزة الذهبية.
انطلاق المهرجانات السينمائية بالمملكة
ومع بداية اﻷلفية الجديدة، قبل بضع سنوات، أخذتالأفلام القصيرة في المملكة طريقها على صعيد الجوائز، وتغلبت عمليات صناعة الأفلام القصيرة في المملكة على الكثير من العوائق التي واجهتها، وتشكلت نوعًا ما هوية واضحة للفيلم السعودي القصير. ففي بداية اﻷلفية، احتاجت الصناعة إلى دعمٍ كي تظهر بشكل أفضل، فلم تكن وقتها صناعة سينمائية بمفهومها العالمي، ولكن ما تمَّ صناعته وإنتاجه لاحقًا، تمَّ باجتهادات فردية ممن يعملون على إنتاج وإخراج الأفلام، وهنا كانت الخطوة الأولى من مراحل صناعة السينما؛ لذا، من الصعب الحكم على هذه المرحلة، وأهم من ذلك أن الإنتاج كان يتم دون اعتراف رسمي، حتى مارس عام 2015 تأسست لجنة السينما السعودية، برئاسة فهد التميمي، لتكون أول لجنة سينما سعودية تعمل تحت مظلة حكومية، تابعة لوزارة الإعلام – جمعية المنتجين والموزعين السعوديين – وجاءت هذه اللجنة لتكون استجابة لصناع الأفلام والسينمائيين للعمل تحت مظلة حكومية. وتهدف اللجنة إلى نشر الثقافة السينمائية في المجتمع السعودي، وخلق بيئة سينمائية بين صناع الأفلام، وتسهيل كل المهمات لهم من تصاريح تصوير وغيرها. تمَّ حل اللجنة في نهاية عام 2016م.
وكانت هذه هي المحاولة الوحيدة لتحقيق الاعتراف الرسمي، ولكن المجتمع الفني والسينمائي كان له رأي آخر، فخلال تلك الحقبة المهمة، تمَّ تدشين المهرجانات بالمملكة، وتشكلت حقبة جديدة سميت بـ”العصر الذهبي للسينما السعودية”، ورغم كل الإشكاليات والعقبات التي واجهت تقدم الفن السابع، كانت مرحلة المهرجانات السينمائية، هي الأهم في تاريخ السينما السعودية، وقطعًا لا تزال تواصل مسيرتها. فمنذ أن جاءت هذه المرحلة، كاستجابة طبيعية للاهتمام السينمائي الكبير الذي انتشر بين عدد من الشباب السعودي، في مطلع الألفية الجديدة، تكونت مجموعات سينمائية، للمهتمين سينمائيًا يتعاون فيها أعضاؤها باختلاف مواهبهم وتجاربهم في إنتاج الأفلام القصيرة، كأحد أهم ملامح هذه المرحلة، حيث عمد بعض المهتمين سينمائيًا لتكوين مجموعة يتعاون فيها الكل باختلاف مواهبهم وتجاربهم لإنتاج الأفلام القصيرة، مثل:
– مجموعة “القطيف فريندز”: التي كانت تهدف، في بادئ الأمر، إلى التوجه نحو التسويق الشعبي مثل أول أفلامهم “رب ارجعون”، وهو فيلم وعظي رسالي حول شاب مقصر يرى حياته بعد الوفاة، إذ انتشر الفيلم كثيرًا بين أوساط الناس قبل أن تتجه المجموعة بشكل أكثر احترافية إلى المشاركة في المهرجانات، لتقدم عدة أفلام مثل: “شكوى الأرض”، و”حلم بريء” لبشير المحيشي، الذي كان فيلم افتتاح مسابقة الأفلام السعودية بالدمام حول صبي وحلمه البريء في امتلاك آلة تصوير، و”العصفور الأزرق” لموسى آل ثنيان، وأفلام أخرى يغلب عليها الطابع الإنساني والتوعوي، لكنها تحقق أفضل إنجازاتها عبر فيلم “بقايا طعام” 2007 للمخرج موسى آل ثنيان، حول موضوع الفقر والبؤس، فيما نجح الفيلم في الحصول على جائزة أفضل فيلم في مسابقة أفلام من الإمارات الدورة السابعة 2008، وجائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم روائي في مسابقة أفلام السعودية الدورة الأولى 2008، وجائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان جدة السينمائي الدورة الثالثة.
– مجموعة “تلاشي”: تأسست في عام 2009 بعضوية تسعة من الشباب السينمائي القادم من خلفية المتابعة السينمائية المكثفة والكتابة النقدية الصحفية، مثل: محمد الظاهري في فيلمه “شروق/ غروب” حول يوم في حياة طفل يعمل بعد المدرسة بائعًا في أحد شوارع الرياض فيتعرض لمواقف غير إنسانية، وحسام الحلوة في فيلمه “مابي” حول الفرد والجماعة وإشكالية التمرد والقطيع، و”عودة” حول زوج يعيش لحظات اتخاذ قرار صعب في حياته ليحرر نفسه – كما يرى – في الوقت المناسب، وفهد الأسطاء في فيلمه “تجربة في الطابق السابع” وثائقي حول الصداقة وشغف السينما حينما يقوم المخرج بتحدي ثلاثة من أصدقائه ليقوموا بإخراج أفلام حسب شروط محددة وصعبة، ومحمد الخليف في فيلمه “حسب التوقيت المحلي” يتعرض بشكل ساخر لموضوع إغلاق المحلات مع الأذان من خلال حكاية شاب يبحث عن شيء يأكله، ومحمد الحمود في فيلمه “ظلال” الذي يقدم بلقطة واحدة طويلة، قصة فتاة وأختها تقرران الذهاب للسوق، في إسقاط حول إشكالات جدلية في المجتمع مثل زواج الصغيرات والحجاب.
كما وجد عدد من المخرجين الذين سجلوا حضورًا مهمًا في المهرجانات المتنوعة وإعجابًا جماهيريًا حتى دون تحقيق جوائز، مثل:
– المخرج عبدالمحسن الضبعان، الذي قدم أربعة أفلام، أهمها: “الوقائع غير المكتملة لحكاية شعبية”، و”ثلاثة رجال وامرأة”، و”الباص”، و”المفتاح”.
– المخرج عبدالله أحمد، الذي قدم خمسة أفلام، هي: “الهامس للقمر”، و”المغزى”، و”الموعد”، و”كورة حبيبتي”، و”نص دجاجة”، كما شارك ممثلاً في عدة أفلام أهمها فيلم “عايش.”
– عبدالمحسن المطيري، أحد أكثر السعوديين مشاركة بعدة أفلام تجاوزت السبعة من خلال مجموعة تلاشي السينمائية، مثل: “مشروع”، و”القناع”.
– نواف المهنا، الذي قدم أيضًا مجموعة أفلام، مخرجًا وممثلاً، بشكل مستقل، مثل: “مجرد يوم” الحائز على شهادة تقدير مسابقة أفلام الإمارات 2006، أو ضمن مجموعة تلاشي، مثل: “آخر يوم”، و”لا يوجد سوى دجاج مقلي في الثلاجة”.
وإضافة إلى ما سبق، قدمت مجموعة ضمت المصور والمونيتير تركى الرويتع، وعبدالمحسن الضبعان، وعبدالمحسن المطيري، ونواف المهنا، الذين سبق الحديث عن أفلامهم، سبعة أفلام في مهرجان الخليج 2009 حظيت بإعجاب جيد وإثارة لافتة للجدل عبر موضوعات أفلامها وطريقة تنفيذها، ما دفع بلجنة التحكيم إلى منحها شهادة تقدير لسعيها في تأسيس سينما شابة في السعودية. ورغم تراجع المشاركة السعودية خلال عامي 2011 و 2012، على مستوى الكم، وبحسب مستوى النجاح أيضًا، فإنها عادت خلال عام 2013، من خلال نجاح كبير بفوز الفيلم الطويل “وجدة”، والأفلام القصيرة “حرمة”، و”سكراب”، و”مجرد صورة” في مهرجان الخليج السينمائي في دورته السادسة. وجاء هذا الفيلم بالتزامن، أيضًا، مع فيلم آخر في سباق نحو تحقيق أول فيلم سعودي روائي طويل، وهو فيلم “كيف الحال”، الذي أنتجته شركة “روتانا”، لكنه لم يكن سعوديًا بدرجة كافية، حيث أخرجه الكندي “إيزدور مسلم”، وكتبه المصري بلال فضل، فيما أدى البطولة السعودي هشام عبدالرحمن، بمشاركة ممثلين من السعودية والخليج والدول العربية، مثل الأردنية ميس حمدان، لكن الفيلم يسجل نفسه كأول فيلم سعودي يعرض[6] بشكل تجاري عبر الصالات السينمائية.
وقبل هذا، أقدمت “روتانا” عام 2008 على تقديم فيلم آخر، وبنفس الطريقة، من خلال الممثل الكوميدي فايز المالكي، في شخصيته الشهيرة “مناحي” المتصفة بالعفوية والبساطة والذكاء الفطري، حينما يترك الصحراء ليذهب إلى المدينة؛ فيواجه صعوبة التأقلم فيها، وهو من قصة مازن طه، وإخراج أيمن مكرم. ويحتفظ هذا الفيلم بشهرة كونه أول فيلم سعودي يعرض تجاريًا داخل السعودية بشكل رسمي، قبل أن يكثر الجدل الذي أدى إلى إيقاف عرضه بعد أن عرض في جدة والطائف، ثم الرياض. ويتزامن في نفس العام أيضًا، تقديم الممثل راشد الشمراني، فيلمه الطويل “صباح الليل”، الذي شارك به في مهرجان الخليج السينمائي في دورته الأولى، وحظى بشهادة تقدير عن دوره في هذا الفيلم، الذي أخرجه السوري مأمون البني، لكنه من قصة وسيناريو راشد الشمراني، الذي حاول في هذا الفيلم أن يمارس نوعًا من الإسقاطات السياسية والاجتماعية عبر شخصيته الشهيرة “سائق الشاحنة أبو هلال”، حينما يجد طريقة للعودة بالزمن إلى الوراء ليحاول ببساطته وظرافته المعهودة، التدخل في تغيير مجرى ثلاث من حوادث التاريخ العربي الشهيرة.
وبعد رصد عدد الأفلام السعودية التي أنتجت منذ عام 1975 وحتى الفترة الحالية، والذي يقرب من 300 فيلم سعودي، نجد أنها تنوعت ما بين أفلام وثائقية وأفلام قصيرة وأفلام روائية وأفلام رعب وأفلام أكشن وأفلام كوميدية وأفلام صامتة وأفلام خيال علمي وأفلام تلفزيونية وأفلام رسوم متحركة وأفلام يوتيوبية. وتعد مرحلة تأسيس مواقع سينمائية سعودية، هي الأهم، وما زالت تواصل مسيرتها في الإنترنت.
لماذا كانت مرحلة المهرجانات هي الأهم في تاريخ السينما بالمملكة؟
ما أعطى مرحلة المهرجانات أهميتها الكبرة، كونها جاءت كنتيجة لانتشار الاهتمام السينمائي الكبير بين عدد من الشباب السعودي مطلع الألفية الجديدة، وتمثل في كثرة المنتديات والمواقع السينمائية كالموقع الشهير “سينماك”، الذي كان قد بدأ كموقع بسيط حول الأفلام الأميركية باسم “استراحة”، ثم “موقع الأفلام العربي”، من تأسيس الشاب هانيالسلطان، الذي اشتهر فيما بعد باسم “سينماك” مع بداية الألفية، وليصبح الكثير من أعضائه، وخلال الثلاث عشرة سنة الماضية، من أبرز شباب السينما السعوديين في مجالات الإخراج والسيناريست والكتابة الصحفية وصناعة الأفلام بشكل عام، ومن ثَمَّ كان انتشار الصفحات والملاحق السينمائية والمقالات التي تتحدث بشغف واهتمام بالغ، عبر الصحف السعودية ممن بدأوا بأسمائهم المستعارة في “سينماك”، مثل: محمد الظاهري وحازم الجريان وحسام الحلوة وفهد الأسطاء في جريدة الشرق الأوسط، ورجا المطيري وعبدالمحسن الضبعان ومحمد الخليف وطارق الخواجي في جريدة الرياض، وعبدالله آل عياف ومحمد بازيد في جريدة الوطن، وعبدالمحسن المطيري في جريدة الجزيرة، وغيرهم ممن لا يزال يعمل في الحقل السينمائي، صناعة وكتابة، حيث يمكن ملاحظة أن أغلب هذه الأسماء الشبابية من أبرز مؤسسي وأعضاء الموقع حينها، الذي كان قد بدأ عام 2000. ثم يمكننا الإشارة – أيضًا – إلى صدور بعض الكتب السينمائية من كتاب سعوديين كحالة جديدة غير مسبوقة في مجال التأليف الفني السعودي، مثل: كتب الأستاذ خالد ربيع السيد (الفانوس السحري: قراءات في السينما)، و(فيلموغرافيا السينما السعودية)، وكتاب الدكتور فهد اليحيى (كيف تصنع فيلمًا: مدخل إلى الفنون السينمائية)، لتتشكل في النهاية، خلال عقد من الزمن، ظاهرة فنية عمادها الشباب المتحمس والمتيم سينمائيًّا – مشاهدة ومتابعة – كان قد تمكن في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة من امتلاك الجرأة ليتقدم خطوة أكثر فعالية ويشارك في المهرجانات السينمائية العربية من حوله في أبوظبي ودبي وبيروت ووهران وغيرها، وليضع نفسه في مجاراة مع التجارب الفيلمية العربية والخليجية الأخرى، مستفيدًا منها ومكتسبًا – في نفس الوقت – الخبرة والتجربة المشجعة للمواصلة حتى يومنا هذا، حيث حقق المخرجون السعوديون العديد من الإنجازات المشرفة في هذه المهرجانات، وحصلوا على عدد من الجوائز المهمة[7].
ويمكننا الإشارة هنا إلى أبرز الأسماء والمجموعات السينمائية، مثل: المخرجة هيفاء المنصور، التي يمكن اعتبارها – أيضًا – أول مخرجة سعودية، ومن أبرز أفلامها: “من؟”، الذي يتناول هوية المرأة وكينونتها من خلال استلهام قصة قاتل متخفٍ بلباس امرأة وحجابها، و”الرحيل المر” وهو دراما شاعرية حول الفقد والذكريات، و”أنا والآخر” حول الاختلاف والوحدة الوطنية من خلال قصة ثلاثة شباب مختلفي التوجهات، تتعطل سيارتهم في منطقة بريَّة معزولة، وقد عرض الفيلم على قناة الشاشة في الشوتايم وقتها. لكن أبرز إنجازاتها جاء مع فيلم “نساء بلا ظل”، الفائز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مسابقة أفلام الإمارات، و”الخنجر الذهبي” في مهرجان مسقط السينمائي، وهو رؤية ذاتية يناقش الفيلم العديد من قضايا المرأة السعودية المهمة، والموقف الصعب الذي تجد نفسها فيه ما بين عادات وتقاليد اجتماعية، وبين رؤى دينية تقليدية؛ إلى أن تعود مرة أخرى عام 2012 لتحقيق الإنجاز الأكبر والأهم من خلال فيلمها الروائي الطويل “وجدة” الفائز بجائزة المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي، وجائزة أفضل فيلم طويل في مهرجان الخليج السينمائي في دورته الأخيرة 2013، والمشارك في مهرجان فينيسيا، والمتوج بثلاث جوائز تقديرية، هي: جائزة سينما فناير، وجائزة الاتحاد الدولي لفن السينما، وجائزة “انترفيلم”، ويجري منح هذه الجوائز لتكريم المتفوقين من المتخصصين في صناعة السينما. كما يمكن اعتباره أول فيلم سعودي طويل يصور داخل السعودية بهوية وممثلين سعوديين تمامًا، يلقى كل هذا الاحتفاء والاهتمام العالمي، وينال إعجاب العديد من النقاد ومتابعي السينما العالمية، وهو دراما اجتماعية بمزيج كوميدي حول أحلام طفلة في امتلاك دراجة هوائية وقيادتها في الشارع، وسط إسقاطات اجتماعية متعددة تقدمها المخرجة هيفاء. ومن الأسماء التي يهم ذكرها في هذه المرحلة من حيث تعدد مشاركاتها، بالإضافة إلى تحقيقها إنجازات جيدة، ونجاحات مشهودة باعتلائها منصات التتويج، مثل: عبدالله آل عياف، وبدر الحمود، وعهد كامل، ومحمد الظاهري، وحسام الحلوة، وعبدالعزيز النجيم، وفيصل العتيبي، ومحمد التميمي، ووليد مطري، وعوض الهمزاني، وفهمي فرحات، وإنجي مكي، ونايف فايز.
كما يوجد عدد من المخرجين الذين سجلوا حضورًا مهمًا في المهرجانات المتنوعة، وإعجابًا جماهيريًّا حتى دون تحقيق جوائز، مثل المخرج عبدالمحسن الضبعان، الذي قدّم أربعة أفلام، أهمها: “الوقائع غير المكتملة لحكاية شعبية” 2010، في قصة ديكودراما تجريبية رائعة وطريفة يتحقق المخرج فيها من حكاية قديمة لامرأتين تعملان على قتل الرجال الذين تزوجوا على زوجاتهم، وفيلم “ثلاثة رجال وامرأة” 2009، حول ثلاثة شبان يخططون لعمل فيلم، لكنهم يفتقدون العنصر النسائي، ضمن أفلام مجموعة “تلاشي” السينمائية، كما قدّم بشكل مستقل فيلمي “الباص” و”المفتاح”. وعبدالله أحمد، الذي قدّم خمسة أفلام، هي: “الهامس للقمر”، و”المغزى”، و”الموعد”، و”كورة حبيبتي”، و”نص دجاجة”، كما شارك ممثلاً في عدة أفلام أهمها فيلم “عايش”. وعبدالمحسن المطيري، أحد أكثر السعوديين مشاركة بعدة أفلام تجاوزت السبعة من خلال مجموعة “تلاشي” السينمائية، مثل: “مشروع” و”القناع”، أو بشكل مستقل، مثل: “يوميات شاب على حافة الهاوية”، و”رجل بين عصابتين وقبر”، و”الحلم” و”سكايب”. ونواف المهنا، الذي قدم – أيضًا – مجموعة أفلام، مخرجًا وممثلاً، بشكل مستقل، مثل “مجرد يوم” الحائز على شهادة تقدير مسابقة أفلام الإمارات 2006، أو ضمن مجموعة “تلاشي”، مثل: “آخر يوم”، و”لا يوجد سوى دجاج مقلي في الثلاجة”.
وهناك غيرها من الأسماء التي ما زالت تواصل حضورها المتكرر في عالم المهرجانات السينمائية، مثل: علي الأمير، وطلال عايل، وحمزة طرزان، ومحمد سندي، وجاسم العقيلي، ومنصور البدران، وتوفيق الزايدي، وطارق الدخيل الله، وهناء العمير, ومحمد الباشا، وعبدالرحمن عايل، وريم البيات، وهند الفهاد وغيرهم، حيث يمكن – بالإجمال – حصر أكثر من خمسين مخرجًا سينمائيًّا من الشباب السعودي الطموح، الذي ما زال يتلمس خطوات النجاح بشغف وتحدٍّ عبر المشاركة المتكررة في هذه المهرجانات السينمائية.
كما أنه يمكننا ملاحظة أحد أهم ملامح هذه المرحلة، وهي تكوّن المجموعات السينمائية، حيث يعمد بعض الأصدقاء المهتمين سينمائيًّا لتكوين مجموعة يتعاون فيها الكل باختلاف مواهبهم وتجاربهم لإنتاج الأفلام القصيرة، مثل مجموعة “القطيف فريندز” برئاسة السي فاضل الشعلة، وعضوية عدد من الشباب السينمائي في القطيف، مثل: موسى آل ثنيان وبشير المحيشي وأحمد الجارودي وجاسم العقيلي، التي بدأت مبكرًا، وهدفت في بادئ الأمر، إلى التوجه نحو التسويق الشعبي، مثل: أول أفلامهم “رب ارجعون”، وهو فيلم وعظي رسالي حول شاب مقصر يرى حياته بعد الوفاة، حيث انتشر الفيلم كثيرًا بين أوساط الناس قبل أن تتجه المجموعة بشكل أكثر احترافية إلى المشاركة في المهرجانات، لتقدم عدة أفلام، مثل: “شكوى الأرض” و”حلم بريء” لبشير المحيشي، الذي كان فيلم افتتاح مسابقة الأفلام السعودية بالدمام حول صبي وحلمه البريء في امتلاك آلة تصوير، و”العصفور الأزرق” لموسى آل ثنيان، وأفلام أخرى يغلب عليها الطابع الإنساني والتوعوي، لكنها تحقق أفضل إنجازاتها عبر فيلم “بقايا طعام” 2007 للمخرج موسى آل ثنيان، حول موضوع الفقر والبؤس، فيما نجح الفيلم بالحصول على جائزة أفضل فيلم في مسابقة أفلام من الإمارات الدورة السابعة 2008، وجائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم روائي في مسابقة أفلام السعودية الدورة الأولى 2008، وجائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان جدة السينمائي الدورة الثالثة.
وإضافة إلى أفلام، مثل: “وجدة” لهيفاء المنصور، و”صدى” لسمير عارف، و”انتقام” لوليد مطري، الفائز بالجائزة الثانية في مهرجان الخليج 2009، فإن قائمة المشاركات السعودية للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الخليج السينمائي ومهرجان أبوظبي وغيرها، تضم – أيضًا – فيلم “المؤسسة” لفهمي فرحات، وأفلام الرعب المتناسخة من بعضها، مثل “القرية المنسية” عام 2008 لعبدالله أبو طالب، حول مجموعة شباب سعوديين وسياح أجانب في زيارة لقرية معزولة يتبين أن الأرواح تسكنها، و”الشر الخفي” لمحمد هلال، حول فلة مسكونة بالأرواح والأحداث المرعبة، وكان الفيلم قد شارك في مهرجان الخليج 2010، و”وادي الأرواح” الذي عرض – أيضًا – تجاريًّا لجراح الدوسري، حول معلم يُعيَّن في منطقة نائية، فيواجه في طريقه أحداثًا وأرواحًا مرعبة أيضًا. وهو ثاني تجربة لجراح، الذي كان قد سبقها بتجربة فيلم روائي طويل – أيضًا – من نوع الغموض والإثارة والخيال العلمي[8] بعنوان “استنشاق الهاوية” عام .2006
2008 انطلاق أول مسابقة للأفلام داخل السعودية
بالإشارة إلى هذه المرحلة المتعلقة بالمهرجانات السينمائية، نجد أنها انعكست بشكل إيجابي تجاه الداخل السعودي، حيث أقيمت عام 2008 أول مسابقة أفلام سعودية، وبشكل مهرجاني مقارب لمهرجانات السينما عامة، من حيث العروض والفعاليات. ويعتبر مهرجان أفلام السعودية، الذي أقيم عام 2008 تحت مسمى (مسابقة أفلام السعودية – الدورة الأولى)[9]، هو أول حدث جماهيري في تاريخ الأفلام السعودية، جاء بالتعاون بين الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالدمام ونادي المنطقة الشرقية الأدبي بالدمام، ولقي ترحيبًا واسعًا من صنّاع الأفلام السعوديين. واستقبل المهرجان 114 فيلمًا، وقد تمَّ اختيار 44 فيلمًا تنافست على جوائز مسابقات المهرجان: مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، ومسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة، ومسابقة السيناريو. كما شمل برنامج العروض العديد من الأفلام المشاركة التي عُرضت بالموازاة مع بقية الأفلام بدون أن تدخل في المسابقات[10].
كما أُقيمت العديد من الندوات لمناقشة الأفلام المعروضة، بالإضافة إلى ورشة السيناريو التي قدّمها الأستاذ علي عفيفي، ومحاضرة “السينما السعوديــة تطلعات وتحديات وفرص” للأستاذ ناصر الصرامي، وتجربة تحت الضوء: عرض مختارات من أفلام المخرج الإماراتي نواف الجناحي، وعرض بعض الأفلام العربية الوثائقية. وتمَّ اختيار الشخصية المكرمة للدورة الأولى (المخرج عبدالله المحيسن) عن مجمل أعماله السينمائية. وأصدر المهرجان كتابًا يوثق حركة صناعة الأفلام في السعودية، وكتبًا تتناول الجوانب الفنية: كتاب “فيلموغرافيا السعودية: من 1977 – 2007م” من تأليف الكاتب خالد ربيع السيد، وكتاب “الكتابة بالضوء: في السينما اتجاهات وقضايا” من تأليف الكاتب أمين صالح.
وظهرت نتائج الدورة الأولى 2008، في كل من[11]:
مسابقة الأفلام الروائية القصيرة :
– النخلة الذهبية ومبلغ 10 آلاف ريال لفيلم “بقايا طعام” لموسى آل ثنيان.
– النخلة الفضية ومبلغ 5 آلاف ريال لفيلم “مطر” لعبدالله العياف.
– النخلة البرونزية ومبلغ 3 آلاف ريال لفيلم “بلا غمد” لبدر الحمود.
مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة :
– النخلة الذهبية ومبلغ 10 آلاف ريال لفيلم “السينما 500 كلم” لعبدالله العياف.
– النخلة الفضية ومبلغ 5 آلاف ريال لفيلم “الحقيقة” لأسامة الخريجي.
– النخلة البرونزية ومبلغ 3 آلاف ريال لفيلم “خطر الإبل في السياقة الليلية” لفالح الدوسري.
مسابقة السيناريو :
– النخلة الذهبية ومبلغ 10 آلاف ريال لنص “الصديقان” لعباس الحايك.
– النخلة الفضية ومبلغ 5 آلاف ريال لنص “هدف” لهناء العمير.
وبالرغم من انقطاع المسابقة بعد دورتها اﻷولى لمدة 7 سنوات، فإنها عادت من جديد عام 2015، في دورته الثانية، التي لاقت إقامتها الانتشار الواسع لصناعة الأفلام في السعودية، والإقبال الكبير على ممارسته من قبل مختلف فئات المجتمع، ومن الشباب على وجه الخصوص. بلغ عدد الأعمال التي استقبلها المهرجان في فترة التسجيل: 104 أفلام و74 سيناريو. تمَّ اعتماد 66 فيلمًا و34 سيناريو للتنافس في مسابقات المهرجان:
– مسابقة الأفلام الروائية القصيرة.
– مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة.
– مسابقة أفلام الطلبة.
– مسابقة السيناريو.
عُرضت الأفلام في قاعة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالدمام، التي تمت إعادة تجهيزها حديثًا بتقنية عرض ذات جودة عالية وسعة استيعابية تقارب 450 مقعدًا. ونظرًا للإقبال الذي لاقته إدارة المهرجان، ليس على صعيد المشاركة بالأعمال فقط، بل في حماس الشباب للمشاركة في التنظيم والدعم، تمَّ فتح باب التسجيل للتطوع في إقامة المهرجان ليبلغ عدد طلبات الالتحاق بفريق المهرجان أكثر من 400 طلب. وقد قدّم المتطوعون جهودًا مهمة في التنظيم والدعم اللوجستي وإدارة الحشود والتغطيات الإعلامية. كما قُدّمت ثلاث ورش مصاحبة للمهرجان قام على إدارة كلٍّ منها فنان مختص، وهي كالتالي:
– ورشة كتابة السيناريو للسيناريست محمد حسن أحمد.
– ورشة موسيقى الفيلم للموسيقار محمد حداد.
– ورشة الإخراج للمخرج مالك نجّار.
ووقع الاختيار على الفنان والمخرج إبراهيم بن حمد القاضي، الذي عاش في الهند ليكون له الفضل الأكبر في إحداث نقلة تاريخية في التراث الفني فيها. وقد أصدر المهرجان كتابًا وفيلمًا توثيقيين لحياته الفنية تحت عنوان “إبراهيم القاضي.. جسرٌ بين ثقافتين”، والمنح المالية قدّمت لكلٍّ من الفائزين لغرض دعم إنتاج فيلم قادم، حسب اتفاقية خاصة مع كل فائز، على أن يُعرض الفيلم في مهرجان أفلام السعودية عرضًا أول في دورته القادمة.
مسابقة الأفلام الروائية القصيرة:
– النخلة الذهبية ومبلغ 25,000 ريال لفيلم “شكوى” للمخرجة هناء العمير.
– النخلة الفضية ومبلغ 20,000 ريال لفيلم “حورية وعين” للمخرجة شهد أمين.
– النخلة البرونزية ومبلغ 15,000 ريال لفيلم “نملة آدم” للمخرج مهنا عبدالله.
مسابقة الأفلام الوثائقية:
– النخلة الذهبية ومبلغ 20,000 ريال لفيلم “الزواج الكبير” لفيصل العتيبي.
– النخلة الفضية ومبلغ 15,000 ريال لفيلم “الحمال” للمخرج محمد الشاهين.
– النخلة البرونزية ومبلغ 10,000 ريال لفيلم “البسطة” للمخرج محمد الحمادي.
مسابقة أفلام الطلبة:
– النخلة الذهبية ومبلغ 15,000 ريال لفيلم “ضائعون” للمخرج محمد الفرج.
– النخلة الفضية ومبلغ 10,000 ريال لفيلم “ليس هكذا” للمخرج أسامة صالح.
– النخلة البرونزية ومبلغ 5,000 ريال لفيلم “دورة العنف” للمخرجة نورة الفريخ.
مسابقة السيناريو:
– النخلة الذهبية ومبلغ 20,000 ريال لسيناريو “نذر” لعباس الحايك.
– النخلة الفضية ومبلغ 15,000 ريال لسيناريو “رياض” لمالك إصفير.
– النخلة البرونزية ومبلغ 10,000 ريال لسيناريو “صالح” لحسين المطلق.
وفي 24 مارس عام 2016، أقرت اللجنة الاستشارية لمهرجان أفلام السعودية في دورته الثالثة[12]، الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام، موعد المهرجان، في مقر الجمعية، وأسدلت الدورة الثالثة من المهرجان ستارها بعد ثلاثة أيام حافلة بعروض سينمائية أقل ما عبّر عنها المهتمون بأنها استثنائية. وقد أقيم حفل الختام، الذي وزعت فيه جوائز المهرجان على مسرح خيمة إثراء المعرفة بالظهران (أرامكو)، وسط إقبال كبير على حجز التذاكر، حيث نفدت قبل الحفل بأكثر من 24 ساعة. وكانت الافتتاحية الوطنية التي صبغت المكان بالضوء الأخضر، والوقوف الجماعي للجمهور لتأدية التحية للنشيد الوطني، تلتها أغنية “سلام” للفنان أكرم المطر، التي ألفها الشاعر ناجي حرابة، مشجعًا على ممارسة الفن الذي هو طريق يؤدي إلى السلام.
مخرجو الأفلام وكتّاب السيناريو المشاركون بالمهرجان، كانت لهم كلمة تشاركوا في كتابتها وألقاها بالنيابة عنهم، المخرج عبدالرحمن صندقجي. وعبّر صندقجي عن شغف المشاركين وامتنانهم للمساحة التي يُتيحها مهرجان أفلام السعودية لصناعة الحلم، قائلاً: “كيف لنا أن لا نعشق السينما؟ كيف لنا أن لا نعشق الفن، وهو تعبير عن الحياة، عن الحرية، عن الفكر، عن أحلامنا.. إننا في هذا العالم الخرب نحتاج إلى المزيد من الفن والقليل من كُلِّ أمرٍ آخر، وعبر مُتنفس هذا المهرجان تتم عمليّة تدوير أدرينالين صُناع الأفلام إلى أكسجين فني وطني، نحن نبحث عمَّن يحقق لنا أحلامنا، فنجد الجمعية العربية للثقافة والفنون بالدمام تفتح لنا طريق الأمل، بمسابقة الأفلام القصيرة لنطلق كل إبداعاتنا”.
ثم تمَّ تكريم مقدمي الورش التدريبية وشركاء وداعمي المهرجان قبل أن تعلن نتائج المسابقات. ومما يجد ذكره أن المهرجان قدّم منحًا تدريبية للفائزين بالنخلات الذهبية.
نتائج مسابقة السيناريو:
– النخلة الذهبية لسيناريو “ثوب العرس” لزينب آل ناصر.
– النخلة الفضية لسيناريو “ابن المطر” لمحمد سلمان.
– النخلة البرونزية لسيناريو “نسف” لمحمد الحلال.
– شهادة تقديرية لسيناريو “نفق طوارئ” لمنال العويبيل.
– شهادة تقديرية لسيناريو “ضجيج” لمحمد المصري.
– شهادة تقديرية لسيناريو “حين يبكي الناي” لعمر الربيع.
نتائج مسابقة أفلام الطلبة:
– النخلة الذهبية لفيلم “ماطور” لمحمد الهليّل.
– النخلة الفضية لفيلم “ah-18” لريهام التيماني.
– النخلة البرونزية لفيلم “دائرة” لعلي الحسين.
– جائزة تقديرية للمخرجة نورة المولد.
– جائزة تقديرية للمصور يعقوب المرزوق من فيلم “ماطور”.
– جائزة تقديرية لفيلم “تيتا. بي” لبشرى الأندجاني.
نتائج مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة:
– النخلة الذهبية لفيلم “أصفر” لمحمد سلمان.
– النخلة الفضية لفيلم “المتاهة” لفيصل العتيبي.
– النخلة البرونزية لفيلم “آلزهايمر” لعبدالرحمن صندقجي.
– جائزة تقديرية لفيلم “سلمان حكيم السياسة” لمحمد سندي.
– جائزة تقديرية لفيلم “نظام حياة” لمحمد باقر.
– جائزة تقديرية لفيلم “هجولة” لرنا الجربوع.
نتائج مسابقة الأفلام الروائية القصيرة:
– النخلة الذهبية لفيلم “كمان” لعبدالعزيز الشلاحي.
– النخلة الفضية لفيلم “بسطة” لهند الفهاد.
– النخلة البرونزية لفيلم “القصاص” لعبدالله أبو الجدايل.
– جائزة تقديرية لفيلم “السحور الأخير” لهناء الفاسي.
– جائزة تقديرية للممثل خالد الصقر من فيلم “كمان”.
وفي الأول من أبريل 2017م، انتهت فعاليات مهرجان أفلام السعودية[13]، الذي أقامته جمعية الثقافة والفنون بالدمام بدعم من وزارة الإعلام، بحفل توزيع الجوائز الذي أقيم في خيمة إثراء في مدينة الظهران. وجاء حفل الختام بعد خمسة أيام من فعاليات المهرجان التي شملت إطلاق كتابين: “سعد خضر .. الرائد المتعدد” عن سيرة الشخصية المكرمة في المهرجان، وكتاب “ساموراي السينما اليابانية .. أكيرا كوروساوا” للناقدة السينمائية هناء العمير، وعرض 58 فيلمًا، والورش التدريبية التي قدّمت 1700 ساعة تدريبية، بالإضافة إلى فعالية سوق الإنتاج وعروض أفلام طلاب المدارس.
كما أن التنسيقات وصلت إلى مرحلة متقدمة لعرض مجموعة من الأفلام السعودية في عدة عواصم عالمية، بدءًا بباريس وواشنطن في الصيف القادم، بدعم من وزارة الخارجية وسفارات المملكة في دول العالم، وحينها وجّه وزير الثقافة والإعلام بأن تقوم جمعية الثقافة والفنون بالدمام بالتعاون مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، بعرض مجموعة من أفلامها في المراكز الثقافية التابعة للوزارة وفي فروع الجمعية في جميع مناطق المملكة خلال هذا العام. وتمَّ الإعلان عن أن المهرجان سيتحوّل إلى مؤسسة باسم أفلام السعودية، وستكون مؤسسة استثمارية لصندوق الفنون السعودي تعمل على تطوير الفيلم السعودي والتدريب والتوزيع والإنتاج على أسس اقتصادية. وقد اختتم الحفل بإعلان لجان التحكيم لجوائز المسابقة، تقدمتهم لجنة تحطيم مسابقة السيناريو غير المنفذ: د.محمد البشيّر (رئيسًا)، وحسن حداد، ومنال العويبيل. ثم لجنة تحطيم مسابقة أفلام الطلبة: هند الفهاد (رئيسًا)، والدكتور الفنان خالد أمين، وفاطمة مشربك، ولجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية: عوض الهمزاني (رئيسًا)، وحسام الحلوة، ونجوم الغانم، ولجنة تحكيم الأفلام الروئية: أحمد ماطر (رئيسًا)، وعبدالمجيد الكناني، ومحمد راشد بوعلي.
جوائز المهرجان:
– جائزة أفضل ملصق فيلم “المغادرون” لعبدالعزيز الشلاحي.
– جائزة أفضل فيلم عن مدينة سعودية: فيلم “أنسنة المدن” لفيصل العتيبي.
جوائز مسابقة السيناريو غير المنفذ:
– تنويه بالتميز لسيناريو “عندما تحتضر الحور” لعلي الدواء.
– تنويه بالتميز لسيناريو “ولد سدرة” لضياء يوسف.
– جائزة أفضل سيناريو أول: سيناريو “لسان آدم” لحسن الحجيلي.
– جائزة أفضل سيناريو ثاني: سيناريو “لون الروح” لفهد الأسطاء.
– جائزة أفضل سيناريو ثالث: سيناريو “سالم العبد” لعلي ربيع.
جوائز مسابقة أفلام الطلبة:
– جائزة أفضل تحرير: فيلم “صرصور” لفهد الجودي.
– جائزة أفضل فيلم وثائقي: فيلم “باص” لنور الأمير ونورة المولد.
– جائزة أفضل ممثل: خالد الصقر عن فيلم “300 كم”.
– جائزة أفضل إخراج: فيلم “300 كم” لمحمد الهليل.
– الجائزة الكبرى: فيلم “300 كم” لمحمد الهليل.
جوائز مسابقة الأفلام الوثائقية:
– جائزة أفضل تصوير: فيلم “مبنى 20” لعبدالعزيز الفريح.
– جائزة أفضل تحرير: فيلم “جليد” لعبدالرحمن صندقجي.
– جائزة أفضل إخراج: “مبنى 20” لعبدالعزيز الفريح.
– جائزة لجنة التحكيم: فيلم “جليد” لعبدالرحمن صندقجي.
– الجائزة الكبرى: فيلم “مبنى 20” لعبدالعزيز الفريح.
جوائز مسابقة الأفلام الروائية:
تنويه بمشاركات مميزة:
– تنويه بالتميز لفيلم “الصندوق السحري” لرائد الشيخ.
– تنويه بالتميز للممثلة سارة طيبة عن فيلم “كيكة زينة”.
– تنويه بالتميز للمونتير تركي المحسن عن فيلم “وسطي”.
– جائزة أفضل سيناريو منفذ: فيلم “فضيلة أن تكون لا أحد” لبدر الحمود.
– جائزة أفضل ممثل: محمد القس عن فيلم “المغادرون”.
– جائزة أفضل تصوير: فيلم “لا أستطيع تقبيل وجهي” لعلي السمين.
– جائزة لجنة التحكيم الخاصة: فيلم “لسان” لمحمد السلمان.
– الجائزة الكبرى: فيلم “المغادرون” لعبدالعزيز الشلاحي.
تجربة مهرجان جدة للعروض المرئية[14]
وقبل انطلاق مسابقة اﻷفلام، جرى على ضفاف المنطقة الغربية عام 2006، مهرجان جدة للعروض المرئية تحت رعاية شركة “رواد ميديا” بقيادة المخرج ممدوح سالم، قبل أن يتحول في دورته الثالثة عام 2008 إلى مسمى “مهرجان حقيقي”، وبرعاية شركة روتانا بمسمى “مهرجان جدة للأفلام”، حيث تقترب أجواؤه بتنظيمه وفعالياته من مسمى المهرجانات السينمائية الحقيقية، مبشرة بميلاد مهرجان سينمائي سعودي منافس، قبل أن تتحطم أحلام الشباب السينمائي في السعودية بإلغاء المهرجان صبيحة افتتاح الدورة الرابعة عام 2009، فيما كان المشاركون والضيوف قد حطوا رحالهم في فندق الاستضافة! إذ يعزو الكثير، السبب في ذلك، إلى ما ذكره جورج سادول، قبل أربعين سنة، وهو الموقف الديني تجاه السينما وفعاليات الأفلام عامة، ومن ثَمَّ الاستجابة الحكومية لمثل هذا الموقف. وتحديدًا في منتصف يوليو 2006، انطلقت فعاليات مهرجان جدة الأول للعروض المرئية، بمركز جدة للعلوم والتكنولوجيا، واستمر مدة أربعة أسابيع، قدّم فيه 16 فيلمًا، منها 8 أفلام سعودية، و7 إماراتية، وفيلم كويتي واحد، وحينها أكد القائمون على المهرجان، أهمية الفيلم للمجتمع وحرص المخرجين على تناول قضايا تهم الناس وتبحث في قضاياهم الاجتماعية. ولفت ذلك – وقتئذٍ – اهتمام وسائل الإعلام بهذا الحراك الثقافي، كونه يساهم في المستقبل بتحفيز صناعة الفيلم في السعودية، واعتباره بمثابة نافذة الاتصال الوحيدة بين المخرج وجمهوره. علمًا بأن الأفلام التي تمَّ عرضها في المهرجان، لم تتعارض مع عادات وتقاليد المجتمع، وكانت تتناول القضايا الوطنية كالإرهاب، بالإضافة إلى قصص عن مظاهر من الحياة السعودية والخليجية، واعتبرت العروض المشاركة خلاصة مجهود شخصي لعدد من المخرجين، وبآليات تقنية بسيطة تمَّ عرض محتواها على شاشة عرض صغيرة.
ملتقى اﻷفلام القصيرة باﻷحساء[15]
كما يُشار إلى أنه وفي نفس عام 2008 – إحدى سنوات السينما الذهبية سعوديًا – الذي افتتحت فيه مسابقة الأفلام السعودية، كان هناك على الساحل الشرقي – أيضًا – الدورة الأولى واﻷخيرة لملتقى الأفلام القصيرة بالأحساء، والمنظم من قبل لجنة الفنون المسرحية التابعة لجمعية الثقافة والفنون، والذي اختتم فعالياته بحصول مجموعة “القطيف فريندز” على أربع جوائز من أصل ثمانٍ، هي: أفضل قصة وأفضل فيلم متكامل “بقايا طعام”، وأفضل تصوير وأفضل ممثل “شكوى الأرض”. ووصل عدد الأفلام التي شاركت في ملتقى الأفلام القصيرة للهواة بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء، إلى 12 فيلمًا من داخل وخارج الأحساء، وانطلق الملتقى عقب تشكيل لجنة تحكيم مكونة من كلٍّ من: الفنان والمسرحي نوح الجمعان مدير الملتقى, ويحيى العوفي، وسلطان النوة، وأحمد الحسن. وكان من أبرز أهداف الملتقى، اكتشاف المواهب من الجنسين من هواة التصوير الفني والسينمائي، والعمل على تشجيعهم، والأخذ بأيديهم نحو التطور والنجاح. ومن الأهداف – أيضًا – تسليط الضوء على هذه الهواية، وتحديد وجهتها الصحيحة وإطلاع الجمهور عليها. وشهد هذا الحدث الفني، إقبالاً كبيرًا من المشاركين والمتابعين لحداثة الفكرة في المجتمع، ولكون وجود هواة كثر ينتظرون مثل هذه الفرص، وللاستعدادات الكبيرة التي قامت بها الجمعية لاحتضان الملتقى وإنجاحه.
وفيما بعد تحوّل الملتقى، إلى مهرجان، يهدف إلى دعم الإنتاج في مجال صناعة الأفلام وتشجيع الشباب على تنمية مواهبهم وتوفير منصـة عرض عالية الإمكانيات والتجهيزات، ومنبر للتعبير. ويسعى المهرجان لتقديم الشباب لإنتاج أعمال فنية تخدم المجتمع والوطن، ويشارك في تحقيق أهداف “رؤية السعودية2030” باستثمار طاقات الشباب والشابات فيما ينفعهم وينفع الوطن، ومنح الفرصة أمام شباب الأحساء خاصة، والسعودية عامة، لطرح إبداعاتهم في مجال صناعة الأفلام، واكتشاف مواهب الشباب السعودي وتنميتها من خلال المهرجان والفعاليات المصاحبة، وتبادل الخبرات والارتقاء بمهارات المتسابقين من خلال ورش العمل والتواصل فيما بينهم والجلسات النقدية، وخلق فرص استثمارية وفرص وظيفية خلال فترة المهرجان.
جمعية الثقافة والفنون ومهرجانات اﻷفلام[16]
رغم عودة قرار إنشاء الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون إلى عام 1973م، 1393هـ، كمؤسسة مجتمع مدني بميزانية مستقلة لتكون الراعي الأول لكل ما يخص النشاطات الثقافية والفنية في المملكة العربية السعودية، فإن جهودها في مسيرة المهرجانات السينمائية بالمملكة، لم تظهر إلا في اﻷلفية الجديدة، بالمشاركة مع اﻷندية اﻷدبية. ونجحت الجمعية في تدشين العديد من مهرجانات اﻷفلام في الرياض وجدة وأبها والمدينة المنورة. ويُذكر أن للجمعية 16 فرعًا موزعة في أنحاء المملكة، وتشرف وزارة الثقافة والإعلام عليها.
كانت جدة شاهدة على انطلاق أول مهرجان سينمائي محلي بالمملكة عام 2006 بمسمى “مهرجان جدة للأفلام”، الذي استمر في الانطلاق سنويًا حتى دورته الرابعة، عام 2009، وحقق خلالها رقمًا قياسيًا، حيث استقبلت إدارة المهرجان (200) فيلم تنوعت في فئاتها بين الروائي والوثائقي والكرتوني والإعلاني. وتنوعت المشاركات بين الأفلام السعودية والخليجية، وأخرى من دول عربية وعالمية؛ نتيجة ما حظي به المهرجان من سمعة دولية روجت لها وكالات الأنباء العالمية، ولكن تمَّ إيقافه رسميًا في نفس العام، مما أثار الحزن في نفوس الكثيرين حينها. كما استضافت جدة، في عام 2010، مهرجان الأفلام الآسيوية بمشاركة 28 فيلمًا روائيًا طويلاً، وتسجيليًا قصيرًا، ووثائقيًا متوسط الطول من 13 دولة.
وتجسدت أهداف الجمعية في تمثيل المملكة في كل ما من شأنه الارتقاء بالثقافة والفنون على المستويين العربي والعالمي, لمتابعة حركتيهما والتنسيق معهما، وتبني المواهب الشابة وإتاحة الفرص أمامها لإبراز تفوقها ونبوغها في ظل الإشراف والتوجيه، لتصبح حصيلتها داخل إطار ملتزم بالقيم والأصالة، ورعاية الأدباء والفنانين السعوديين والعمل على رفع مستواهم الثقافي والفني والاجتماعي, وتأمين مستقبلهم, وتوجيههم لما يخدم مجتمعهم، والارتقاء بمستوى الثقافة والفنون بالمملكة. وتلخصت رسالتها في أن تكون الجمعية المرجع الأول في الثقافة والفنون لكل مواطن، من خلال رفع الوعي الثقافي والفني، وتمكين الشباب من تطوير مهاراتهم ومواهبهم. وتمثلت رؤيتها في تنمية حضارة الثقافة والفنون ودمجها في النسيج المجتمعي، مما يعزّز مستوى الابتكار والتذوّق الفني لدى أجيال اليوم والغد، ويرفع مكانة المملكة على خارطة الإبداع العالمية[17].
مشاركات في مهرجانات عالمية[18]
بخلاف مشاركة العديد من الفنانين السعوديين والأفلام السعودية في العديد من المحافل والمهرجانات العربية، نجحت السينما السعودية في الوصول إلى أهم المهرجانات العالمية. فبداية من أهم الأفلام السعودية التي أُنتجت، أخيرًا، وحازت عدة جوائز عالمية، كان فيلم “وجدة”، الذي حصل على 3 جوائز عالمية أثناء عرضه في مهرجان البندقية السينمائي التاسع والستين: (الاتحاد الدولي لفن السينما، وإنتر فيلم، وسينما فناير). وحصلت مخرجة الفيلم والكاتبة هيفاء المنصور، على جائزة المهر الذهبي لأفضل فيلم روائي عربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي. ووقع الاختيار على “وجدة” ليكون ضمن الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم بلغة أجنبية عام 2013، وهو أول فيلم سعودي يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة من العالمية.
وكذلك يعتبر فيلم “بركة يقابل بركة”، من أهم الأفلام السعودية التي جرى إنتاجها، وحقق نجاحًا كبيرًا، إذ حصد عدة جوائز، منها جائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان الفيلم العربي في روتردام، بدورته الخامسة. كما حصد الفيلم جائزة “PRIZE WINNER FORUM2016″ بمهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ66، مناصفة مع فيلم .”Les Sauteurs” واُختير الفيلم لتمثيل المملكة العربية السعودية في جوائز الأوسكار لفئة أفضل فيلم أجنبي، وأيضًا للمنافسة ضمن العروض الخاصة بالدورة الـ41 من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.
ولا يمكن إنكار دور المخرجة هيفاء المنصور، صاحبة فيلم “وجدة”، وهي أول سيدة سعودية تخرج فيلمًا روائيًا طويلًا في تاريخ المملكة، وتقدم عدة محاولات لإدخال السينما السعودية ضمن منافسة باقي الدول الأخرى. فقدمت أول فيلم روائي طويل لها “وجدة” عام 2012، ونال الفيلم اهتمامًا دوليًا كبيرًا، لكونه أول فيلم سينمائي يُصوَّر بالكامل في العاصمة السعودية الرياض. وبجانب فوز فيلمها الأول بثلاث جوائز، حصلت على عدة جوائز أخرى، منها الخنجر الذهبي لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان مسقط السينمائي، وهي أول جائزة ذهبية في تاريخ السينما السعودية. وشاركت بفيلمها “Mary Shelley”، ضمن فعاليات مهرجان تورنتو .2017
وأخيرًا، اختارت اللجان المنظمة في مسابقة مهرجان السينما العربية في العاصمة الفرنسية باريس، الفيلم السعودي القصير “لسان”، للمخرج محمد السلمان، للمشاركة في المسابقة خلال الفترة من 28 يونيو وحتى 8 يوليو .2018
وكان مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، قد أعلن عن مشاركة الفيلم السعودي “جود” في مهرجان كان السينمائي “71”، بالتعاون مع المجلس السعودي للأفلام التابع لهيئة الثقافة، ضمن فعاليات الجناح السعودي المشارك في المهرجان. يروي فيلم “جود”، وهو أول فيلم روائي من إنتاج المركز، حكايات الإنسان وأرضه في مادة من بناء القصيدة الجاهلية، مستعرضًا التنوع الطبيعي والتراثي للمملكة، وما شهدته من تطور مدني بعد اكتشاف النفط والتغيرات الاجتماعية المصاحبة لذلك. واستغنى الفيلم الذي صُور في 16 منطقة سعودية عن الحوار، حيث اعتمد على الصور والموسيقى المتناغمة مع وقع الحياة، واستثمر الفيلم عناصر الزمان والمكان والتجربة الإنسانية ليدفع المشاهد إلى التمعّن فيما وراء الحياة اليومية، والتفكُّر في معانٍ أعمق للسخاء والعطاء، التي استلهم منها عنوان الفيلم “جود”.[19]
وبحسب ما ورد عن عواد العواد، وزير الإعلام السعودي، عن أنه لأول مرة ستشارك المملكة في مهرجان كان السينمائي، من خلال جناح مخصص، سيتم فيه عرض تسعة أفلام قصيرة من قبل صناع السينما السعوديين، وتتطلع المملكة إلى حضورها الأول في المهرجان، احتفالاً بتنوع المواهب والفرص في صناعة السينما السعودية ودعمها. وتشرع المملكة العربية السعودية في تطوير صناعة مستدامة وديناميكية تدعم وتشجع جميع مراحل دورة الأفلام، وتقدم مجموعة رائعة من المواقع ليكتشفها صانعو الأفلام في العالم”.
المجلس السعودي للأفلام.. إلى أين؟
قطعًا، عقب التغييرات اﻷخيرة بالمملكة، وبالتزامن مع ازدياد الاهتمام بالفنون، وخاصة السينما، ستشهد السنوات المقبلة، نجاحات غير مسبوقة على مستوى صناعة السينما، ومن ثَمَّ الاهتمام بالفعاليات الفنية والسينمائية، وعلى رأسها المهرجانات. وأخيرًا انطلقت عدد من البرامج الرئيسة لدعم صانعي الأفلام السعوديين، وقطاع صناعة وإنتاج الأفلام في المملكة، بالإضافة إلى صانعي الأفلام غير السعوديين، والاستديوهات، وشركات الإنتاج الدولية التي تتطلع إلى التصوير في المملكة كموقع جديد للتصوير والإنتاج في قطاع الأفلام العالمي[20].
ومن المتوقّع أن تترك هذه المبادرات، آثارًا إيجابية ملموسة على مستوى الارتقاء بقطاع الأفلام المحلي وتطوير المواهب، خاصة مع الإعلان عن برنامج للمنح وشراكات دولية لتطوير المهارات والقدرات الفنية. كما ستسهم هذه المبادرات في نمو الإنتاج في السوق المحلي من خلال برنامج دعم لاسترجاع ما قيمته 35% من المنفقات في المملكة لجميع الأفلام التي يجري تصويرها في المملكة.
وتعمل الهيئة العامة للثقافة في المملكة على تطوير قطاع الثقافة، بما في ذلك قطاع الأفلام في المملكة بصورة مستدامة، وتسهم – أيضًا – في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال خلق فرص عمل جديدة، وزيادة الإنفاق على الخدمات والبنية التحتية للقطاع، من خلال مثل هذه المبادرات. وتشرف الهيئة على المجلس السعودي للأفلام الذي تأسس حديثًا، ليكون الجهة المعنية – تحديدًا – بقطاع الأفلام. وتعمل الهيئة مع المجلس على دعم وتحفيز إنتاجات سعودية تحكي عن المملكة وتتوجه للجماهير داخل المملكة والجماهير العالمية، وتسعى لتكريس حضور نوعي جديد للمحتوى السعودي في عالم الثقافة والأفلام. وخلال المشاركة في مهرجان كان السينمائي و”سوق أفلام كان”، تمَّ الإعلان عن مبادرات وبرامج لدعم أهداف تنمية المواهب والقدرات وتطوير الأفلام والمحتوى المنتج في المملكة العربية السعودية[21]، من بينها برنامج يعتبر أحد أكثر برامج الدعم المادي تنافسية على مستوى العالم.
مثل هذه المبادرات تسلّط الضوء على محورين أساسيين في جهود وأهداف الهيئة، وهما: أولاً تمكين وتطوير المواهب الكثيرة التي تزخر بها المملكة من صانعي أفلام ناشئين وطموحين، وثانيًا تسليط الضوء على الفرص الكبيرة التي تتيحها المملكة لصانعي الأفلام الدوليين وقطاع صناعة الأفلام العالمي، خصوصًا أننا نعمل على بناء قطاع حيوي ومعاصر يستوحي تميزه من هويتنا الثقافية والحضارية، ويخدم أهدافنا التنموية وخصوصيتنا السياقية والثقافية، ويلعب – في الوقت نفسه – دورًا بارزًا في مجتمع الأفلام العالمي.
مستقبل المهرجانات السينمائية بالمملكة
– إن تمكين المواهب والطاقات السعودية، سيسهم في تسليط الضوء على القدرات الإبداعية للسعوديين، وفي تطوير مزيد من المحتوى المحلي. كما أنه سيضمن قدرة شركات الإنتاج الدولية على إيجاد متخصصين محليين، مما سيسهم في زيادة فرص العمل المحلية، ويفتح برنامج المنح المحلية باب التقديم للمواطنين السعوديين في مرحلتي الإنتاج وما بعد الإنتاج في المملكة، ممّن يستوفون معايير التقدّم للبرنامج.
– أمَّا برنامج الشراكات الدولية لتطوير المواهب السعودية، فهو يضم شراكات مع أبرز معاهد الأفلام من حول العالم، مثل جامعة جنوب كاليفورنيا (USC) The University of Southern California التي تعتبر أفضل جامعة لتعليم صناعة السينما في العالم، ومعهد Studio School، ومعهد Film Independentمن الولايات المتحدة الأميركية، ومعهد “لا فيمي “La Femisومعهد “لي غوبيلين “Les Gobelinsمن فرنسا الذي يعتبر أفضل معهد في العالم لتعليم صناعة الأنيميشن، لتقديم تدريب متخصص لصانعي الأفلام السعوديين الصاعدين والطموحين، بالإضافة إلى برنامج خاص لتدريب المدرّبين لتنمية القدرات المحلية بصورة مستدامة.
– ستنعقد ورش التدريب لعام 2018 في المملكة ولوس أنجلوس وباريس، من خلال تدريبات متخصصة قصيرة، وأخرى مكثفة، وأسابيع ومخيمات تدريبية صيفية مصممة، لتقدّم بمجموعها مختلف المهارات المطلوبة في مجال إنتاج الأفلام، بما يشمل الإخراج، والتحرير، وكتابة السيناريو، وتصميم الموسيقى والصوت، والتحريك ثنائي وثلاثي الأبعاد، والحقيقة الافتراضية/ المدمجة .VR/AR
– فيما يتعلق ببرنامج الدعم بالاسترجاع النقدي، فهو سيطبّق على كافة الإنتاجات الدولية التي تُصوَّر في المملكة، بحدّ أدنى قيمته 35% من مجموع الإنفاق المحلي في المملكة، ويمكن الحصول على نسبة أكبر من خلال استيفاء شروط معيّنة، بالإضافة إلى الاسترجاع النقدي لما قيمته 50% من المنفقات على أتعاب جميع الموظفين السعوديين العاملين ضمن فريق الإنتاج. ويهدف هذا البرنامج إلى جذب المنتجين وشركات الإنتاج الدولية من حول العالم إلى المملكة لتكون الوجهة الجديدة في صناعة الأفلام، بما في ذلك الأفلام الوثائقية وأفلام السرد والمسلسلات وأفلام المحتوى التحريكي (animated content)، كما يهدف إلى تشجيع شركات الإنتاج الدولية على توظيف فرق عمل محلية. وستتوفر تفاصيل البرنامج خلال الأسابيع القادمة.
– من المتوقع أن يسهم برنامج الدعم في إكساب المملكة مكانة جديدة كموقع تصوير عالمي للبرامج والأفلام، وبالتالي اجتذاب شركات الإنتاج الدولية والعالمية، وإنعاش قطاع السياحة الذي لا يزال جديدًا في المملكة؛ وهذا تدريجيًا سوف يسهم في زيادة معدلات الإنفاق داخل المملكة، وسينعكس إيجابًا على جهود تطوير البنية التحتية في المملكة، وبالأخص الاستديوهات، وجهات تقديم الخدمات المتخصصة، والقطاعات الداعمة، مثل: الفنادق والمطاعم والوجبات والنقل وغيرها. ويدعم البرنامج استراتيجية المجلس السعودي للأفلام لتطوير قطاع حيوي ومستدام لصناعة الأفلام في المملكة، وتعزيز التفاعل مع مجتمع الأفلام العالمي.
– من المنتظر في المستقبل، تأسيس مدينة سينمائية كاملة على الأراضي السعودية، تضم كل ما تحتاجه الصناعة في الداخل السعودي وكذلك السينما العالمية[22]، يمكن من خلالها إنتاج مسلسلات وأفلام سينمائية ذات جودة عالية في المحتوى القيمي والإخراج والإنتاج والتأليف والتمثيل والتسويق، تعبّر عن الثقافة والموروث السعودي، ويكون هذا الإنتاج السينمائي السعودي عابرًا للقارات من حيث الثقافة والاستثمار ومزاحمة الإنتاج السينمائي العالمي ووضع قدم ثابتة فيه.
خاتمة
وفي الأخير، مؤكد أن الدعم الرسمي والقيادي للسينما في المملكة، يبعث على التفاؤل بأن مستقبل المهرجانات والفعاليات السينمائية سيتجاوز النمط الاستهلاكي، إلى نمط منتج ومشارك في الصناعة السينمائية نفسها، بخاصة أنه خلال الربع القرن الماضي، نشأ لدى المملكة جيل عاشق للسينما كصناعة وليس كمشاهدة فقط. هذا الجيل أخذ على عاتقه إيجاد نشاط سينمائي بأفلام قصيرة شارك بها في مهرجانات دولية، والكثير منهم حصد الجوائز. والآن، أصبحت الفرصة مشجعة على صناعة أفلام سعودية طويلة، والمنتج ضامن عرضها سينمائيًّا، وأنّ هناك مردودًا ماديًّا للمشاركين في الإنتاج، وهذا سيؤدي إلى دعم اقتصاد الدولة الكلي، وفي الوقت نفسه، ستكون الأفلام السعودية ذات محتوى يناسب السوق السعودي.
وبحسب إحصاءات هيئة الترفيه، سيكون في السعودية نهاية عام 2030، 350 دار عرض تحتوي على 2500 شاشة. هذا، وبالنسبة للجانب الاقتصادي، فمن المتوقع أن يوفر عشرات آلاف الوظائف الدائمة والمؤقتة، وهذا سينعكس إيجابًا على تقليل نسبة البطالة. وكذلك ستسهم السينما في إيجاد حراك للفن والثقافة في السعودية.
بافتتاح دور العرض، يمكن لمس مستقبل مشرق للصناعة السينمائية، لا سيّما أن المملكة تزخر بالمحبين والمهتمين والمبدعين بالفن السابع، وتعطي انطباعًا ومؤشرًا على أنه سيكون لها حضورها القوي وتنوّعها الثري. كل هذا، في ظل اهتمام وزارة الإعلام، التي من المتوقع أن يرتقي اهتمامها إلى إنشاء معاهد خاصة تُعنى بتدريب وتثقيف الراغبين بهذا الفن، لننعم بفن من صناعة الشباب، ومن خلاصة فكرهم وإبداعهم.
المراجع
[1]قصة الفيلم السعودي خلال أربعين سنة، فهد اﻷسطاء.
[2]تاريخ الفيلم السعودي خلال أربعين عامًا، مجلة سيدتي.
[3]التلفزيون السعودي قبل نصف قرن .. الصورة عالقة بالأذهان، مجلة الاقتصادية.
[4]عودة السينما السعودية: انفتاح مجتمعي بأوامر ملكية، إضاءات، محاسن أصرف.
[6]السينما السعودية.. انطلقت من الأحواش ودمرتها “أفلام السبعينيات”
[7]تطور السينما وصناعة اﻷفلام في السعودية، مجلة هي.
[8]السعودية تمد عبر السينما جسور الثقافة مع العالم، صحيفة البيان، غسان خروب.
[9]الموقع الرسمي لمهرجان أفلام السعودية.
[10]جدة تستعد لأول “مهرجان سينمائي” في السعودية، صحيفة الحياة. https://bit.ly/2IQGBkp
[12]الموقع الرسمي لمهرجان أفلام السعودية
[15]انطلاق ملتقى اﻷفلام القصيرة للهواة باﻷحساء، صحيفة اليوم. https://bit.ly/2IQRhQa
[16]الموقع الرسمي للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون http://sasca.org.sa/
[18]صناع السينما السعودية يشاركون بـ9 أفلام في مهرجان كان لأول مرة، شيماء عبدالمنعم، اليوم السابع. https://bit.ly/2LBtDok
[19]السعودية ترفع حظر السينما وابتهاج المخرجين وشركات دور العرض، صحفيو رويترز. https://bit.ly/2KYltFi
[20]لماذا أصبحت السينما في السعودية فجأة أمرًا عاديًا؟ بي بي سي، جاين كنينمونت وتشاتام هاوس. https://bbc.in/2xnIU9g
[21]عرض أول فيلم سينمائي بالسعودية منذ نحو 40 عامًا، بي بي سي. https://bbc.in/2kxELGA
[22]انطلاق ليالي أفلام السعودية، العربية.نت. https://bit.ly/2sfsvyM