سوليوود (كان)
تشارك السعودية للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الحادية والسبعين، للترويج للصناعة السينمائية الناشئة لديها، بعدما شهدت منتصف أبريل أول عرض سينمائي متاح للجمهور منذ 35 عاما.
وتعرض السعودية على شاشات قصر المهرجانات تسعة أعمال قصيرة خارج إطار المنافسة، تتنوع بين أفلام الخيال والاستعراض الغنائي والرسوم المتحركة.
ووصف مسؤولون في الجناح السعودي مشاركة بلادهم بأنها “تاريخية”.
وتأتي هذه المشاركة بعد إعادة فتح دار للسينما رسميا في الرياض في 18 أبريل بعد 35 عاما على إقفال كل صالات السينما.
وتشكل السينما أحد المحاور الرئيسية في خطة “رؤية 2030” التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان العام 2017 لتنويع مصادر الدخل في السعودية وعدم الاعتماد على النفط فقط. وفتحت خمس صالات، والهدف بلوغ 200 صالة بحلول نهاية العام 2019.
ويتوسط الجناح السعودي معرض سوق الأفلام في المهرجان، قريبا من الجناحين اللبناني والفلسطيني.
في كواليس مهرجان كان، يطرح صناع السينما والنقاد أسئلة عما إذا كانت الصناعة السينمائية السعودية، الحاضرة لأول مرة، ستبقى بعيدة عن الرقابة. وتسعى السعودية إلى تأسيس مستقبل مشرق للصناعة السينمائية في البلاد
ويشهد الجناح السعودي الفسيح حركة كبيرة. فهو لا يتوقف عن استضافة الزوار والمهتمين ومنهم قبل أيام وزيرة الثقافة البريطانية، فضلا عن عدد من شركات الإنتاج الساعية للاستثمار في المملكة.
ويحرص المسؤولون على الحديث عن مستقبل الصناعة السينمائية السعودية البالغ عدد سكانها 33 مليون نسمة، 75 بالمئة منهم دون سن الخامسة والثلاثين.
وكشف الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للثقافة في السعودية أحمد المزيد عن تخصيص هبات ومساعدات لإنتاج أفلام السعوديين، وعن قرب الإعلان عن صندوق دعم لإنتاج الأعمال السينمائية السعودية.
وتشرف الهيئة العامة للثقافة على القطاع السينمائي في المملكة وعلى المجلس السعودي للأفلام الذي تأسس في شهر مارس ليطلق عددا من المشاريع الخاصة بالسينما.
وينتهج المسؤولون السعوديون راهنا، في ظل سياسة الانفتاح التي يعتمدها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، سياسة تحفيز لإنتاج الأفلام في المملكة من جانب شركات عالمية دعيت لزيارة السعودية ومعاينة أماكن التصوير فيها.
وزار الأمير محمد بن سلمان خلال وجوده في الولايات المتحدة الشهر الماضي هوليوود، حيث أمضى بضعة أيام في استديوهات لوس أنجلس.
ويوضح الرئيس التنفيذي للمجلس السعودي للأفلام فيصل بالطيور على الأهمية التي توليها بلاده “لتطوير القدرات الفنية والمهارات”.
وتم أخيرا توقيع اتفاقيات لتدريب ثمانين طالبا في مختلف مجالات السينما ضمن ورش داخل المملكة وفي فرنسا والولايات المتحدة.
ويبدي الشباب السعودي الناشط في المجال السينمائي سعادته بهذه التحولات. وقد حضر عدد من المخرجين السعوديين المعروفين إلى المهرجان. وفي كواليس كان، يطرح صناع السينما أسئلة عما إذا كانت الصناعة السينمائية السعودية ستبقى بعيدة عن الرقابة أم ستخضع لقيود، لا سيما بالنسبة إلى مواضيع لا تزال يعتبر الكلام عنها محظورا.
لكن أحد الأفلام القصيرة التسعة المعروضة في كان يؤشر ربما إلى نقلة في هذا المجال، إذ يروي فيلم “تعايش” للمخرج مصعب العمري قصة طالبين يتشاركان السكن في الولايات المتحدة ويصبحان صديقين قبل أن يكتشفا أن أحدهما سني والآخر شيعي.