سوليوود (وكالات)
هدوء ما قبل العاصفة، شعار أطلقه الحساب الرسمي لمهرجان كان السينمائي الدولي على موقع “إنستقرام”، وذلك قبل يومين من حفل الافتتاح المقرر مساء الثلاثاء 8 مايو/ أيار الجاري، بمدينة كان الفرنسية.
- جون ترافولتا وجاري أولدمان يحاضران في مهرجان كان السينمائي
وتنطلق فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي بالفيلم الإيراني “الجميع يعلم”، للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، ويختتم المهرجان في 19 من الشهر الجاري بفيلم “الرجل الذي قتل دون كيشوت”، للمخرج البريطاني تيري غيليام.
وترأس النجمة كيت بلانشيت لجنة التحكيم الرئيسية بالمهرجان هذا العام ، كما تضم نجمة هوليوود الشهيرة كريستين ستيوارت، والمخرجة أفا ديفيرناي، و الممثل الصيني تشانغ تشن، والمخرج والكاتب الفرنسي روبرت جويديجيان، وخادجة نين، والمؤلفة الموسيقية والمغنية البوروندية، والممثلة الفرنسية ليا سيدو، والمخرج الكندي دنيس فيلنوف، والمخرج الروسي أندريه زفياجينتسيف.
ويتنافس 21 فيلما في المسابقة الرسمية، من بينهم فيلمان عربيان، الأول لمصر والثاني للبنان، والفيلم المصري هو “يوم الدين”، العمل الأول للمخرج أبو بكر شوقي، واللبناني هو “كفر ناحوم” للمخرجة نادين لبكي.
وتدور أحداث فيلم كفر ناحوم في منطقة عربية تعصف بها أزمات ومشاكل سياسية واجتماعية طاحنة، لكن هناك طفل يعيش بإحدى قرى المنطقة، يرفض الاستسلام لهذا الواقع ويقرر التمرد على نمط الحياة في قريته ويقرر رفع دعوى قضائية للضغط على الحكومة ومجتمعه بشكل عام لتنفيذ مطالبه.
وتأثرت فكرة الفيلم المصري يوم الدين بفيلم وثائقي قصير أخرجه “شوقي” منذ سنوات بعنوان «المستعمرة»، وتدور أحداثه عن حياة مرضى الجذام في مستعمرة أبوزعبل، وهو ما منحه المعلومات الكافية لبداية فيلمه الطويل الأول، وكذلك تعرف على راضي جمال، بطل فيلمه، وهو أحد قاطني المستعمرة.
وبدأ أبو بكر شوقي تصوير الفيلم بمجهوداته الذاتية، من خلال شركة إنتاج أسسها مع المنتجة دينا إمام، ثم حصل على العديد من المنح، وقام بحملة تمويل جماعى على أحد المواقع الشهيرة، وبعد ذلك حصل على منحة العمل قيد الإنجاز من مهرجان الجونة السينمائي، ثم قرر المنتج محمد حفظي المشاركة في إنتاج الفيلم، وحصلت إحدى الشركات الفرنسية على حق توزيعه وقدمته للجنة الاختيار في كان.
ويروي الفيلم قصة «بشاي»، الذي يخرج للمرة الأولى في حياته من مستعمرة الجذام بصحبة طفل يتيم، ويحاول التعرف على عائلته التي تركته وهو صغير.
أما مسابقة “نظرة ما”، ثاني مسابقات المهرجان الرسمية، والمهتمة بالتجارب المغايرة والأسماء الصاعدة، فتضم مشاركة 15 فيلما، منها فيلمين لمخرجتين عربيتين هما “صوفيا” للمغربية مريم بن مبارك، و”قماشتي المفضلة” للسورية غايا جيجي، وبهذا تشارك أربعة أفلام عربية في المسابقتين الرسميتين للمهرجان للمرة الأولى في تاريخه، بالإضافة لمشاركة أخرى متوقعة في قسمي نصف شهر المخرجين وأسبوع النقاد.
أهم الافلام
ومن أهم الأفلام المنتظرة في المسابقة الرسمية، فيلم الافتتاح «Everybody Knows»، وهو فيلم إسباني للمخرج الإيراني الحاصل على جائزتي أوسكار «أصغر فرهادي»، ومن بطولة «خافيار برديم»، و«بنيلبو كروز»، وفيلم «ألوان دافئة» للمخرج البولندي «باول بفالفوسكي» صاحب فيلم «Ida». بالإضافة لفيلم المخرج «سبايك لي» Blackkklansma.
ورغم الإقامة الجبرية المفروضة عليه من السلطات الإيرانية يعود المخرج «جعفر بناهي» للمسابقة بفيلم «ثلاثة وجوه».
نساء المهرجان
صراع نسائي ساخن تشهده ساحة المنافسة داخل المهرجان هذا العام، عبر مشاركة ثلاث مخرجات هنّ: اللبنانية نادين لبكي عن فيلم “كفر ناحوم”، والفرنسية إيفا هوسون عن فيلم “بنات الشمس”، والإيطالية أليس روهفاشر التي تقدم فيلم “سعيد مثل لازارو”.
وأشار موقع “نيويورك تايمز” إلى أن الفيلم الفرنسي بنات الشمس يُعد عملاً نادرًا في السينما، كونه قصة تركز على النساء في “القتال”، بينما علقت مخرجته قائلة” تجربتى هى أن الكثير من النساء قد عشن فى أحداث مؤلمة للغاية، ومعظمهن تتمتعن بالقوة و المرونة”.
وأضافت: “هذه القصص هى في الحقيقة مركز قوة و حماس عدد آخر من النساء”.
ويشهد مهرجان هذا العام أيضا معركة بدأت منذ فترة، وهي حظر مشاركة الأفلام التي أنتجتها شبكة “نيتفلكس” الأمريكية للبث الرقمي، بعدما رفض القائمون عليها طرح أفلامها في الصالات السينمائية.
وأجاز مهرجان “كان” عرض فيلمين من إنتاج “نيتفلكس” في دورة العام الماضي، ولكن منظميه قالوا إنهم لن يسمحوا لها بالمنافسة في المهرجان مرة أخرى، في حال عدم عرض أفلامها في السينمات.
كما تقرر حظر التقاط المتفرجين صورا ذاتية على السجادة الحمراء، بهدف إنهاء “الفوضى التي يثيرها هذا الأمر خلال استعراض المشاركين” على السجادة الحمراء، كما اعتبر أيضا أنه يخالف سمعة مهرجان “كان”، بكونه أنيقا وتقديريا لضيوفه وقد تم تعديل القرار ليتم حصره على المدعوين فقط، للحد من هذه “الممارسة السخيفة والمسيئة” بحسب تعبير القائمين على المهرجان.
أيضا يتم الاستغناء عن العروض الأولى للأفلام للصحفيين، قبل عرضها العالمي في المسابقة الرسمية.
ويبدو أن الهدوء الذي يسبق العاصفة لن يستمر طويلا بعد هذه الوجبة التي من المتوقع أن تثير الكثير من الجدل خلال الساعات القادمة.