يعيش السينمائيون بالمنطقة الشرقية حالة من الترقب، بعد افتتاح وزير الثقافة والإعلام د. عواد بن صالح العواد أول دار عرض سينمائي في المملكة، بالمجمع السينمائي الحديث بمركز الملك عبدالله المالي في الرياض بحضور شخصيات محلية وعالمية بارزة في مجال صناعة السينما، ومتابعة إعلامية عالية من وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
والذي دعا عدداً من المهتمين بالشأن السينمائي تأكيدهم أن المنطقة جاهزة للبدء الفعلي بإنشاء دور وصالات سينما، والبدء بالعروض، لاسيما وأن إدارة مجمع الراشد التجاري بالخبر، قد أعلنت في لقاء مع «الرياض» أنها تنوي افتتاح «20» صالة عرض سينمائي على أحدث المواصفات التقنية بالعروض السينمائية.
وتزخر المنطقة بعدد من الخامات والطاقات الشابة المهتمة بالسينما، حيث فاز العديد منهم بعدة جوائز محلية وإقليمية، متوقعين أن يكون الافتتاح داعماً للاقتصاد المحلي، وداعماً لميزان العائدات من الاقتصاد غير النفطي، والذي تعمل على تحقيقة «رؤية 2030».
وكشف مدير عام مجمع الراشد بالخبر المهندس فؤاد الفاخري، أن الربع الأخير من العام الجاري سيشهد إنشاء «20» صالة سينما داخل المجمع على أحدث المواصفات العالمية والتقنية، منها صالات سيكون متاحاً فيها تناول العشاء بطاولات منفصلة للأسر، حيث بدأت إدارة المجمّع بالعمل على تهيئة المكان وتجهيزه بكل ما يستلزم من إمكانات، وهناك تسارع في الحصول على التراخيص اللازمة من الجهات الرسمية لتشغيلها وتمديد فتح المجمع إلى ساعات متأخرة من الليل، مقدراً عدد المواقف في المجمع بـ «6500» موقف، وهناك نية لزيادتها لاستيعاب الأعداد المتوقعة بعد التدشين.
بينما يقول محمد سلمان «مخرج سينمائي»: نترقب افتتاح دور سينما بالشرقية ولاسيما الإخبار بجاهزية بعض المجمعات التجارية مثل مجمع الراشد، مؤكداً أن وجود صالات عرض سيحرك الاقتصاد الوطني ويخلق فرص عمل، وهذا مؤكد بالأرقام، لكن الجانب الأهم لوجود صالات عرض هو جانب ثقافي اجتماعي وتحديداً تربوي، لا يمكن حصر ما تقدمه السينما من فوائد، فالمشهد يبدأ من رحلة الخروج من المنزل لقطع تذكرة والدخول لمشاهدة حلم جماعي، قد يختصر الفيلم بمشهد واحد ألف كتاب وأحياناً يصحح مسار مشاعرنا لنكون أكثر أنسنة.
وتمنى سلمان، أن يتم الانتباه لدور السينما ليس بالشكل التجاري فقط بل الجانب الثقافي والفني لخلق ثقافة سينمائية ستنعكس مستقبلاً على إنتاج السينمائيين.
وفق ما نشرت جريدة الرياض في ذات السياق فإن الحكومة –حفظها الله- تتجه بسرعة وبجدية نحو تحقيق «رؤية 2030» لذلك يجب على المستثمرين الانطلاق أيضاً، فنحن نريد أن تكون السينما حالة شعبية، «أن أذهب للسينما مشياً على الأقدام»، وليس بالضرورة أن تكون دار العرض صالة فاخرة كما هو الحال في صالات السينما الباريسية، إنما تحتوي على مقومات النجاح للحضور الأسري.
فيما لفت سعيد الجيراني «مصور سينمائي»، حائز على جائزة المركز الثاني في مهرجان الأحساء للأفلام الاجتماعية عن فيلمه الوثائقي «أبو ناصر» للمخرج حسن الجيراني، أن المنطقة الشرقية تنعم بالكثير من الفرص السياحية الترفيهية، ويقصدها العديد من أبناء الوطن في المواسم والإجازات، ووجود دور عرض سينمائية فيها سيساعد حتماً على إيجاد فرص استثمارية ضخمة تساعد على التنمية وتنشيط الحركة التجارية بالأسواق والمجمعات، مبيناً أن دور العرض باتت ضرورة من ضروريات الترفيه الأسري الواعي والمثقف والمطلع على كل جديد من الأفلام العالمية من خلال متابعاته ورصده للأخبار، وهذا سيساعد في الحد من السفر وقطع المسافات الكبيرة نحو دول الخليج، دون جهد وتعب يعكر متعة المشاهدة والحضور.
ونوه أنه وبعد قرار مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، بإصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي في المملكة، أصبح من الضروري أن تواكب الشرقية هذا القرار وتفعله لاسيما وهي تنعم بالكثير من المجمعات التجارية المهيئة لمثل هذا الاستثمار.
وأشار علي ربيع، كاتب سيناريو وعضو بيت السينما، أن صناعة الأفلام السعودية والحراك الفني في المنطقة الشرقية بدأ مبكراً، بحكم الشغف وروح الفن الذي يسكن وجدان سكان المنطقة الشرقية بشكل عام والمسؤولية الثقافية والفنية التي اضطلعت بها جمعية الثقافة والفنون بالدمام، منذ انطلاق «مهرجان الأفلام السعودية» والذي شكل قيمة فنية وساهم في إبراز صناع أفلام مميزين تمكنوا من أن يشكلوا حالة فنية رائدة تمثل المرحلة، لذا فإن افتتاح صالات السينما في المملكة يشكل قيمة اقتصادية كبرى، ويكمل عقد دورة عجلة الاقتصاد مما يخلق صناعة حقيقية وجديرة بأن تسهم في رفع الوعي الفني والسينمائي وتثري الساحة الثقافية بأنواع من المشاركات الإنسانية والفنية التاريخية.
وأوضح أن افتتاح دور السينما رسمياً في قلب العاصمة الرياض، يمثل حدثاً تاريخياً مهماً ينتظره الجميع وبالأخص صناع الأفلام في جميع مناطق المملكة الثرية بتراثها وفنونها الأصيلة، والتي أضحت تمتلك لغة عالمية تضاهي أهم وأحدث الوسائل تأثيراً وتأثراً، على أن يتم افتتاح صالات ودور عرض السينما في بقية المناطق.