سوليوود (وكالات)
30 عامًا تقريبًا في حالة ترقب وانتظار لغريب هاجر دون أن يحدد موعدًا لعودته. 18 أبريل/نيسان 2017، تاريخ حفر تفاصيله في ذاكرة السعوديين، ولن ينجح الدهر في محوها بسهولة، عقود طويلة حالت بينهم وبين محبوبتهم، وبقرار جريء عادت السينما إليهم وعادوا هم إليها.
في ذلك اليوم عرض في مركز الملك عبدالله المالي بالعاصمة السعودية الرياض فيلم Black Panther، ليمثل الحدث بداية رفع الحظر على دور العرض السينمائي في السعودية بعد 3 عقود، وبشرى بعهدٍ جديد لصناع الأفلام السعوديين، الذين حُرموا لسنوات من العمل فيما يحبون.
الخبير الإعلامي والمحلل الاستراتيجي رضا محمد الحيدر أصبح الرجل المسؤول عن تنفيذ رؤية 2030، التي وضعها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بعد تعيينه في سبتمبر/أيلول الماضي، مشرفًا عامًا على هيئة الإعلام المرئي والمسموع بالمملكة، ليكون الرهان عليه كبيرًا أثناء تصديه لمهام صعبة بهدف النهوض بالهيئة التي يوليها السعوديون أمنيات خاصة في أن تصبح أسرع مواكبة لتطور الإعلام بما يليق والنهضة الشاملة في السعودية.
وفق ما نشرت العين الإخبارية وبحسب الخبراء والمراقبين، هناك على الأقل 5 أسباب تشجع على إنتاج الأفلام في السعودية، منها عودة السينما بعد غياب طويل، وهو ما يعني عدم اتجاه شباب المملكة الذين يعدون الشريحة الأكبر من التعداد السكاني -النسبة الأكبر من السعوديين تحت سن 30- إلى المنصات الإلكترونية لمشاهدة الأفلام مثل قنوات Netflix وHBO، أو YouTube، وهو ما يعني أن أي منتج سينمائي سيجد من ينتظره بشغف.
السبب الثاني هو تشجيع السعوديين على الإنفاق في الداخل، وبافتتاح دور العرض لن يكونوا مضطرين للتوجه إلى الخارج أحيانًا لحضور الاحتفالات ومشاهدة الأفلام.
السبب الثالث يكمن في رغبة المملكة في تدشين وافتتاح 300 دار سينمائية بحلول 2030، وهو ما يعني ضرورة زيادة الإنتاج السينمائي لتغطية كل هذه القاعات، وهو ما يعني بالضرورة أيضًا إتاحة فرص عمل متعددة في كل المجالات بداية من الإنشاء والهندسة وصناعة الأفلام بكل فروعها المتشعبة.
السبب الرابع والمرتبط بالثالث أن السعودية وبافتتاحها لكل هذا العدد من دور العرض خلال سنوات قليلة، بالإضافة إلى كم المشاريع السينمائية، التي بدأت بالفعل في الدخول في حيز التنفيذ سيجعلها مركزا إقليميا لصنع الأفلام في الشرق الأوسط بلا منازع.
السبب الخامس يكمن في تنوع وتعدد قصص وحكايات المجتمع السعودي التراثية والاجتماعية، وهو ما يهتم به بالتأكيد صناع السينما هناك لتعريف العالم بمجتمعهم، سواء من خلال حكايات تاريخية وتراثية عن المملكة أو بالقضايا التي تهم الشباب السعودي وتشغل باله كثيرًا.
بعيدًا عن العناصر الخمسة التي تشجع على صناعة السينما، ستظل “الرقابة على الأفلام” التحدي الأكبر الذي يواجه السينما في السعودية وتحديد ما يجب عرضه وما لا يفترض مشاهدته.
رضا محمد الحيدر، المشرف العام للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، يجد صعوبةً في صياغة القواعد؛ نظراً للتغيرات السريعة التي تجري في السعودية. وأكد أنه لم يكن يعتقد أنَّ الأمر سيكون بهذه الصعوبة لتعامله مع بعض الأمور على أنها من المسلمات.
يأتي الحيدر بصفته من أولئك الذي يعول عليهم في صياغة علاقة مختلفة ووثيقة بين الأجهزة التي تشرف عليها الهيئة، والمتلقي السعودي بدرجة أولى وبقية المتلقين، من شأنها أن تسهم في بلورة الطموحات وتصييرها إلى واقع ملموس يعزز الدور المنوط بالإعلام المرئي والمسموع في مواجهة التحديات وإبراز الجهود الوطنية على نحو يدحض محاولات التشويه.
يؤكد “الحيدر” أن الهيئة “تحاول وضع قواعد إرشادية بشأن ما هو مقبول في الأفلام السينمائية وبين ما هو غير مقبول”.
رضا الحيدر كفاءة وطنية سبق له أن نجح في عدة محطات بعمله مستشارًا لدى عدد من الجهات في المملكة العربية السعودية والإمارات لتطوير سياسات التواصل الاستراتيجية والتواصل المدني.
يقول “الحيدر”: “من الممكن أن يرى شخصٌ ما مشهداً بعينه مناسباً، لكنَّه قد يبدو غير ملائمٍ بالنسبة لشخصٍ آخر، وأعتقد أننا سنتوصل إلى تفاهم تتفق فيه أغلبية الناس على الأقل بأن هذا المشهد مقبول بالنسبة لمعظم الناس”.