سوليوود (قراءة خاصة)
حتى سبعينيات القرن الماضي، كانت السينما داخل المملكة العربية السعودية، تمثل حالة اعتيادية، يدعمها بعض رجال الأعمال، ويغلب على كثير منها الطابع التسجيلي، كتلك التي قدمها المخرج عبدالله المحيسن، أما الجمهور فكان يقبل على مشاهدتها باهتمام في “الأحواش” المخصصة لعرض الأفلام، وأغلبها كانت بالأندية الرياضية. وعبر هذه الدراسة، نحاول تقديم عرض موجز لتاريخ السينما في المملكة عبر المراحل الزمنية المتعاقبة، ومن ثم محاولة استشراف مستقبل الصناعة إستنادًا للتجربة السعودية وما يتخللها من محطات ومراحل رئيسية على مدار تاريحها ، سواء ما تم تحقيقه على المستوى العام بالنسبة للصناعة الفنية ككل، بداية من دور العرض البدائية في الأحواش وصولًا لمشروع مدنية نيوم على ضفاف البحر الأحمر، أو على المستويات الخاصة حسب التجارب الذاتية محليًا وعالميًأ بداية من خليل الرواف، وصولًأ إلى محمد التركي، وهيفاء المنصور والأفلام السعودية التي حققت أصداء عالمية.
نظرة على تاريخ السينما بالسعودية:
انطلقت السينما في السعودية بالتزامن مع انطلاقها في أغلب الدول العربية في بدايات القرن العشرين بواسطة الجاليات الغربية في ذلك الوقت، ففي المملكة كان الموظفون الغربيون بشركة كاليفورنيا العربية للزيت القياسي – أرامكو لاحقًأ- كأول من أدخل دور العرض السينمائية إلى السعودية، حيث نصبوا الشاشات الكبيرة في مجمعاتهم السكنية، خلال فترة الثلاثينيات الميلادية، لمتابعة الأفلام الأمريكية والأوروبية، وصولًا للمرحلة الراهنة حيث عهد جديد للسينما السعودية يتزامن مع رؤى المملكة العصرية في ظل حكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، وموافقة مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية، في ديسمبر 2017، على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة.
لم يقتصر دور “أرامكو” في البدايات، على إنشاء دور السينما فقط، بل امتد إلى مرحلة الإنتاج، ومن أشهر الأعمال التي أنتجتها “أرامكو” فيلم وثائقي عن تدشين أول بئر بترولي بالمملكة بحضور الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. ومن داخل المجمعات السكنية للموظفين الأجانب، انتشرت دور السينما إلى 4 مدن سعودية، هي الرياض وجدة والطائف وأبها، حتى وصل عدد دور العرض في جدة وحدها إلى 30 دارًا، بأسعار تذاكر تتراوح بين 3 إلى 10 ريالات، بحسب عدد الأفلام المشاهدة في كل حفلة.
كما كانت “حارة السينما” -كما يسميها أهل الرياض- في حي المربع، تجمع عددًا كبيرًا من أماكن عرض الأفلام، وسجلت أعلى أرقام للإقبال على “تأجير” آلاتها. وأنشأ “أبوالسرور بري” أول حوش لعرض الأفلام السينمائية بالمدينة المنورة بسهولة تامة، خاصة أن عملية تأسيس مثل هذه الدور لم تكن تتطلب رخصة رسمية في ذلك الوقت.
وقبل الحديث عن بدايات توطين الإنتاج السينمائي بالمملكة، يجب الإشارة إلى دور العرض البدائية وتلك الأجواء التي كانت تعرض فيها الأفلام وقتها، فكانت أماكن العرض عبارة عن مساحات مفتوحة تحفها المنازل مع بعض الحواجز البسيطة يفترش المرتادون أرضها، وقد يتفنن بعضهم بجلب عدة كراسي خشبية من طراز خاص يتلاءم مع متطلبات ثلاث ساعات متتالية تمتد من الساعة السابعة إلى العاشرة مساء كل يوم محاطة ببعض الديكورات البسيطة، ثم تطورت عمليات العرض بشكل احترافي في فندق العطاس الواقع في شمال أبحر.
فؤاد جمجوم.. صاحب أول دار عرض سعودية وأنتج أفلامًا مصرية
ويظن البعض أن السعودية لم تعرف يومًا السينما، بل الغريب في الأمر أن سعوديين شاركوا في نهضة السينما العربية، بل وصارعوا من أجل بقاءها دون أن ينعموا بمشاهدتها كما ينبغي، وشارك بعضهم بالإنتاج مثل الراحل فؤاد جمجوم، الذي سجن بسبب نشاطه ومع ذلك أصر على استمراره رغم كل الضغوط، وعمل مع كبار النجوم في السينما العربية والمصرية، وأسس مع عائلته سينما جمجوم في جدة، وأنتج لعدد كبير من نجوم الصف الأول في مصر، وكان يدعوهم على نفقته للترويج إلى أفلامه في السعودية، وكانوا يلبون دعوته.
وأنتج جمجوم عشرات الأفلام السينمائية منها فيلم “قاهر الظلام” من بطولة محمود ياسين ويحي الفخراني وحمدي أحمد وحسين الشربيني، وحسن مصطفى، من إخراج عاطف سالم وقصة صبري موسى وسيناريو وحوار رفيق الصبان، كما أنتج فيلم “كلمة السر من بطولة نور الشريف وليلى علوي، وإخراج حسين عمارة. وفيلم “التلفيون” من بطولة حاتم ذو الفقار وإيمان الطوخي، وغيرها وقام بتوزيع عدد كبير من الأفلام أيضًا.
كان أول من اتجه من المملكة العربية السعودية إلى الإنتاج السينمائي منذ سبعينيات القرن الميلادي الماضي، كما ورد في بحث أعده الباحث صالح العمودي، تحت عنوان ” آل الجمجوم أنشأوا أول دار سينما فـي المملكة قبل 40 عاما”، واشترك مع كبريات شركات الإنتاج السينمائي العربي وأنتج أيضا بصورة منفردة العديد من أشهر أفلام السينما العربية مستفيدًا من عودة حركة الإنتاج السينمائي إلى القاهرة في بداية السبعينات بعد أن تحول الإنتاج إلى بيروت، ودمشق بسبب نكسة 1967.
ومن أشهر الأسماء المعروفة حينذاك بتقديم العروض السينمائية، إضافة لدار جمجوم: دار محمد أبو صفية في حي الهنداوية، وسراج سحاحير في حي الشاطئ، وعبدالله صالح الغامدي في منطقة كيلو 2، وسفيان فطاني في العمارية،
وفي الرياض كان التوجه نحو السينما والإقبال عليها موجودًا ومترسخًا، حيث كان حجم الحضور كبيرًا، ويملأ صالات السينما البدائية في جدة، أو تلك التي كانت توفرها الأندية الرياضية (الهلال والنصر والشباب) فيما بين عامي 1977 وحتى عام 1983م. وكان الإقبال على صالات السينما كان كبيرًا، وقيمة التذكرة آنذاك أربعة ريالات فقط، والعرض يتواصل بشكل يومي لأفلام الكاوبوي والأفلام البوليسية وبعض الأفلام العربية القديمة.
هذا الحضور الكثيف للشباب السعودي آنذاك يؤكده أيضًا المقربون من المشهد السينمائي الذي كانت تعبق به إحدى صالات مقر نادي الهلال القديم في شارع (العصارات) في حي (الناصرية)، حيث كان الحضور كبيرًا، ومربحًا بالنسبة لإدارة النادي وبشكل يغطي كل تكاليف العرض، وكانوا يستأجرون أجهزة العرض السينمائي من سوق الأفلام في حي المربع، وتواصل ذلك لسنوات امتدت ما بين عامي 1977 وحتى عام 1983، حيث أوقفت دور السينما، على خلفية اقتحام الحرم المكي، وتداعيات الثورة الخمينية في إيران.
الذباب وحسن غانم.. أول خطوات التجربة السينمائية بالسعودية
بدايات “توطين الإنتاج السينمائي” داخل المملكة شقّت طريقها منذ بداية خمسينيات القرن الماضي وحتى نهاية السبعينيات، فظهر أول فيلم محلي عام 1950 و حمل عنوان “الذباب”، من بطولة حسن الغانم، الذي سجل التاريخ اسمه باعتباره أول ممثل سينمائي سعودي. الفيلم أنتجته شركة “آرامكو” وكان الهدف منه توعوياً صحياً من مخاطر الذباب الذي كان ينتشر في المملكة وينقل الأمراض. أما البداية الحقيقية للإنتاج السينمائي السعودي فكانت عام 1966 حيث أنتج فيلم “تأنيب الضمير” للمخرج السعودي سعد الفريح، من بطولة الممثل السعودي حسن دردير.
انتاج الأوائل.. بصمات المحيسن وسعد خضر
وتطور مستوى الإنتاج فنيًّا، إلى أن وصل إلى محطة عام 1976، حين قدم المخرج السعودي، عبدالله المحيسن، فيلمه “اغتيال مدينة”، الذي تناول الحرب الأهلية اللبنانية ومدى الضرر الذي ألحقته بمدينة بيروت الجميلة، وحاز حينها على جائزة (نفرتيتي) لأفضل فيلم قصير، ليعرض في مهرجان القاهرة السينمائي عام 1977.
هذا التطور، واجه عقبات تسببت في تعطل مسيرته، ان لم يكن إنهاء وجود دور السينما في المملكة، فقد انتشرت بعض الأفلام، التي كانت سببًا في توجيه اتهامات لقطاع السينما بأكمله، بأنه يروج لمخالفات شرعية وثقافات انحلالية لا تتوافق مع نظام الدولة، ولا تناسب قيم مجتمعها، وهو ما كان سببًا رئيسيًّا في البدء التدريجي لإغلاق دور السينما، حتى انتهى وجودها بشكل تام في حقبة الثمانينات، على خلفية أحداث 1979 التي تسببت في بزوغ ما يعرف بالتيار الصحوي.
وفي إطار محاولة الإبقاء على آخر رقم للسينما بالسعودية، قام الفنان السعودي سعد خضر في حقبة الثمانينات، ببطولة فيلم روائي طويل، مدته ساعتان ونصف، بعنوان “موعد مع المجهول” (1980)، من إخراج نيازي مصطفى، لكنه لم ير النور حتى الآن في السينما. ومثّل سعد خضر في أفلام عربية عدة، مثل فيلم رحلة المشاغبين، وكتب بعض الأفلام مثل “صراع مع الأيام”، بطولة فاروق الفيشاوي وسعد خضر وجميل راتب وبوسي عام 1984، كذلك ألّف خضر قصصاً لعدد من الأفلام في لبنان، مثل فيلم الزوجة المفقودة. وقدم مجموعة من المسلسلات التلفزيونية، منذ بدء إنشاء التلفزيون السعودي.
تلا “موعد مع المجهول”، فيلم “الإسلام جسر المستقبل” في عام 1982، الذي صوّر في أفغانستان إبان فترة الحرب مع الاتحاد السوفياتي، والذي يصور فيه المخرج عبدالله المحيسن المراحل التاريخية للقضايا العربية والإسلامية بداية من هجمات التتار والمغول، مرورًا بالاستعمار الإنجليزي والفرنسي، وتسلل اليهود إلى المنطقة العربية، وانتهاءً ببروز القوتين العظيمتين في العالم، حيث يجسِّد الفيلم المعاناة العربية والإسلامية بشكل مؤثر.
وقد شارك المخرج بالفيلم في مهرجان القاهرة السادس، ونال الجائزة الذهبية، كما عرض الفيلم خارج المسابقة ضمن عروض أفلام الشخصية المكرمة في مسابقة أفلام السعودية 2008. وأخيرًا فيلم (الصدمة) عام 1991 وهو وثائقي يقدم فيه رؤيته الخاص عما حدث في عام 1990 من أحداث غزو الكويت، ومن ثم تحريرها وحرب الخليج والأثر الذي أحدثته هذه الأزمة على المنطقة، وهو آخر أفلام المحيسن في هذه المرحلة، قبل أن يعود المحيسن نفسه عام 2006 ليشارك في المرحلة اللاحقة، ويسجل نفسه كأول فيلم روائي طويل أيضًا عبر فيلم (ظلال الصمت).
هذه المرحلة يمكن ان نسميها بمرحلة البدايات التي توج فيها “المحيسن” كأول مخرج سعودي، شكل هذه المرحلة بأفلامه، حيث يتواجد فيها وحيدًا بعدد ليس بالكبير من التجارب والأفلام، والتي نجح في إيصالها خارج المملكة من خلال العروض والمشاركات في مهرجانات عربية متنوعة، وأثبت لكثيرين أن فن السينما قد يكون ذراعًا قوية لنشر الوعي بالقضايا العربية والإسلامية وتقوية الوازع الديني.
موجة انتاج الفيلم الإسلامي
في المرحلة الثانية كان من الطبيعي ان يتولى هذا الفكر الحركي المبادرة للتنويع في لغة المخاطبة والتعبير حينما بدأت مع بداية الالفية الجديدة موجة انتاج الفيلم الاسلامي عبر اشرطة الفيديو حيث عرض الكثير منها في تجمعات كبيرة ومنظمة او حفلات ختامية لانشطة ما.
كانت مرحلة خاصة بطريقة ما تألقت وقتها وحضيت بقدر جيد من المتابعة واشتهر حينها بعض الافلام التي تداولها الناس بكثرة مثل (اليتيم عماد) و (الحقد الابيض) لعبدالله المديفر و (بداية النهاية) و (سامحني ياأبي) لمحمد اليحيى و (الصندوق الأسود) لمخرج مسرحي هو صبحي يوسف و (خيشان وشينان) لخالد المريشد و(حلم الكارتيه) لعلي الشاطر و(مبدعون ولكن) لسليمان الغنيم واخيرا (وصايا فارس) لصالح العريض و (جنون المخطوطة) لعبدالواحد المشيقح.
كان الجمهور المستهدف غالبا في هذه المرحلة هو المشاهد المحافظ لتقديم هذا البديل الفني له بالاضافة لمحاولة استقطاب المشاهد الآخر لكن هذا الامر بهذا الشكل لم يكن ليستمر طويلا حيث أن “شكل الفيلم” لايرتهن لمثل هذا الجمود والتحفظات وكمية المحظورات مالم يكن على الاقل ذا قيمة فنية عالية وهو مالم يتحقق هنا بطبيعة الحال.
العصر الذهبي.. مرحلة المهرجانات السينمائية
مع بداية الألفية الثانية، تصاعد الإنتاج السينمائي السعودي إلى عدد 5 أفلام فأكثر في العام الواحد، وبات من الجائز القول بأن هناك صناعة سعودية واعدة في مجال السينما، ويمكن اعتبار هذه الحقبة، الممتدة حتى الأن العصر الذهبي للإنتاج السينمائي الوطني كمًّا وكيفًا، فقد وصل إجمال عدد الأفلام السعودية في الفترة (من 1975 حتى 2012) إلى 255 فيلمًا، أغلبها في الـ16 عامًا الماضية، وحصل المخرجون والممثلون السعوديون على عشرات الجوائز في المهرجانات السينمائية، العربية والدولية.
مع منتصف العقد الاول من الالفية الجديدة الى أهم المراحل والتي مازلنا نشهد حضورها حتى اليوم وهي مرحلة المهرجانات السينمائية حيث شكلت المسابقات السينمائية والمهرجانات التي تقيمها دولة الامارات في دبي وابوظبي حافزا كبيرا لدى الشباب السينمائي والموهوبين عامة في صنع افلامهم والمغامرة بعرض تجاربهم امام جمهور اكثر تخصصا وقدرة على التقييم الفني.
انها المرحلة السينمائية بجدارة والتي تراعي بقدر المستطاع شروط العمل السينمائي ولغته ولذا فقد كانت مرحلة مستمرة تتابعت فيها المشاركة السعودية مع كل سنة وتجاوزت مهرجانات الدول الخليجية الى مهرجانات الوطن العربي في بيروت ووهران وحتى في مهرجانات وفعاليات سينمائية عالمية مثل روتردام وسان فرانسيسكو وموسكو وغيرها. النجاحات التي تحققت لعدد من الافلام والمخرجين مثل هيفاء المنصور وعبدالله ال عياف وبدر الحمود وعهد كامل ومجموعة تلاشي ومنصور بدران ووليد مطري وفهمي فرحات وعبدالعزيز النجيم وغيرهم تؤكد أهمية هذه المرحلة ونجاح استمرارها.
وهي المرحلة الأهم والتي مازالت تواصل مسيرتها، حينما جاءت هذه المرحلة كاستجابة طبيعية للاهتمام السينمائي الكبير الذي انتشر بين عدد من الشباب السعودي مطلع الألفية الجديدة، وتمثل في كثرة المنتديات والمواقع السينمائية، وصدور بعض الكتب السينمائية من كتاب سعوديين كحالة جديدة غير مسبوقة في مجال التأليف الفني السعودي، ولتتشكل في النهاية خلال عقد من الزمن ظاهرة فنية.
بقي أن نشير إلى أن هذه المرحلة المتعلقة بالمهرجانات السينمائية انعكست ولفترة مؤقتة بشكل إيجابي تجاه الداخل السعودي، حيث أقيمت عام 2008، أول مسابقة أفلام سعودية وبشكل مهرجاني مقارب لمهرجانات السينما عامة من حيث العروض والفعاليات والتي تولى رعايتها النادي الأدبي، وجمعية الثقافة والفنون بالمنطقة الشرقية، وشارك فيها 33 فيلمًا سعوديًا داخل المسابقة بفروعها الروائية والوثائقية والأنميشن، بالإضافة لعدد من الأفلام السعودية والخليجية خارج المسابقة، وفي الجهة المقابلة وعلى ضفاف المنطقة الغربية كان هناك المهرجان الأسبق، والذي بدأ عام 2006 كمهرجان عروض بمسمى مهرجان جدة للعروض المرئية ليتحول في دورته الثالثة عام 2008 لمسمى مهرجان حقيقي، بمسمى “مهرجان جدة للأفلام”، حيث تقترب أجواؤه بتنظيمه وفعالياته من مسمى المهرجانات السينمائية الحقيقية، ليتم إلغائه صبيحة افتتاح الدورة الرابعة عام 2009، حيث يعزو الكثير السبب في ذلك للموقف الديني تجاه السينما وفعاليات الأفلام عامة.
كما يجدر الإشارة الى أنه وفي نفس العام 2008 – احدى سنوات السينما الذهبية بالسعودية – والذي افتتحت فيه مسابقة الأفلام السعودية كان هناك وعلى الساحل الشرقي أيضا الدورة الأولى – والوحيدة ايضا – لملتقى الأفلام القصيرة بالأحساء والمنظم من قبل لجنة الفنون المسرحية التابعة لجمعية الثقافة والفنون والذي اختتم فعالياته بحصول مجموعة القطيف فريندز على أربع جوائز من أصل ثمان هي أفضل قصة وافضل فيلم متكامل ( بقايا طعام ) وأفضل تصوير وأفضل ممثل ( شكوى الأرض).
هيفاء المنصور.. أول مخرجة سعودية
ولابد هنا من الإشارة إلى الكاتبة والمخرجة هيفاء المنصور، التي تعتبر أول مخرجة سعودية، ولدت في المنطقة الشرقية بالسعودية في عام 1974، وحصلت على درجة الليسانس في الأدب الإنجليزي المقارن من الجامعة اﻷمريكية بالقاهرة، كما واصلت دراساتها للحصول على درجة الماجستير في الدراسات السينمائية من جامعة سيدني، كانت بدايتها مع فيلمها القصير (من..؟) ، وقد عملت على إرساله عبر البريد الإلكتروني إلى الأصدقاء والأقارب. وانطلقت بعد ذلك في سلسلة من الأفلام القصيرة. بدأت بتصوير أفلامها عن طريق الكاميرات الرقمية، و لكنها صوّرت فيلمها (أنا والآخر) سينمائيًا، و يعتبر ذلك من التجارب الرائدة على مستوى السينما المستقلة السعودية، ومن أبرز إنجازاتها فيلم (نساء بلا ظل)، والفائز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مسابقة أفلام الإمارات، و(الخنجر الذهبي) في مهرجان مسقط السينمائي.
وفيما بعد تقوم هيفاء على أهم أفلامها فيلم «وجدة» – الذي سنتاول تفاصيله لاحقًأ- وتنتقل فيما بعد إلى العمل على فيلم «ماري شيلي» الهوليوودي، الذي يعد نقلة نوعية حققتها المخرجة السعودية، من تنفيذ أفلام سعودية خليجية، إلى تقديم فيلم عالمي لكاتبة الرواية الشهيرة فرانكنشتاين، «ماري شيلي» وعرضه في «دبي السينمائي» في دورته الجديدة لهذا العام الذي خطفت من خلاله جائزة «أي دبليو سي» للمخرجين عن فيلمها «الأنيميشن» والرسوم المتحركة MISS Camel «ملكة جمل الإبل».
وجدة.. أول فيلم سعودي يرشح لجائزة الأوسكار
سيرة هيفاء المنصور تحيلنا بالضرورة إلى فيلمها الأشهر “وجدة” الذي أخرجته عام 2012، ويصبح أول فيلم سعودي طويل يصور داخل السعودية بهوية وممثلين سعوديين تمامًا، ولقى الكثير من الاحتفاء والاهتمام العالمي، وينال إعجاب العديد من النقاد ومتابعي السينما العالمية، وهو دراما اجتماعية بمزيج كوميدي.
واستمر نجاحه حتى موافقة أكاديمية العلوم والفنون الأميركية “أوسكار” في سبتمبر 2013، على دخول فيلم “وجدة” ضمن الترشيحات الأولية لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 2013، ليصبح بذلك أول فيلم سعودي يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة في أهم محفل سينمائي على مستوى العالم، نتيجة للنجاحات العالمية التي حققها الفيلم ومخرجته في عدد من المهرجانات الدولية، بعد فوزه بجائزة المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي، وجائزة أفضل فيلم طويل في مهرجان الخليج السينمائي في دورته الأخيرة 2013، والمشارك في مهرجان فينيسيا، والمتوج بثلاث جوائز تقديرية هي: جائزة سينما فناير، وجائزة الاتحاد الدولي لفن السينما، وجائزة (انترفيلم).
وبدأ فيلم “وجدة” عروضه التجارية في صالات السينما الأوربية منتصف عام 2013، وكانت رحلته إلى الأوسكار قد ابتدأت منذ نهاية عام 2012، حيث اشترطت اللجنة أن يعرض الفيلم في بلده الأصلي سبعة عروض على الأقل، وقد تبنت جمعية الثقافة والفنون ملف الترشح منذ البداية وحتى دخول الفيلم ترشيحات الأوسكار الأولية.
آل عياف والحمود والمطيري.. الأفلام اليوتيوبية والقصيرة
اما المرحلة الرابعة والتي شكلت تداخلا مع المرحلة الثالثة وفرضتها ظروف التسارع في التقدم التقني ومستوى التواصل الكبير عبر مواقع الانترنت فهي مايمكن ان نسميها بمرحلة أفلام اليوتيوب، وهي ليست مرحلة لاحقة بقدر ما جاءت متداخلة مع مرحلة المهرجانات السينمائية في السنوات الأخيرة، كنتيجة طبيعية لانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، فرضتها ظروف التسارع في التقدم التقني، ومستوى التواصل الكبير عبر مواقع الإنترنت، وبدا الهدف الأساسي هو استهداف الجمهور السعودي للمشاهدة، والذي لا يتمكن غالبًا من مشاهدة الأفلام السعودية المعروضة دائمًا خارج السعودية، بالإضافة لكون أفلام هذه المرحلة تعنى بشكل كبير بتلك القضايا الإنسانية والاجتماعية، والسعي وراء إيصال صوتها لأكبر شريحة ممكنة.
جاء المخرج عبدالله آل عياف ليشكل مع آخرين بالمرحلة نفسها التي ازداد فيها عدد المخرجين وخصوصاً في فئة الفيلم القصير. أخرج عياف فيلم “السينما 500 كم” عام 2006، الحائز النخلة الذهبية في جائزة أفلام السعودية 2008. وفي 42 دقيقة، يستعرض قضية منع صالات السينما في السعودية.
ثم أخرج فيلماً روائياً قصيراً مدته 19 دقيقة بعنوان “إطار” عام 2007، وتلاه فيلم “مطر”عام 2008، مدته 23 دقيقة، وحاز النخلة الفضية في مسابقة أفلام السعودية. أما فيلم “عايش”، فيحكي قصة عامل حماية وأمن في أحد المستشفيات، يعمل بدأب ومثابرة في ثلاجة الموتى الخاصة بالمستشفى، وهناك يدخل في حالة من التعايش مع الموتى، فصورتهم وجثثهم دائماً أمامه. ثم يتم نقله إلى قسم المواليد الجدد، فيصاب بالدهشة لأنه بات معتاداً رؤية ما هو نقيض ومختلف.
بين الموت والحياة، يكتشف عايش أنه بات يكره الأحياء ولا يحب أن يكون معهم. أخيراً قدم فيلم “ست عيون عمياء”عام 2011، وهو يحكي قصة شخص يكتشف أن لديه قدرات في إخفاء الأشياء فيبدأ شعوره بالخطر، لذا يلجأ إلى طبيب، ومن هناك تبدأ معاناته في ست عيون عمياء.
ويأتي الحديث هنا عن المخرج بدر الحمود، الذي ولد عام 1985، وصاحب فيلم“مونوبولي” خير مثال على هذه المرحلة، حيث يعد اشهر افلام هذه المرحلة حيث حظي بمشاهدة على موقع اليويتيوب بما يزيد عن 2 مليون مشاهدة حتى الان، واخرج الحمود أكثر من 10 أفلام، منها فيلم “سكراب”، و”صناعة محلية”، و”داكن”، و”مونوبولي”. يحكي فيلم داكن، الذي يتخذ من تقنية الفلاش باك طريقة له، قصة صالح، الأسير لماضيه بينما المستقبل يلوّح له بأمل وحب يريده أن يكتمل، إلا أن الماضي يطارده مذكراً إياه بحزنه، وقد نالت أفلامه جوائز في مهرجان الخليج السينمائي، ومهرجان أبوظبي السينمائي، ومسابقة الأفلام السعودية.
بينما المخرج الشاب عبد المحسن المطيري قدم أكثر من فيلم خلال العقد الماضي، منها “رجل بين عصابتين” و”قبر” وهما يجسدان معاناة السينما، ومشقة أن تصنع فيلماً في ظل المنع والرقابة الشديدين. أفلام المطيري تشبه اللقطة الخاطفة الشعرية المركزة على حدث واحد بأكثر من بعد، فهو يلمّح ويحاول تجاوز النمطية السائدة من ناحية، ومن ناحية أخرى توظيف الهامش المتاح والتقنيات الأحدث من دون تكلف.
“بركة يقابل بركة” وعام 2016:
يعد العام العام 2016 مفصليًا في تاريخ السينما السعودية، حيث لأول مرة في تاريخ السينما السعودية تحقق العديد من أفلامها إنجازات عالمية، فقد شارك أكثر من 100 فيلم سعودي في مهرجانات دولية وإقليمية ومحلية، وفي هذا العام كانت النجاحات تفوق التوقعات، حيث سجلت الأفلام السعودية أرقاما قياسية في القبول في المهرجانات.
نجاحات السينما السعودية كانت مع فيلم “بركة يقابل بركة” والذي رشحه موقع «awardsdaily» المتخصص بالأوسكار بالتواجد في قائمة الأوسكار النهائية. بالإضافة لتواجد الفيلم في أكثر من 20 محفلا عالميا من مهرجانات ومناسبات دولية، وهو من إخراج السعودي محمود صباغ والذي فاجأ الجميع بتجربته الأولى الناجحة على المستوى الدولي.
ونذكر هنا الإنجازات التي حققها في مهرجان برلين، مع مهرجان «الفيلم العربي في روتردام»، ومشاركته في مهرجان تورنتو الدولي، مع نفاذ التذاكر لعروضه الخاصة في كندا، كذلك الطلب المتزايد على الفيلم في أوروبا وآسيا، ويحسب للفيلم أنه أكثر فيلم في تاريخ السينما السعودية يحقق أرباحا على مستوى عروضه الدولية. وسبق للفيلم أن شارك في مهرجانات عربية أيضا بما فيها مهرجان القاهرة الدولي مع مهرجان الفيلم العربي بألمانيا مع مسابقة آفاق السينما العربية وغيرها من الفعاليات.
وفي العام 2016، استعرض مخرجين سعوديين أعمالهم القصيرة، في تظاهرة تعد الأولى من نوعها في السعودية، بقاعة عرض خاصة في لوس أنجلوس، قادها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي التابع لشركة “أرامكو”، الأفلام التي أنتجها ومثّل فيها سعوديون دخلت جميعها ضمن فئة الأفلام القصيرة، وضمت فيلم وثائقي واحد، وهي (فضيلة أن تكون لا أحد، ذاكرة فوتوجرافية، من كآبة المنظر، وسطي، القَط، سمياتي بتدخل النار، عود، لا أستطيع تقبيل وجهي).
اختراق الحواجز نحو السينما
وفي نفس المرحلة تأسست مواقع سينمائية سعودية وهي المرحلة الأهم والتي مازالت تواصل مسيرتها في الإنترنت، وجاءت هذه المرحلة كاستجابة طبيعية للاهتمام السينمائي الكبير الذي انتشر بين عدد من الشباب السعودي مطلع الألفية الجديدة، وتشهد تميزًا ملحوظًا من جانب الفتيات السعوديات بقيامهم على صناعة أفلام وثائقية، حظيت على إشادات وترحيب واسع، فخلال الأعوام القليلة الماضية تناولن عبر أفلامهن ظاهرة التفحيط في السعودية، قيادة المرأة السعودية، الحجاب في فرنسا، وأفلام أخرى بمضمون اقتحامي ومستوى فني متفوق، مما يعتبر طفرة سينمائية نسائية بالسعودية، إذ أعطت أفلاماً هامة، عرضت في الكثير من المهرجانات الإقليمية والدولية.
فنجد مشاركة متميزة من عشرات المخرجات السعوديات في مهرجان الشباب للأفلام القصيرة بجدة، ومهرجان الأفلام السعودية، كما قدمت المرأة السعودية في الرياض، عروضاً بمشاركة عدد من المخرجات من دول خليجية وعربية. وشوهد في سينما المرأة السعودية فيلماً لأول مرة في الهند، وتحديداً في بوليود، هو “ريم” للمخرجة سميرة عزيز، التي تعتبر أول سعودية تنتج فيلماً في بوليود. يروي الفيلم حكاية فتاة سعودية تسافر إلى الهند بحثاً عن والدتها، التي تخلت عنها منذ صغرها وسافرت إلى الهند.
التجربة الهوليودية.. من الرواف إلى التركي
بجانب ما حققته السينما السعودية في المحافل الدولية في اطار تجربتها الخاصة، فلابد من الإشارة إلى الفنان الراحل خليل الرواف، كأول ممثل عربي وصل إلى هوليوود ووقف أمام كاميراتها، بل ومثّل إلى جانب النجم الامريكي الكبير «جون واين» هو نجدي من مدينة بريدة السعودية، سابقًا بذلك عمر الشريف ومحمد لاقطين وجورج نادر، كان اختياره لإجادته اللغة الإنجليزية، وكانت مشاركة الرواف مع الممثل الشهير جون واين في فيلم ” كنت مراسلا حربيا ” ، وكان دوره في الفيلم حارسا بدويا لشيخ قبيلة في صحراء العراق.
ومن الرواف، توجد تجربة هامة للغاية، للشاب السعودي محمد التركي، الذي بدأ مشواره في الإنتاج السينمائي عام 2010 بفيلم The Imperialists Are Still Alive من إخراج المخرجة البريطانية، زينا دورا، وحاز الفيلم على الجائزة الأولى في مهرجان وارسو السينمائي و المهرجان السينمائي الآسيوي الأمريكي، كما شارك في مهرجان ساندانس Sundance 2010 وفاز بجوائز عدة. ورغم أنها كانت التجربة الأولى لـ«التركي» في سينما هوليوود، إلا أنها أعلنت عن وجود منتج سينمائي قوي في مجال صناعة السينما الأمريكية، أذ ربطته منذ ذلك الحين علاقات مميزة بأكبر منتجي ونجوم هوليوود. وفي عام 2012، استكمل «التركي» مسيرته في السينما الأمريكية وأنتج 4 أفلام أمريكية من بطولة نجوم الصف الأول.
وبفضل نجاح تلك الأفلام، استكمل «التركي» مشواره في 2013 وأنتج فيلم Innocence، استطاعت تلك الأفلام غرس اسم محمد التركي بقوة في مجال صناعة السينما الأمريكية رغم كونه سعودي، وذلك لأنه تعاون مع كبار النجوم في هوليوود واستطاع إنتاج أعمال شاركت في مهرجانات كبيرة ليصبح بذلك أول منتج سعودي يتواجد بهذا الشكل الواضح والمؤثر في مجال الأنتاج السينمائي الأمريكي. ويعمل «التركي» حاليا على إنشاء صندوق سينمائي يحث على تصوير 5 أفلام هوليودية كل سنة لمدة 5 سنوات، يحاول أن يخصص أحدهم لخدمة الوطن العربي بشكل أو بآخر.
واقع ومستقبل الفن السابع في السعودية:
رغم أن عدد الأفلام السعودية خلال الأربعين سنة الماضية سنجد أنها لا تتجاوز ثلاثمائة فيلم فقط، لكن الأمر يتحسن كثيرًا حينما نعلم أن جميع هذه الأفلام سوى استثناءات نادرة تركزت في السنوات العشر الأخيرة، وهي ما يعني ظاهرة جديدة، ويقظة فنية مختلفة سيتوقف نجاحها واستمرارها بحسب الشباب السينمائيين أنفسهم أولاً، ثم بحسب الاهتمام والرعاية الحكومية ثانيًا والمتمثلة بإعادة دور العرض السينمائي وافتتاح الصالات السينمائية لمختلف الأفلام العربية والعالمية، التي من المتوقع أن تصل إلى 300 صالة عرض قبل نهاية العام 2018.
وهو ما يتواصل فعليًا وفقًا لإنجازات السينما السعودية على المستوى اللوجستي والمهرجاني، على خلفية مبادرات عدة من جهات مختلفة سواء حكومية أو أهلية مثل الدورات السينمائية التي تقيمها مؤسسة الأمير محمد بن سلمان «مسك الخيرية»، وكذلك العديد من الجامعات السعودية بدأت في تخصيص أقسام للفيلم ودراسة السينما من أجل تأهيل جيل متميز في صناعة الصورة السينمائية، لاسيما ما أعلن عنه ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان “رؤية المملكة 2030″، ومدينة “نيوم” أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم.
وتزامناً مع قرار السماح بافتتاح دور السينما في المملكة العربية السعودية؛ يجري في هذه الفترة العمل على قدم وساق لإنهاء تصوير الفيلم السينمائي السعودي الأضخم في تاريخ المملكة والذي يحمل اسم ( نجد )، وهو ما يعتبر للسينما السعودية إذ إنه يضم نخبةً مميزةً من نجوم المملكة والخليج ومصر تتقدمهم سيدة الشاشة الخليجية الفنان حياة الفهد؛ لتكون الفنانة الكويتية الأولى التي تشارك في السينما السعودية بعد غياب طال أمده عن السينما، حيث أشادت بقصة الفيلم وبكادر العمل المصاحب متمنية أن يلاقي استحسان الجمهور.
الإنجازات التي تحققت مؤخرًا تجعلنا على ثقة بأن صناعة السينما السعودية في الطريق الصحيح، ومن ثم يجوز لنا الجزم بأن السينما السعودية، حاضرة وقائمة بالفعل، خاصة بعد حسم الاشكاليات المتعلقة بكيفية وآلية عرضها وتنظيمها، أما المجتمع فتشير الإحصاءات إلى أنه قد حسم أمره في الفترات السابقة بالإقبال على الفن السابع، عبر الإنترنت، ودور السينما خارج المملكة، ليهنا أخيرًا بالفرصة وما ستوفره من مليارات الدولارات وآلاف من فرص العمل.
فبحسب دراسة القطاع السينمائي، وإعداد الأطر التنفيذية اللازمة لخلق تجربة سينمائية متكاملة بشكلٍ لا يقتصر فقط على ما تعرضه الشاشات، بل تقديم تجربة ثقافية وترفيهية لكل أفراد العائلة، و العمل بهذا القطاع سيحدث أثرا اقتصاديا يؤدي إلى زيادة حجم السوق الإعلامية، وتحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي من خلال المساهمة بنحو أكثر من 90 مليار ريال إلى إجمالي الناتج المحلي، واستحداث أكثر من 30 ألف وظيفة دائمة، إضافة إلى أكثر من 130 ألف وظيفة مؤقتة بحلول عام 2030.
ويتأتى ذلك بجانب ما تشهده المرحلة الراهنة من زيادة الوعي لدى المجتمع السعودي بأهمية الثقافة السينمائية، مبادرات عدة تقدمها جهات حكومية وأهلية للنهوض بالصناعة السينمائية، وقيام الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون بدورات، ومسابقات وعروض خاصة بالأفلام، حتى وزارة الثقافة والإعلام كان لها نصيب واضح لدعم السينما السعودية من خلال تخصيص العديد من البرامج لعرض أفلام سعودية، وأيضا دعم الشباب السعودي من خلال تسليط الضوء على أفلامهم، وهو ما تحقق – ولا يزال – بصورة كبيرة.
المراجع
رسميًا السينما في السعودية، جريدة الشرق الأوسط، https://goo.gl/RNXyYp
2016 عام السينما السعودية، باب معرفة، صحيفة مكة، https://goo.gl/cQVCfm
بدأت داخل “أرامكو” وانتشرت في 4 مدن شهيرة، السينما السعودية، موقع عاجل، https://goo.gl/SkL4io
صالات السينما السعودية تنتقل من سينما “جمجوم” إلى دور العرض العامة، صحيفة سبق، https://goo.gl/kk5Dky
فؤاد جمجوم.. سعودي أنتج أفلامًا مصرية ولاحقته الشرطة، موقع زحمة، https://goo.gl/FTAZcf
أمازلتم تبحثون عن دار عرض للسينما بالسعودية، عبدالمحسن المطيري، https://goo.gl/JoH2oz
سعد خضر والدراما السعودية، موقع جولولي، https://goo.gl/wf6Ejk
دور السينما السعودية… هل تخترع حياة جديدة؟، جريدة المدن، https://goo.gl/QXWKHu
فيلم ظلال الصمت، بوابة السينما، https://goo.gl/kkxSHo
السينما السعودية فى رحلة البحث عن الذات، مجلة الأهرام العربي،https://goo.gl/PgKfs6
مهرجان سينمائي بخصوصية سعودية، مجلة العرب الدولية، https://goo.gl/Cm92mA
رحلة السعوديين لاستكشاف الأفلام وصناعتها، موقع منشور، https://goo.gl/x6RNb5
حوار مع الكاتب والناقد السينمائي السعودي فهد الأسطا، موقع إيلاف، https://goo.gl/zXkL9r
السينما في السعودية.. القوة الناعمة تفتح أبوابها، جريدة الرياض، https://goo.gl/R4LK6R
السيرة الذاتية لهيفاء المنصور بموقع السينما، https://goo.gl/69bwdZ
هيفاء المنصور: تحديت الصعاب في «ماري شيلي»، جريدة الاتحاد، https://goo.gl/B5cpRn
“وجدة”.. أول فيلم سعودي يرشح لجائزة الأوسكار الأميركية، موقع العربية.نت، https://goo.gl/kUtqd4
مقطع ترويجي لفيلم وجدة https://www.youtube.com/watch?v=a-bhXoupJy0
فيلم وجدة السعودي يعلمك 5 أشياء ستغيّر حياتك للأبد، موقع أراجيك، https://goo.gl/qzkCFr
أبرز المخرجين السعوديين، رصيف 22، https://goo.gl/XwKuQy
أفلام سعودية تفوز بمسابقة حواركم للأفلام القصيرة، موقع العربية.نت، https://goo.gl/GqUahz
سيرة المخرج عبدالله آل عياف، موقع موفيانا الفني، https://goo.gl/ghi1MY
الصفحة على الرسمية للمخرج عبدالله آل عياف على موقع تويتر، https://goo.gl/f7V3t4
المخرج السعودي بدر الحمود: هذه اللحظات التي أتمنى أن تتكرر ولن تتكرر، مجلة لها ، https://goo.gl/mjfjiE
عبدالمحسن المطيري، سيرة ذاتية موقع سينماتك، https://goo.gl/dTtTpA
بركة يقابل بركة.. من الحريات الشخصية إلى الحريات العامة، وكالة رويتزر، https://goo.gl/HepvFP
صناع “بركة يقابل بركة”: نجاح الفيلم فاق توقعاتنا، موقع مصراوي، https://goo.gl/HepvFP
عام السينما السعودية، رصيف 22، https://goo.gl/qwFMSS
مخرجات سعوديات تركن بصمتهن في السينما السعودية، مجلة سيدتي، https://goo.gl/DM4fo7
مخرجة سعودية يدخلن صناعة الأفلام وسط جدل حول السينما، جريدة الحياة، https://goo.gl/HBEHAF
أول عربي عمل في هوليوود كان نجدياً، عبدالله المدني، جريدة الأيام البحرينية، https://goo.gl/1arDJV
محمد التركي : اول شاب سعودي يقتحم اسوار هوليوود، مجلة الرجل، https://goo.gl/WWkGye
https://goo.gl/iDd2bx