سوليوود (الرياض)
وافق يوم الجمعة 30 مارس الذكرى 41 لوفاة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذي رحل وظلت أعماله خالدة على مدار عقود في ذاكرة كل عربي، وفي مثل هذا اليوم من كل عام تستقبل مصر الآلاف من عاشقيه الذين يأتون من كافة أنحاء العالم بأعداد كبيرة ليشاركوا في سرادق عزاء يتم إعداده كل عام ويشارك فيه عدد من الفنانين والمشاهير المقربين من العندليب.
عبدالحليم الذي عانى كثيراً منذ طفولته وحتى وفاته بعد صراع طويل مع المرض، استطاع أن يأسر قلوب الملايين طيلة هذه السنين، ويتضح ذلك من مجرد زيارة منزله في حي الزمالك الراقي بالقاهرة حيث يتوافد محبوه على برج زهراء الجزيرة الذي يمتلك حليم شقة فيه بالدور السابع، وعند دخولهم هذه الشقة تبدأ رحلتهم في عالم العندليب، حيث الحائط أمام الشقة لا تظهر معالمه بسبب مئات الرسائل التي كتبها محبو العندليب وتركوها على الحائط لتخليد وجودهم في هذا المكان.
في شقة حليم كل شيء مازال يحتفظ برائحة العندليب، بعض البراويز والأرائك في غرفة استقبال الضيوف وغرفة مكتب وتراس واسع يطل على حديقة الأسماك الشهيرة، وممر ضيق يذهب بك إلى غرفة عبدالحليم، حيث يوجد العود الخاص به وآلة الأورج ومسجل شرايط وهاتف المنزل وزجاجات العطور التي كان يستخدمها وبعض الجوائز التي حصل عليها ويتوسط سريره الخاص مصحف كان يقرأ فيه، وهنا يتوقف الجميع للسؤال عن سر البقعة الداكنة التي تظهر على سرير العندليب. وعندما سألنا أقارب حليم، قالوا لـ”الرياض”: إن هذا المكان هو الذي كان ينام فيه العندليب ولأنه كان عند الجلوس يضع رأسه على هذه المنطقة ومع مرور الوقت فكان لون الحناء على شعر العندليب يترك أثراً على المكان حتى أصبحت بقعة داكنة بهذا الشكل لتكون أثراً لا يتغير رغم مرور كل هذه السنوات.
العندليب الذي توفي في العام 1977م قال في مقابلة تلفزيونية أجريت معه العام 1973م: إن أجره عن الفيلم الواحد في ذلك الوقت 50 ألف جنيه، وأشار حينها أنه لا يستطيع تقديم عدد كبير من الأفلام لانشغاله بالغناء ولظروف مرضه أيضاً.
يذكر أن عبدالحليم حافظ من مواليد 21 يونيو عام 1929م بإحدى قرى محافظة الشرقية، وكان الابن الأصغر بين أربعة إخوة، وتوفيت والدته بعد ولادته بأيام قليلة، وقبل أن يتم عامه الأول توفي والده ليعيش يتيم الوالدين، وعاش في بيت خاله وكان في صغره دائم اللعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، ومن هنا أصيب بمرض البلهارسيا الذي عانى منه طوال حياته.
مشوار العندليب كان حافلاً بالأعمال حيث قدم أكثر من 230 أغنية أشهرها: “أهواك، زي الهوى، قارئة الفنجان، في يوم، صافيني مرة، إحنا كنا فين، على قد الشوق، توبة، يا خليّ القلب، في يوم في شهر في سنة، رسالة من تحت الماء، حبيبها، جانا الهوى، حبيبتي من تكون”، كما شارك مع العديد من نجمات السينما في أفلام شهيرة ومنهن شادية، لبنى عبدالعزيز، فاتن حمامة، نادية لطفي، صباح، مريم فخرالدين، سعاد حسني وزبيدة ثروت.