فاطمة عبدالرحمن
للباحثين ومحبي الاطلاع في تاريخ السينما في هذه الزاوية كتاب (السينما الجديدة.. تأملات في موت السينما بعد سيطرة الثورة الرقمية) للكاتب حسن الحجيلي الذي يتناول فيه الصورة بوصفها موضوعًا محوريًا منذ نشأتها وانتهاء بالثورة الرقمية المصورة التي تعد الجوهر الأساسي لثورة الرقمنة المعاصرة، حيث يناقش الحجيلي عبر (دراسته النقدية) في هذا الكتاب مباحث شتى عبر الامتداد الزمني للصورة وصولاً إلى زمن التقنيات الحديثة وحضور الصورة فيها، وواقع تأثيراتها على فن السينما في العصر الحديث.
وقدم للكتاب الناقد الدكتور محمد البشير بعدد من الاستفهامات المحفزة للبحث عن الإجابة ليجعل السينمائيين بين «أقبل أن أكون» او «لا أكون»، حيث قال البشير: هل يقتضي الجديد موت القديم؟ وما مدى تأثير سعار الموت علينا، حتى زاحَمَنا واحتل «مانشتات» الصحف، وعناوين الأخبار وأسماء النظريات حتى وصل عناوين الكتب؟، هل من مُبرِّر لتكرار السينما في عنوان هذا الكتاب ما بين بشارة بولادة جديدة، وعزاء بموتها في ظل سيطرة الثورة الرقمية؟.
ثم يعود البشير ليشعل فتيل الاسئلة ليكبل المتلقي همّا لم يقـترفه بل روّج له: كيف هان على من يهدي كتابه لتلك الأجزاء العزيزة من الماضي أن يُبشّر بموتها؟ هل في ذلك زحام وجودي يفرضه الترحاب بالجديد شريطة زوال القديم؟ فلولا الموت ما بقي مكان لأحد، ولولاه لصار من يفتننا بمحبته بغيضاً بطول بقائه وإقامته.
ثم يضع البشير اقرارا صريحا ويؤكد: ندفن من نُحب لأننا نحبه، ونُبقي على حسن صورته في ذاكرتنا، ولهذا ينتقي المؤلف من محطات ظلت في ذاكرته وذاكرة السينما، ويؤطّرها دون غيرها بمحبة.
وختم البشير تقديمه باستفهام عبثي نحو حياة أبدية مستحيلة موقن الاجابة، لكن محرض على التفكير للغوص في اعماق الجديد دون انكار للقديم، ولكن لماذا الموت بينما هناك فرجة نستطيعها؟.
المصدر: صحيفة اليوم