سوليوود (الرياض)
بطلٌ دائماً ما يفوز، عائلة جميلة وبيت كبير. هكذا كانت حياة بيلي هوب الملاكم صاحب الصولات والجولات في عالم القفازين، يتسابق عليه الخصوم كي يُكتب في تاريخ مواجهاتهم أنهم كسبوا شرف مجابهة “العظيم”. يمر ملاكمنا بفاجعة تقلب حياته رأسا على عقب ويخسر على اثرها سمعته، والمال والشهرة. يضطر فيها بطلنا لمواجهة شياطينه والظروف لكي يعيد ترتيب وتعريف نفسه من جديد.
اسم كاتب الفيلم يبدو مألوفاً لكل متابعي المسلسلات، فهو كورت سوتر صاحب فكرة مسلسل “Sons of anarchy”. سوتر في تجربته السينمائية الأولى كتب قصةً اعتيادية لبطل مر بأزمة ثم نهض. لا ننسى أن محور الألعاب الرياضية ولعبة الملاكمة على وجه الخصوص تحتم على كاتبها خطاً محدداً. لعل أسوء ما في الفلم هو دور المدرب، الذي عادة في هكذا أفلام له دور أكبر في تفاصيل حياة البطل، إلا أن الكاتب اكتفى بوجوده كمصحح سطحي مكتفيا بسرد القليل عن سيرته الذاتية. ولا أرى أن أحداً في الوقت الحالي استطاع أن يخرج من عباءة البدايات والنهايات في الأفلام الرياضية إلا كلينت ايستوود في Million Dollar Baby.
لطالما كانت الأفلام الرياضية مصدراً لكل الساعين لرفع الأدرينالين في مستوى أجسادهم، وأظن أن المخرج وفق في رفعه. فكل المواجهات كانت شيقة خالية من الرتابة حتى النزال الأخير الذي استمر لأكثر من ربع الساعة، لم أشعر بثقل الوقت بتاتا. يعيب على الإخراج انه لم يأتي بجديد فكل الحركات أو الضربات كانت غير مبتكرة وستراها في أي فيلم ملاكمة آخر. جُسدت التقلبات النفسية لشخصية البطل بطريقة واقعية صاحبها القليل من المبالغة في بعض اللحظات.
تعتبر الموسيقى التصويرية ركيزة من ركائز نجاح أي فلم إلا أنها وظفت بشكل سيئ للغاية، حتى أغنية ايمينيم ظلمت ولم تأخذ حقها، وعند سماع الساوند تراكس بشكل منفصل كان هناك تواجد لبعض المقطوعات الجميلة التي لم يُبرزها الفلم.
وكما يقال دائماً في عالم هوليوود: تزاحم الأسماء الكبيرة قد يكون له أثره الايجابي أو السلبي، ويبدو أنه أثمر ايجابياً هنا. فجودة التمثيل في الفيلم لا يعلى عليها، وعلى رأسهم جيك جيلنهال، فإن كانت السنة الماضية 2014 هي سنة ماثيو ماكونهي فإن الفترة القادمة حتما ستكون لجيلنهال بلا منازع؛ ليس عليه إلا أن يكون أكثر إنتقاءاً لسيناريوهات أفضل.
قبل سنوات كنت أرى جيك ذلك الممثل “الكيوت” الذي سيتكرر وجوده في أفلام الدراما الرومانسية، ولكن خلال ظهوره في Prisoner مرورا بـ Nightcrawler حتى فيلم الاعسر، تجاوز كل التوقعات في مجال الدراما الاصعب، وهي الدراما النفسية. فيظهر لنا عياناً كمّ التفاني الكبير في تقمص شخصياته والاهم حجم التغييرات الجسدية الكثير.
وفق ما نشرت SBO فأنه خلال الفلم نعايش شخصية البطل من ثم الزوج المكلوم حتى عودته بكل لحظات الفلم. أما فورست ويتكر كان من الاجدى استثمار شخصيته بشكل افضل كأحد مخضرمي هوليوود حيث لم يساعده النص كثيرا فكان دوره محدوداً نمطياً جداً. أظن أن الفيلم كذلك حظي بممثلة لها مستقبل واعد، فـ Oona Laurence كانت صاحبت أداء ممتاز في جميع أوقات ظهورها ونخص بالذكر آخر مشاهدها والتى تظهر في ملامح وجهها تعابير ممثلة لها باع كبير في مجال التمثيل.
Southpaw فيلم جيد بالمجمل، وفي مجال نظائره ليس الأفضل، سيناريو وقصة عادية بطاقة تمثيلية رائعة.