سوليوود (القاهرة)
تعدّدت أشكال وأنماط النساء المختلفة التي قدمتها السينما المصرية، والتي تغيّرت ملامحها وتبدّلت بمرور الوقت طبقا للقضايا المثارة في الفترة الزمنية.
لم نعد في الوقت الحالي نجد هذا النوع من الأفلام التي مازالت تدور في منزل “السيد عبدالجواد” في الأفلام المأخوذة من ثلاثية نجيب محفوظ، أو الأم الطيّبة والزوجة الخاضعة والحبيبة الخجولة، بل ظهر نوع آخر من نساء السينما المصرية أكثر إصرارا ونجاحا وفخرا بأنفسهن، خاصة عندما ازدهرت فترة مناقشة قضايا المرأة الاجتماعية والتي تصدّرت قائمتها الفنانة فاتن حمامة من خلال مناقشة قضايا عمل المرأة في فيلم “الأستاذة فاطمة”-1952 من إخراج فطين عبدالوهاب، ومناقشة قضايا الشرف في فيلم “دعاء الكروان”-1959 عن رواية طه حسين وإخراج هنري بركات.
وفق تقرير نشرته صحيفة العرب المصرية فقد حدثت أيضا تعديلات على بنود عتيقة وردت في قوانين الأحوال الشخصية في مصر بعد ظهور فيلم “أريد حلا”- 1975 للمخرج سعيد مرزوق وبطولة فاتن حمامة، الذي يتناول قضية بيت الطاعة والطلاق الذي يملك الزوج قراره فقط، وهو أحد تلك الأفلام التي ناقشت عدة قضايا كان من شأنها أن تصنع تغييرا حقيقيا في القوانين القضائية والأعراف الاجتماعية. وبمناسبة تلك الأفلام التي بسببها تغيّرت قوانين عاتية وظالمة لا بد أن نذكر فيلم “عفوا أيها القانون”- 1985 من إخراج إيناس الدغيدي الذي يثير قضية تتعلق بسماح القانون بعدم تدخل الزوجة في حال شاهدت زوجها متلبسا بخيانتها، ففي الفيلم تطلق نجلاء فتحي الرصاص على محمود عبدالعزيز فتقتله، بعد أن شاهدته في الفراش مع صديقتها، لتقضي 15 عاما في السجن، في حين يبيح القانون للزوج مقاضاة زوجته في حال ضبطها متلبّسة بخيانته لكي تسجن، إلا إذا صفح عن خيانتها وسمح لها بالاستمرار في الحياة بعد طلاقها منه دون المحاكمة.
أشرنا فقط إلى عدة أفلام بطلتها امرأة قوية تدافع عن حقها في المساواة، وامرأة أخرى مقهورة تحاول الانتقام لشرف شقيقتها، وفيلم عن الحقوق القانونية للمرأة، وهناك أيضا الكثير من الأفلام الهامة والمميّزة التي رفّعت من شأن المرأة والدفاع عن أحقيتها في العمل القيادي مثل فيلم “مراتي مدير عام”- 1966 بطولة شادية وإخراج فطين عبدالوهاب.
أمل رمسيس: المخرجات العربيات والمصريات يواجهن صعوبات أكثر من نظرائهن في أوروبا وأميركا
أمل رمسيس: المخرجات العربيات والمصريات يواجهن صعوبات أكثر من نظرائهن في أوروبا وأميركا
واختلفت صورة المرأة القوية في السينما وظهرت أفلام رديئة تسيء إليها وتنتقص من كيانها وأهميتها في الحياة، تلك التي اقتصرت على إبراز جسد المرأة المثير في أدوار الإغراء، خاصة خلال فترة أفلام المقاولات وهي كثيرة بالمقارنة مع أفلام جيدة تحافظ على الصورة الجيدة، لتعود الصورة السلبية السطحية في أفلام تناقش مثلا قضية التحرش الجنسي المستجدة على مجتمعنا من خلال فيلم “678”- 2010 إخراج محمد دياب.
ولا يمكن أن نتجاهل ما يعرف بـ”أفلام العشوائيات” بكل ما تحمله نساؤها ذوات النفوس المشوّهة جراء الفقر والاحتياج اللذين يدفعانهن للتنازلات مثل أفلام “حين ميسرة”- 2007 للمخرج خالد يوسف، الذي ناقش من خلاله موضوع أطفال الشوارع نتيجة الحمل سفاحا، والنساء اللائي قررن تقديم التنازلات لكسب جنيهات قليلة لا تستحق المعاناة.
ومنذ ما يقرب من عشر سنوات تم إطلاق تصنيف جديد على نوع من الأفلام السينمائية يعرف باسم “سينما المرأة”، وهو تعبير له تفسيرات متعددة يتفق معها صناع السينما خاصة من المخرجات وإن كن يختلفن في آرائهن التي تتعلق بهوّية سينما المرأة كما أوضحت المخرجة أمل رمسيس، مؤسسة ورئيسة مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة. فهي تقول إن سينما المرأة هي تلك السينما التي تصنع أفلامها المخرجات- النساء، لأن المخرج هو صاحب الرؤية الكاملة للفيلم في النهاية، وليست فقط الأفلام التي تطرح وتناقش قضايا المرأة في مختلف البلدان العربية والأوروبية.
وتدلل أمل على ما تقوله بأمثلة عديدة عن مهرجانات عالمية تقام في عدة دول تحمل الاسم والمبدأ نفسه أي المهرجانات التي تعرض (الأفلام التي تصنعها النساء) مثل مهرجانات المرأة في فرنسا وهي الأقدم بالفعل تليها مهرجانات ألمانية، وهكذا، فيقومون بوصف سينما المرأة بأنها الأفلام التي تصنع من قبل المرأة كفاعل وليست أفلام المخرجين الرجال عن المرأة باعتبارها مفعولا بها، لأن المخرجين الرجال يناقشون قضايا المرأة من وجهة نظرهم التي تختلف كلية عن وجهة نظر النساء.
وتضيف أمل رمسيس أن هناك مخرجين رجال صنعوا أفلاما تتناول هذه القضايا وغيرها أيضا، فلم تقتصر المخرجات على تقديم لون واحد من الأفلام التي تركّز على قضايا المرأة ومشكلاتها في حين أن المخرجين الرجال يستطيعون تقديم قضايا عدة مختلفة عن المرأة وغيرها، وعندما قررت أمل رمسيس تأسيس مهرجان لسينما للمرأة في عام 2008 كان المهرجان مخصصا لسينما المرأة العربية واللاتينية، ثم اتسعت الدائرة وأصبح المهرجان يتلقى أكثر من 50 فيلما من مختلف دول العالم من صنع مخرجات لا يخشين تعنّت أو اضطهاد مجتمعاتهن.
أما المخرجة الشابة روجينا بسالي التي تصنع أفلاما تسجيلية وقصيرة فترى أنه لا يوجد تعريف محدد لسينما المرأة ولكن هناك تصنيف للعمل الفني بأن يكون متكاملا أو غير متكامل، بغض النظر عن جنس صانعه حيث ترفض تماما فكرة التصنيف تلك باعتبارها فكرة عنصرية تعتمد على أن المخرجات بطلات قوميات من حقهن نيل شهادات التكريم لأنهن اخترن التحدي، ولذا يجب قبولهن في الوسط السينمائي بنوع من التقدير المبالغ فيه، في معظم الأحيان، باعتبارهن قد اخترن الخوض في العمل الأصعب. ولكن في حقيقة الأمر ترى روجينا أن هذه المعاملة مرفوضة لعدم تعرض أولئك النساء للتهديد أو الإرغام على العمل، بل إنهن يتمتعن بالقوة بما يكفي لاجتياز الصعوبات التي يتعرضن لها.
وأبدت المخرجة كاملة أبوذكري تأييدها لمسمى “سينما المرأة” باعتبار أن المرأة -كما تصفها- “أقلية مضطهدة” في جميع أنحاء العالم، ومن الطبيعي أن يكون هناك مصطلح مثل “سينما المرأة” تماما مثلما ظهر مسمىّ “السينما الأفريقية” أو “سينما المثليين” باعتبارهم من الأقليات المضطهدة أو المهمّشة يقابلون بنوع من الازدراء إن لم يكن الاضطهاد في بلادهم، فهؤلاء “سود البشرة” والآخرون “شواذ جنسيا”.
وترى كاملة أبوذكري أن إطلاق صفة “سينما المرأة” يعد إنصافا لها ولمشاكلها وقضاياها، ففي أنحاء العالم ينظرون إلى المرأة على أنها ذلك الكائن الضعيف المضطهد، المسلوب الإرادة، التي تضيع حقوقها وتخضع لقوانين المجتمع غير الإنسانية المفروضة عليها، في حين أنها يجب أن تعامل على قدم المساواة مع الرجل. وتضيف كاملة أبوذكري أنها تدعم أفلام المرأة وبالتالي “سينما المرأة” ولكنها لا تميل إلى ما يمكن تسميته بـ”سينما المرأة المتوحشة” أو المنتقمة والدموية، بل تفضل ذلك النوع من المخرجات اللائي يصنعن أفلاما تعكس طبيعتهن الرقيقة، ويفرضن مطالبهن وشخصياتهن من خلال التعامل مع هذه الطبيعة، بعيدا عن محاكاة شخصية الرجل العنيفة للحصول على حقوقهن.
وللمخرجة نادين صليب صانعة الفيلم التسجيلي الطويل “أم غايب” الحاصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي من مهرجان أبوظبي السينمائي، رأي آخر. فهي ترفض التصنيف الذي تصفه بـ”العنصري” وترى أنه يعكس نوعا من الشعور بالذنب الذي يتحكّم في تعامل الأغلبية مع الأقليات، على سبيل “تطييب الخواطر”، أي أن دعم سينما من صنع النساء يندرج تحت المسمّى العنصري أو الطائفي، كتهنئة المسلم للمسيحي في مصر، أو اعتراف الرجل الأبيض بأحقية المواطنة للرجل الأسود.
وترفض صليب ذلك التصنيف العنصري، وتفضل أن يتم تصنيف الأفلام طبقا لجودتها بغض النظر عن كون العمل السينمائي من صنع رجل أو امرأة، كما ترى أن معظم النساء اللائي يقبلن هذه التسمية يحملن رسائل معيّنة يردن توصيلها للعالم الخارجي، كصرخة استنجاد من الاضطهاد الذي يعانين العيش في ظله، فيستخدمن السينما كوسيط لنقل أحوالهن وقضاياهن للعالم.
لا شك أن عمل المرأة في السينما شيء غير مرحّب به من قبل الأسرة والمجتمع بشكل عام، حيث يجد التحاق المرأة بالعمل الفني صعوبة شديدة باعتباره عملا جريئا لا يتناسب مع العادات والتقاليد أو التعاليم الدينية والتيارات الفكرية المتشددة
وتعتقد نادين صليب- لهذا السبب- أنهن لا يصنعن أفلاما من أجل السينما وإثرائها، أو من منطلق عشق السينما والفن، والتعبير عن رؤية ونظرة فنية للعالم، بل يقتصر عملهن على استغلال صنع الأفلام لنقل رسائل من وجهة نظرهن. وتوضح أنه ربما تروق التسمية لنساء العرب على وجه الخصوص، لما تواجهه المرأة العربية من تحكّم وهيمنة من جانب سلطة الأب والزوج والمجتمع، مع سلب لحريتها وتعبيرها عن رأيها بموجب القانون والأعراف. وتفضل نادين صليب إطلاق تسمية مختلفة غير تسمية سينما المرأة لأن المرأة ليست هي فقط التي تطرح قضايا المرأة، بل إن المخرجين الرجال يفعلون ذلك أيضا، وهي تتفق مع المخرجة أمل رمسيس في أنه من الأفضل إطلاق تسمية “السينما التي تصنعها المرأة”.
لا شك أن عمل المرأة في السينما شيء غير مرحّب به من قبل الأسرة والمجتمع بشكل عام، حيث يجد التحاق المرأة بالعمل الفني صعوبة شديدة باعتباره عملا جريئا لا يتناسب مع العادات والتقاليد أو التعاليم الدينية والتيارات الفكرية المتشددة. ولكن الموهوبات والراغبات في إثراء الحراك الفني بإضافة موهبة جديدة يقمن بنوع من التحدي لإثبات ذواتهن في مجتمع رافض، وفي ظل نظرة ذكورية تحاول سلبهن هذا الحق.
عن هذا التحدي والنظرة الذكورية والصعوبات المهنية تقول المخرجة روجينا بسالي إنه لا يوجد حاليا من يهاجم عمل المرأة كمخرجة أو كممثلة أو أيا كان عملها في المجال الفني على الرغم من اعتراض الوالدين في البداية على عمل ابنتهما، ولكنها اكتشفت أثناء عرض فيلمها التسجيلي بعنوان “88” الذي يبرز قضية عمل المرأة في المجال الفني من خلال شهادات مجموعة من النساء الناجحات في مجالهن، بعد أن التقت مع طلبة من الذكور الذين يدرسون في كليات القمة، أن الفيلم قد حفزهم على أن إبداء ندمهم الشديد للانصياع وراء ضغط العائلة التي هدفها أن يتخرج أبناؤها مهندسين وأطباء وليس مخرجين وممثلين، وتتخذ من نفسها مثالا على ذلك، بالإضافة إلى عدة مخرجات متحققات لم يتعرضن للمنع، بل تم قبولهن ودعمهن من قبل نقاد ومخرجين كبار يؤمنون بإمكانيات المرأة في قدرتها على تحقيق أهدافها.
ونفت المخرجة أمل رمسيس فكرة أن المخرجات ينعمن بالراحة وسهولة تسيير أمورهن، بما تشتمل عليه هذه الأمور من مشكلات المرأة العاملة العادية من تنظيم وقتها وترتيب أولوياتها بين أسرتها وأبنائها وبين عملها، فما بالك بعمل قاس وشاق مثل أن تعمل المرأة مخرجة سينمائية، بالإضافة إلى صعوبة أخرى هامة تتمثل في معضلة الإنتاج، فالمنتجون يترددون كثيرا قبل اتخاذ قرار بإسناد العمل إلى مخرجة، لعدم ثقتهم في النساء بشكل عام من الناحية المالية حيث يؤمنون بأن المرأة مسرفة ويمكن أن تتسبب في تجاوز الميزانية، والمشكلة أن تميّز وجودة الأفلام التي أخرجتها مخرجات (نساء) تتخذ دليلا على الإسراف بينما يريد المنتج دائما الاقتصاد في الميزانية.
تشير أمل رمسيس إلى أن المخرجات العربيات والمصريات يواجهن صعوبات أكثر من نظرائهن في أوروبا وأميركا، ولكنها تؤكد على عدم تعرض المخرجات أو العاملات في المجال الفني والسينمائي، إلى أي نوع من الاضطهاد أو النظرة الذكورية المعتادة من رجال العالم العربي، ولا من جهة الجمهور الذي يشيد بجودة ومهنية أعمال سينما المرأة، ويعترفون بمهنيتها، بل ويتعاملون في قاعات العرض برقي شديد معها ومع أفلامها. وهم يحضرون العروض وما يليها من مناقشات حيث يظهرون احتراما استثنائيا لأعمال المرأة. وتطالب أمل رمسيس بعدم إلقاء اللوم على الجمهور وتحميله سبب فشل فيلم ما، لأن الفرق واضح بين الفيلم الجيد والفيلم الرديء، بغض النظر عما إذا كان المخرج رجلا أو امرأة.
ولا تعتقد رمسيس بأن هناك نظرة ذكورية إلى أفلام المخرجات النساء طالما يتجه الرجل من منزله إلى قاعة العرض ليشاهد أحد أعمال المخرجات. وترفض رمسيس إلقاء اللوم على الجمهور تحت شعار أن “الجمهور عايز كده”، فهي ترى أن “المنتج عايز كده” وليس الجمهور الواعي الذي يستطيع التمييز والتفرقة بين الأعمال السينمائية من حيث الجودة والرداءة.
وترى المخرجة كاملة أبوذكري أن سينما المرأة تخلو من الاضطهاد الذكوري، معللة ذلك بالقول إنه ليس شرطا أن من يصنع أفلاما في نطاق سينما المرأة أن تكون بالضرورة امرأة وتشيد كثيرا بأفلام المخرج الراحل محمد خان الذي تعتبره من أكثر المخرجين الذين تناولوا وعبّروا عن مشكلات المرأة وقضاياها في أفلامهم، كما تشير إلى أنه كان أيضا رجلا متحضرا جدا، يقدّر المرأة ويحترمها، وهو دليل على أنه كلما كان الإنسان متحضرا في نظرته وسلوكه ظهر ذلك في تعامله مع المرأة، وينطبق ذلك على كل دول العالم، فإن تحضّر الدولة يقاس بمدى احترام قوانينها للنساء.
روجينا بسالي: لا يوجد تعريف محدد لسينما المرأة
روجينا بسالي: لا يوجد تعريف محدد لسينما المرأة
على عكس آراء المخرجات اللواتي يؤكدن عدم مواجهة صعوبات، ترى المخرجة نادين صليب أن جميع العاملات في المجال الفني لم يتم استيعابهن وقبولهن إلا بعد مواجهة صعوبات قاسية تتمثل في النظرة الذكورية المتفشية في المجتمع، والتي تنعكس بقوة على طريقة التعامل مع المرأة العاملة في هذا المجال بالسلب. وتروي صليب معاناة شخصية كانت قد مرت بها من خلال عملها كمخرجة مساعدة في عدة أفلام سابقة، تمثلت في تعرضها للمضايقات والنظرات الذكورية، كما تعتقد نادين بأن سلوك هذا النوع من الرجال في المجتمع والمجال الفني يرجع إلى عقلية رجعية تنظر للمرأة نظرة دونية، وإلى أن الكثير من الرجال ينظرون إلى عمل المرأة في مجال الإخراج السينمائي بنوع من الشفقة والرثاء وعدم الثقة في إمكانياتها الفنية، لذلك تعتبر نادين صليب أن العاملات في الساحة الفنية بطلات قويات لكونهن مستمرات في عملهن بل وناجحات رغم كل المصاعب.
وتضيف أن من مظاهر المضايقات التي تتعرض لها المرأة في مجال السينما، الادعاء، أي ادعاء الرجال بإيمانهم بالحرية والتحضر وهم على العكس من ذلك تماما، إنما يستخدمون تلك الادعاءات ليتعرّفوا على نوعية المرأة وهل هي موهوبة بالفعل أم أنها على استعداد للتنازل الأخلاقي من أجل الوصول إلى الشهرة، “فنحن نعيش في مجتمع مزدوج يقول ما لا يفعل ولكن بالنسبة للجمهور فهو مختلف إلى حد ما. فقد فوجئت المخرجة باهتمام الجمهور من الرجال بفيلمها الأخير “أم غايب” الذي قامت ببطولته امرأة ويدور حول مشكلة نسائية تتمثل في تأخير حمل هذه المرأة والأثر النفسي السيء الذي يتركه اللقب الكريه الذي يطلقه المجتمع على النساء اللائي لم ينجبن، وهو لقب “أم غايب”.
وهكذا تعددت الرؤى واختلفت الآراء حول مفهوم “سينما المرأة”، وهل هي تلك الأفلام التي تتناول مشكلات المرأة والقضايا الاجتماعية التي تؤرق حياتها، أم هي تلك السينما التي تصنعها النساء لتقديم وجهات نظرهن في قضايا العالم ومشكلات المرأة المتعددة والمتنوعة طبقا للمنطقة الجغرافية التي يعشن فيها. هذان التعريفان يثيران تساؤلا جديدا: فإذا كان هناك ما يسمى بـ”سينما المرأة” فلماذا لا تكون هناك “سينما الرجل”، ولو حدث ذلك – افتراضا- فسوف يصبح محظورا على المخرج الرجل مناقشة مشكلات المرأة، أو أن ينسب إليها أدوارا شيطانية مسيئة!