المنجي السعيداني
تعرض الدورة الـ13 لـ«الأيام السينمائية المتوسطية» بمدينة شنني (جنوب شرقي تونس) مجموعة متنوعة من الأفلام السينمائية الهامة، التي تتراوح بين الوثائقي والروائي، وتجمع طاقات إبداعية من تونس وعدد من البلدان المتوسطية من مختلف الاتجاهات الفنية.
والدورة الجديدة انطلقت في الأول من هذا الشهر، وتمتد إلى الغد، وتعقد تحت شعار «السينما والأرض»، وتلقى دعماً مهماً من قبل وزارة الثقافة التونسية لإبراز مخزونات المنطقة المتاخمة للصحراء، من واحات جبلية ومناطق شاطئية على غاية من الروعة والجمال البكر.
وعن هذه الدورة والاختيار على شعار «السينما والأرض»، قال مبروك الجابري، من هيئة التنظيم، إن السينما العالمية والتونسية كذلك اعتنت بالأرض، وغالباً ما رفع شعار المنافسة بين الفلاحة والسياحة، ونحن هنا أردنا أن نعطي شأناً للأرض لأنها تحمي برؤية سينمائية حاضر ومستقبل التونسيين، على حد تعبيره.
وقد انطلق هذا المهرجان السينمائي المتوسطي بمعرض أول للصور الفوتوغرافية للتونسية ريم الصنهوري، وهو مخصص للتعريف بمدخرات الأرض التونسية من عطايا ومشاهد طبيعية، بعضها يرقى إلى مرتبة الخيال، إضافة إلى معرض ثان للصناعات التقليدية المميزة بالجهة.
أما بالنسبة للأفلام السينمائية المبرمجة، فهي تضم في اليوم الأول شريطاً وثائقياً تحت عنوان «كسكسي حبوب الكرامة»، للمخرج التونسي حبيب العايب، ثم يعرض شريط وثائقي ثانٍ طويل بعنوان «هيام»، للمخرجة التونسية أنس كمون.
ويطرح فيلم «كسكسي حبوب الكرامة» كثيراً من الإشكاليات والتساؤلات حول علاقة الإنسان بالأرض، ويقدم للمتفرج نماذج من المرأة العاملة في الفلاحة، وعالمها الخاص من أدوات وأغانٍ وحكايات ومشكلات الفلاحين الصغار مع البذور الضارة والأمطار والآلات الفلاحية التقليدية، وأهمية الفلاحة بالنسبة لتونس، ويقارن بينها وبين السياحة كنشاط اقتصادي تشجعه الدولة دون حساب.
ويدعو الفيلم إلى ثورة فلاحية، ويقدم صورة صادقة عن تعاطف الفلاح مع أرضه وتفاعله معها، بما يوحي للمتفرج بأنه في حضرة الأساطير القديمة التي تعرض مواسم البذر والعطاء، وصورت الكاميرا مشاهد رائعة من الرعي ومن الحقول الشاسعة وعالم الحيوان المصاحب للفلاح على مر العصور.
وخلال الأيام الموالية، تعرض ستة أفلام موزعة بين الأفلام القصيرة والأفلام الطويلة، وهي من الجزائر والمغرب وفرنسا.
وتتضمن البرمجة كذلك ثلاث ورشات في عدد من الفضاءات السياحية بالجهة، وهي من تأطير متخصصين، ويتعلق الأمر بورشة للإخراج السينمائي، وورشة التوثيق، وورشة منتدى المسرح. وتحتضن دار الثقافة بشنني أول حصة للعروض السينمائية، من خلال أربعة أفلام قصيرة وفيلمين طويلين، ويعرض بالمناسبة فيلم «ماري بالتزام قروي»، للمخرج الفرنسي دانيال بلافيلان، وفيلم «غداً»، من تنشيط نادي محمود درويش بمعهد بولبابة بقابس، والفيلم الطويل «ملح الأرض»، وفيلم «حضن الصحراء»، لجمعية الصداقة التونسية – الفرنسية.
كما تنظم حلقة فكرية بأحد المتنزهات السياحية، تحت عنوان «الأدب الأورو – متوسطي: سينما – مسرح… أي مستقبل؟»، وهي من تقديم وتأثيث زهير مبارك من تونس، وأودات بوشار وآني بارجي من فرنسا.
المصدر: جريدة الشرق الأوسط