ضحى محمد
رواياته كانت صورة حقيقية لما يجرى فى مصر، له باع ليس بقليل فى أفلام خمسينات وستينات السينما المصرية، وضع بكتاباته علامات مضيئة تتلألأ فى سماء عالم السينما، ويعتبر من أهم الكتاب فى عصره.. إنه الكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى، الذى اختير ليكون شخصية معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ49 لهذا العام، ليعرض نشاط السينما نسخة أصلية من فيلم «الأرض» للمخرج يوسف شاهين، وهو من كلاسيكيات السينما المصرية، تعقبه ندوة تشارك فيها الشاعرة والناقدة الدكتورة ثريا العسيلى، والناقد السينمائى عصام زكريا، ويديرها الكاتب الصحفى إيهاب الحضرى.
كان له باع كبير فى السينما، واعتبرت أعماله الأدبية، طوال مسيرته زخراً ثقافياً، وتراثاً كبيراً، فى مجالات الشعر والنص المسرحى والرواية، حيث تحولت بعض رواياته لأعمال سينمائية، تركت بصمة فى تاريخ السينما المصرية والعربية، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات ومن أبرزها فيلم «الأرض» و«الشوارع الخلفية»، كما اشترك الشرقاوى مع نخبة من الكتاب المصريين والأجانب فى كتابة سيناريو فيلم «الرسالة».
كان شغوفاً بأن يقدم أعمالاً سينمائية لها قيمة للشعب المصرى، هكذا بدأ الناقد محمود قاسم حديثه عن الكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى، قائلاً: قدم فيلم «الأرض» الذى يعتبر من أبرز إبداعاته الأدبية، وجسد من خلاله الواقع، وجذب الانتباه إليه من خلال انحيازه لطبقة الفلاحين، وأهل القرى البسطاء كونه واحداً منهم، فقد كان بمثابة فيلم رومانسى به تقديس للخضرة والزرع والطبيعة الخلابة، ذلك بجانب فيلم «الشوارع الخلفية» الذى ناقش من خلاله قصة ضابط طلب منه أحد المتظاهرين أن يطلق النار عليه لكنه رفض نظراً لأن بداخله شعوراً وطنياً، وكان مهتماً بتقديم الأعمال الوطنية التى تحمل قيمة فنية واضحة.
وأشار «قاسم» إلى علاقته بالمخرج الكبير يوسف شاهين من خلال فيلم «الأرض»، ذلك النص الأدبى الوحيد الذى شارك به الأستاذ مع «الشرقاوى»، وحاول من خلاله أن يكون حيادياً فى عرض وجهة نظره، تعرف عليه فى بداية حياته وعملا معاً وتعلم منه «شاهين».
«من أهم مثقفى مصر فى القرن العشرين، رجل له باع طويل فى المجال الأدبى».. هكذا تحدث الناقد محمود عبدالشكور عن الكاتب عبدالرحمن الشرقاوى، قائلاً: «كان اختيار معرض الكتاب موفقاً، فهو كاتب كبير، له حصاد فى السينما، وكان أحد المشاركين فى سيناريو وحوار فيلم «الناصر صلاح الدين». وأضاف: يجب أن نلتفت إلى أهم أعماله «الأرض» للمخرج يوسف شاهين، فاقترابه منه فى مرحلة مبكرة أثرى شخصيته السياسية وساهم فى بلورة أفلامه، وفيلم «الشوارع الخلفية» لا يقل أهمية عن «الأرض»، لكنه فى الحقيقة يحسب بشكل أكثر على المسرح، بسبب فكره الإسلامى المستنير، فهو شخصية مهمة ومؤثرة صحفياً ومسرحياً وسينمائياً. بينما أوضحت الناقدة خيرية البشلاوى، أن الكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى له إسهامات واضحة فى السينما المصرية، واختياره فى هذه الدورة بمعرض الكتاب اختيار موفق، فهو رمز من رموز الثقافة، ولا بد أن يكون تقليداً باعتباره قدوة ونموذجاً، ونحتاج إلى قدوة بمعنى أن يكون المثقف ملتزماً وله ثقله حتى تنتقل شهرته من المحلية إلى العالمية مثلما حدث معه، وأتمنى أن يكون ذلك موجوداً باستمرار فى جميع الهيئات المسئولة عن الثقافة، بتدعيم المثقفين وإحياء تراثهم بعد وفاتهم.
المصدر: الوطن نيوز