سوليوود (القاهرة)
يعدُّ فيلما «الخلية» و«هروب اضطراري» حالتين استثنائيتين في تاريخ السينما المصرية، حيث شكّلا خريطة جديدة للإيرادات في دور العرض المصرية، وغيرا الكثير من المفاهيم والمصطلحات السينمائية حول محدودية السوق المصرية وسقف الإيرادات الذي لا يمكن أن يتعدى 25 مليون جنيه، فقد حقق فيلم «الخلية» ما يقرب من 54 مليون جنيه، ولحق به فيلم «هروب اضطراري» بنحو 53 مليوناً. وذلك في تقرير نشرته الإمارات اليوم
وهي إيرادات شكلت طفرة في تاريخ السينما، وتردد بعدها على لسان بعض صناع السينما أن هناك إيرادات قد تجاوزت هذا السقف، بينما أكد آخرون أن هذين الفيلمين هما حالتان فرديتان غير قابلتين للتكرار، على الأقل حالياً، وذهب فريق ثالث إلى أن بعض المنتجين يحاولون إطلاق شائعات حول إيرادات أفلامهم الخيالية، ويحاول أيضاً بعض النجوم فعل ذلك رغبة في نشر الوهم الذي يفيدهم من حيث النجومية وزيادة الأجور.
بحثنا في كل الاتجاهات، وكان السؤال الأهم: هل فعلاً تغيرت خريطة السينما؟ وما الذي جعل هناك قفزة خيالية في إيرادات هذين الفيلمين؟
في البداية قال المنتج والسيناريست فاروق صبري رئيس غرفة صناعة السينما، إن «كل فترة تختلف عما قبلها، وكل زمن يختلف عن الزمن الذي سبقه، ولو قلنا منذ سنوات إن هناك فيلماً سيتجاوز إيراده 50 مليوناً لوصفونا بالجنون، لكن يجب ألا يأخذنا التفاؤل بعيداً، فهذان الفيلمان لم يغيرا خريطة السينما والإيرادات كلياً، لكنهما جعلانا نفكر بمنطق مختلف، وهو أنه من الممكن رفع سقف الايرادات في بعض الأفلام، وأن الجمهور يشجع العمل الجيد». وأضاف صبري: «لا شك أن هناك عوامل ساعدت على حدوث بعض هذه الظواهر بجانب نجومية بعض الفنانين، من هذه العوامل ارتفاع أسعار تذاكر السينما للضعف أو أكثر، فالتذاكر تراوح الآن بين 50 و100 جنيه وأكثر، في بعض دور العرض، بينما منذ سنوت كانت أعلى تذكرة لا تتجاوز 30 جنيهاً، ويرجع السبب في رفع أسعار التذاكر لتحسن خدمة دور العرض وافتتاح صالات عرض مجهزة بكراسي وشاشات عالية الجودة والرفاهية».
وحذّر صبري من أن «بعض المنتجين والنجوم يدَّعون كذباً أن أفلامهم تحقق ايرادات كبيرة، رغبة منهم في مكاسب معنوية ومادية لهم وللنجوم المتعاونين معهم، ولذلك يجب الرجوع لغرفة صناعة السينما للوقوف على حقيقة إيرادات أي فيلم».
وقال منتج فيلم «هروب اضطراري» محمد السبكي، إن «الفيلم بالفعل حقق إيراداً من أعلى الإيرادات في تاريخ السينما المصرية، وكسر بذلك رقم الفنان أحمد حلمي بفيلمه (لف ودوران)، وطبعاً تغيرت كثيراً خريطة السينما المصرية، وأصبحت الإيرادات مختلفة بشكل كبير ومرتفعة جداً، إذا كان محتوى الفيلم جيداً وله بطل يتمتع بشعبية كبيرة»، مستدركاً أننا «يجب ألا نغفل الأسباب الحقيقية في ارتفاع الإيرادات واختلافها عما قبل، حيث إن هناك فرقاً كبيراً حدث في أسعار التذاكر»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «أحدث فارقاً كبيراً وأن أقل سينما في مصر حاليًا سعر التذكرة فيها 50 جنيهاً، والأسعار اختلفت كثيراً عن العام الماضي، وقت صدور فيلم أحمد حلمي (لف ودوران) حيث كانت هناك دور سينما تصل تذاكرها إلى 15 و20 جنيهاً، وهو ما جعل فيلم السقا يحقق سبعة ملايين جنيه يومياً، وكذلك فيلم (الخلية) لأحمد عز».
من ناحية أخرى، نفى المنتج أحمد السبكي أن يكون فيلما «الخلية» و«هروب اضطراري» هما فعلاً صاحبا أعلى الإيرادات في تاريخ السينما المصرية، مشيراً إلى أن فيلم «اللمبي» الذي صدر في 2002 لمحمد سعد يعد أكثر الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات، لأن إيرادات اللمبي عام ٢٠٠٢ وصلت إلى ٢٧ مليون جنيه، و«بحساب فارق الوقت وسعر التذاكر وقتها، يكون (اللمبي) هو الأقرب للتربع على عرش هذه الإيرادات»، حسب السبكي.
يذكر أنه منذ ما يقرب من 16 عاماً مضت لم يكن سعر تذكرة السينما مثل الآن، حيث كان سعر تذكرة السينما في الدرجة الأولى لا يتعدى 15 جنيهاً في الحفلات المسائية، وخمس جنيهات في الحفلات الصباحية، وهو ما لا يصل إلى نصف سعر التذكرة الحالية التي وصلت قيمتها إلى 50 جنيهاً في الحفلات المسائية و30 في الحفلات الصباحية.
واختتم السبكي حديثه بالقول: «لا توجد في مصر قواعد إحصائية دقيقة وحقيقية لكل ما هو متعلق بصناعة السينما، بما فيها إيرادات الأفلام وأسعار النجوم».
مضيفاً أننا «حين نقارن يجب أن نأخذ في الاعتبار اختلاف الزمان والأسعار، وعندما نقول أعلى إيراد في تاريخ السينما يجب ألا نغفل أفلاماً مثل (أبي فوق الشجرة) و(خلي بالك من زوزو) و(حمام الملاطيلي) و(الباطنية)، حيث حققت إيرادات ضخمة جداً مقارنة بسعر التذكرة وقتها والقيمة الفعلية للجنيه في ذلك الوقت».